س 63 : هل شهد آباء الكنيسة الأولون في القرن الأول الميلادي للأسفار القانونية للعهد الجديد؟ وهل كان لديهم تصوّرًا واضحًا عن هذه الأسفار وأعدادها؟ وهل اتفقوا معًا على هذه الأسفار؟
يقول "علي الريس": " وهكذا استمر القائلون بعدم تحريف الكتاب المقدَّس في العزف على نفس وتر شهادة آباء الكنيسة ينقل بعضهم من بعض (وحدَّد القس منيس عبد النور في كتابه شبهات وهمية حول الكتاب المقدَّس، والدكتور داود رياض في كتابه مَن يقدر على تحريف كلام الله؟، والقس فريز صموئيل في كتابه تحريف الإنجيل حقيقة أم افتراء، والدكتور يوسف رياض في كتابه استحالة تحريف الكتاب المقدَّس والقمص مرقس عزيز في كتابه استحالة تحريف الكتاب المقدَّس)، فيقدم أحدهم بعض الأسماء على الأخرى، ويؤخر البعض الآخر، ثم يخرج كتابًا جديدًا تقريبًا بنفس الألفاظ فلا يختلف عن الآخر إلاَّ في لون غلاف الكتاب واسمه بل أن البعض لم يغير اسم الكتاب، بل أكثر من ذلك فإن بعض الكتَّاب وصل بهم الأمر إلى أن يلعبوا بنفس اللعبة في كتاباتهم هم شخصيًا، فكل فترة يأتي بكتابه فيقدم فيه صفحات ويؤخّر الأخرى ويقوم بطباعته تحت اسم جديد، فلم يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتحقيق في صحة الكلام الذي ينقلونه، فيقارنون الكلام المكتوب بالمراجع المزعومة.
والسؤال الآن: هل حقًا كان لدى آباء الكنيسة تصوُّرًا واضحًا عن ماهية الكتاب المقدَّس وأسفاره؟ وهل اتفق آباء الكنيسة على أسفار الكتاب المقدَّس كما يزعــم البعض؟" (423).
ج: راح "علي الريس" يطعن في شهادات الآباء على مدار عشرات الصفحات فـي كتابه "تحريف مخطوطات الكتاب المقدَّس" (راجع تحريف مخطوطات الكتاب المقدَّس ص 11 - 42).
ودعنا يا صديقي نورد هذه الطعون، كلٍ في مناسبته مع الرد عليه في حالة الاحتياج لهذا، ويُرجى الرجوع إلى إجابة السؤال (61) الخاص بمراحل إقرار قانونية أسفار العهد الجديد، وبما أن هؤلاء الآباء المشهود لهم عاشوا خلال تلك المراحل المختلفة، فأنه من الطبيعي أن الأسفار التي تأخر إقرار قانونيتها لم يدرجها بعض الآباء ضمن الأسفار القانونية. أمَّا الأسفار التي أُقرت قانونيتها قبل نهاية القرن الأول وعددها عشرون سفرًا وهيَ الأناجيل الأربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا، وسفر الأعمال، وثلاثة عشر رسالة من رسائل بولس الرسول، ورسالتي بطرس الأولى ويوحنا الأولى، فلم يحدث اختلاف بين الآباء جميعًا في هذه الأسفار، ولم تخرج عقيدة إيمانية عن إطار هذه الأسفار. أمـَّا "علي الريس" فراح يلعب على وترين، أحدهما وتر الأسفار السبعة التي تأخر الاعتراف بها وهيَ رسائل العبرانيين، ويعقوب، وبطرس الثانية، ويوحنا الثانية، ويوحنا الثالثة، ويهوذا، وسفر الرؤيا، والوتر الثاني هو وتر الكتب الخمسة التي اعتبرها البعض في فترة ما ضمن الأسفار المقدَّسة وهيَ كتب الراعي لهرماس، والديداكي، ورسالة أكليمنضس، ورسالة برنابا، ورؤيا بطرس، ثم استقر الوضع على عدم قانونيتها، وهذا ما ناقشناه في السؤال السابق (س62).
وفيما يلي نورد بعض شهادات الآباء الأولين التي تقرّ بقانونية أسفار العهد الجديد من خلال شهادات الآباء الرسوليين:
ونذكر من هؤلاء الآباء أكليمنضس الروماني تلميذ بولس الرسول، وأغناطيوس تلميذ بطرس الرسول، وبوليكاربوس تلميذ يوحنا الحبيب:
1ـ أكليمنضس الروماني (30ـ 100م): كان تلميذًا لبولس الرسول وعاملًا معه (في 4: 2) وهو الأسقف الثالث لروما، بعد لينوس وأناكليتوس، وقال عنه إيرينيؤس أسقف ليون (120-202م) أنه: " رأى الرسل الطوباويين، وتحدث معهم، وكان كرازتهم لا تزال تدوي في أذنيه، وتقليدهم ماثل أمامه" (424)، وقد اقتبس أكليمنضس نحو (2406) اقتباسًا من العهد الجديد، منها (1107) من الأناجيل الأربعة، مؤكدًا أن أول الإنجيليين هو متى، يليه مرقس، ثم لوقا، وأخيرًا يوحنا، وأشار إلى رسائل كورنثوس الأولى، واقتبس من رسائل أفسس وتيموثاوس الأولى ويعقوب، ومعظم الأصحاح الأول من رسالة العبرانيين.
وذكر أكليمنضس أن مرقس كتب إنجيله، وعَلِمَ بهذا بطرس الرسول، فيقـول "يوسابيوس القيصري": " أن بطرس عندما عَلِمَ، بوحي من الروح بما حدث، سرَّته غيرة هؤلاء الناس (يقصد أهل روما الذين طلبوا من مرقس بكتابة إنجيله)، ونالَ السفر موافقته لاستعماله في الكنائس، وقد أيد هذه الرواية أكليمنضس في الكتاب الثامن مـن مؤلَّفه "وصف المناظر.." (2 : 15 : 2) (425). وفي رسالته الثانية أقتبس أكليمنضس من إنجيل متى بعد أن أقتبس من سفر إشعياء النبي، مساويًا بين الاثنين، فقال: " وكتاب مقدَّس آخر يقول: ما جئت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبــة" (2 أكليمنضس 4 مع مت 9 : 13) (426).
ويقول "ميلتون فيشر": " في سنة 95 ميلادية كتب كليمينت روما إلى مسيحيي كورنثوس مستخدمًا آيات من بشارة متى وبشارة لوقا. ويبدو أن الرسالة إلى العبرانيين أثرت فيه بشدة وبدا واضحًا أنه يعرف رسالتي رومية وكورنثوس. وقد أورد أيضًا أفكارًا حول الرسالة الأولى إلى تيموثاوس، ورسالة تيطس، ورسالـة بطرس الأولى والرسالة إلى أفسس" (427).
ومن اقتباسات أكليمنضس في رسالته إلى الكورنثيين:
" متذكرين على الخصوص كلمات الرب يسوع التي نطق بها مُعلمًا إيانا الوداعة والإحتمال21ـــ إذ قال : "كونوا رحماء فأنكم ترحمون، اغفروا يُغفر لكم، كل ما تفعلون هكذا يُفعل بكم، كما تعطون تُعطون، بالدينونة التي بها تدينون تُدانون، وكما تترأفون تعاملون بالرأفة، وبالكيل الذي تكيلون يُكال لكم... " (13 : 1، 2)(428) قارن هــذا بمـا جاء في (مت 5 : 17، 6 : 12-15، 7 : 1، 2، 12، لو 16 : 31، 36 : 38).
"اذكروا كلمات ربنا يسوع، 8ـــ الذي قال: " ويل لذلك الرجل! كان خيرًا له لو لم يولد قط، من أن يعثر واحدًا من مختاري، حقًا كان خيرًا له لو عُلِق في عنقه حجر رحى أو أُغرق في أعمال البحر من أن يظل واحدًا من صغاري" (46 : 7، 8)(429). قارن ذلك بما جاء في (مت26 : 24، مر 14 : 21، لو 22 : 12، لو 17 : 2، مت 18 : 16، مر9 : 42).. وهكذا لو اطلعنا على هذه الرسالة والهوامش التي وضعها الدكتور وليم سليمان، حيث يربط اقتباسات أكليمنضس بالأصل المُقتبس منه خلال أكثر من 300 شاهد.
وقد طعن "علي الريس" في شهادة أكليمنضس الروماني لسببين:
أ- أنه ذكر في رسالته للكورنثيين: " فخليق بنا أيها الأخوة إذًا أن نلتصق بهـذه الأمثلة، لأنه مكتوب: "التصقوا بالقديسين لأن الذين يلتصقون بهم يصيرون قديسين" (46 : 2)، ويُعلق "الدكتور وليم سليمان قلادة" على هذا في الهامش قائلًا: "غير موجودة في الكتاب المقدَّس"، ثم يتعجب "علي الريس" قائلًا: أفتونا هداكم الله، هل ينطبق على القديس أكليمنضس قول الكتاب: "إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب" (رؤ 22 : 18).
ب - يعيب "علي الريس" على أكليمنضس الذي استخدم في حديثه للدليل على حقيقة القيامة طائر العنقاء الأسطوري، وقيل عنه أنه يعيش نحو خمسمائة عام، وقرب موته يقيم عشًا من اللبان والمر كتابوت يدخل فيه ويموت، ويبدأ جسمه في التحلل، فتخرج منه دودة تتغذى على بقايا الطائر الميت وتتغطى بالريش، وتنطلق من بلاد العربية لمصر حاملة عشها لتضعه على مذبح إله الشمس في هليوبليس وتعود إلى مقرها الأول (25 : 1 - 5) وهنا نود أن نؤكد على الحقائق الآتية:
1ـــ أن رسالة أكليمنضس لأهل كورنثوس ليست من الأسفار القانونية وبالتالي لا ينطبق على أكليمنضس اللعنة التي جاءت في سفر الرؤيا لمَن يضيف أو يحذف من الأسفـار القانونية، فمعنى أنه لو قال في رسالته: "مكتوب" يقصد أنه مكتوب في الأسفار القانونية، وما قاله لم يرد في هذه الأسفار بنفس النص، فليس معنى هذا أنه أضاف للأسفار المقدَّسة شيئًا، فما يُظَن أنه إضافة ذُكِر في رسالته الخاصة ولم يزيده على الأسفار المقدَّسة... فلماذا خلط الأوراق؟!
2ـــ فعلًا علَّق "دكتور وليم سليمان قلادة" على قول أكليمنضس: " لأنه مكتوب: التصقوا بالقديسين لأن الذين يلتصقون بهم يصيرون قديسين" في هامش كتابه قائلًا: " غير موجودة في الكتاب المقدَّس" (430)، وهذه هيَ الأمانة العلمية لأن نفس العبارة بالنص لم ترد في أي مكان في الكتاب المقدَّس، ولكنها مأخوذة من روح الكتاب، فإن قال الكتــاب أن: " الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ" (1كو 15 : 33) فمعنى هذا أن من يلتصق بالأردياء يصير رديًا، فبلا شك أن من يلتصق بالقديسين يصير قديسًا.
3ـــ تحدث أكليمنضس عن طائر العنقاء حيث كانت هذه ثقافة عصره أولًا، وثانيًا أنه لم يكتب إنجيلًا معصومًا من كل خطأ، ولم يصاحبه الروح القدس ويعصمه في كتاباته، فهو إنسان كاتب رسالة، وليس كاتبًا لأي سفر مقدَّس قانوني، فيحتمل كلامه الصواب والخطأ، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ويجب أن نلاحظ أن ما قيل عن طائر العنقَاء الأسطوري ينطبق إلى حد ما على دودة القز، فالفراشة تضع نحو 300-400 بيضة دفعة واحدة، لا تفقس إلاَّ قرب فصل الربيع حيث تبدأ أشجار التوت في الازدهار، فتفقس وتخرج اليرقات التي تتغذى على أوراق شجـر التوت، حتى يصل طول اليرقة نحو 5-7 سم خلال ستة أسابيع، ثم تنسج اليرقة حولها شرنقة من الحرير وتظل داخلها خاملة لمدة أسبوعين، وإذ بها تتحوَّل إلى فراشة تنطلق من الشرنقة وتطير وتعيش فترة قصيرة تضع فيها البيض وتموت، فالذين عاشوا في القرون الأولى وشاهدوا أطوار دودة القز كان من السهل عليهم الاقتناع بطائر العنقَاء.
وأترك "دكتور وليم سليمان قلادة" ليرد على "علي الريس" حيث يقول: " لا ينبغي أن يدهشنا ذكر أسطورة العنقَاء هنا لأن العالم القديم كله كان يؤمن بها، وقد أوردها هيروديت لأول مرة (2 : 73)، وفي عام 97 ق.م كتب أحد شيوخ روما عن العنقَاء وقال أن ذلك العام يوافق العام 215 منذ آخر ظهور لذلك الطائر العجيب (بليني، التاريخ الطبيعي، 10 : 2)، وفي نهاية حكم تيباريوس قيل أن العنقَاء ظهرت ثانية في مصر. وبعد ذلك بعدة أيام وفي سنة 47م عُرِض الطائر في روما، ومن المحتمل أن القديس أكليمندس رآه بعينه، وشمله الاعتقاد العام المتداول بين كل الناس. وقد أورد كثير من الكتَّاب قصة العنقَاء سواء كانوا مسيحيين أو غير مسيحيين (مثل كلسوس يستخدمها ضد المسيحيين، أوريجينوس ضده 45 : 98، وأنظر ترتليان عن القيامة، وكيـرلس الأورشليمي، للموعوظين 18 : 8، والنزينزي عظاته 31 : 10، وأوغسطين عن النفس 4 : 33)، وهكذا كان أكليمندس لا يظهر شخصًا سريع التصديق أكثر من معاصريه المدقّقين، ومن الواضح أن القديس يورد الحديث هنا كإحدى ظواهر التاريخ الطبيعي مرتبطة بالفصلين السابقين حيث يعرض ظواهر طبيعية أخرى"(431).
ويقول "القمص تادرس يعقوب": "يعالج الفصلان 24، 25 موضوع القيامة من الأموات، ولأول مرة تُستخدم الأسطورة الرمزية القديمة الخاصة بالطائــر "فونيكس" Phoenix أو "العنقَاء" في كتابات مسيحية لتأكيد القيامة. وهو طائر خرافي زعم قدماء المصريين أنه يُعمّر خمسة قرون، بعدها يموت ويدفن نفسه في تابوت من المُر واللبان والعطور ليقوم وهو أتم ما يكون شبابًا وجمالًا.
وقد استخدم بعض الآباء هذه الأسطورة في كتاباتهم بعدما سجلها أكليمنضس، مثل ترتليان، وأوريجين، وأمبروسيوس، وأبيفانيوس، وروفينوس... إلخ كما ظهرت آثارها على العملات والمداليات (الأوسمة) والخواتم وعلى المعابد. وقد نادى البعض مثل بليني Pliny وتاكيتوس وديوكاسيوس أن العنقَاء عاد فعلًا للظهور في مصر عام 34م بعد غيبة 250 عامًا، كما قال بليني أنه أُحضِر إلى روما عام 47م" (432).
2ــ أغناطيوس الأنطاكي (30 - 107م): تلميذ بطرس الرسول، وصار أسقفًا على أنطاكية، وعندما قُبض عليه واقتيد من أنطاكية إلى روما ليُحاكم هناك، كتب في الطريق سبعة رسائل إلى كنائس آسيا الصغرى أفسس، ومغنيسية، وترالة، وروما، وفلادلفيا، وسميرنا، وإلى بوليكاربوس ويقول "دكتور جوزيف موريس": " كتب القديس أغناطيوس 7 رسائل أواخر حياته، ولقد أعطت تلك الرسائل تقديرًا واحترامًا عظيمين للقديس أغناطيوس كأول لاهوتي عظيم من بعد الرسل وأول أب ومُعلم للكنيسة... له خبرة واسعة في الكتابة من قبل. فالرسائل تعكس فكرًا عميقًا وواسعًا وأيضًا قراءة وسبقًا في التعبير عن هذا الفكر، وعن مقدره في استخدام الأساليب اللغوية" (433). اقتبس فيها من إنجيلي متى ولوقا، ومن سفر الأعمال، ورسالتي كورنثوس الأولى وفليمون، وشهد أغناطيوس لرسائل بولس الرسول الأربعة عشر، وذكر أنها جميعًا موجودة في كنيسة أفسس، وكانت محتويات إنجيل يوحنا في عقله وفي قلبه، فمثلًا يقول:
✞ " يسوع المسيح الكائن قبل الأجيال مع الآب والذي ظهر في آخر الأجيال" (مغنسيا 6 : 1) (434).. قارن هذا بما جاء في (يو1 : 3، 14).
✞ " يسوع المسيح الذي خرج من الآب الواحد وهو معه وذهب إليه" (مغنسيا 7 : 2)(435).. قارن هذا بما جاء في (يو16 : 28، 32).
✞ " لكن الإنجيل يمتلك كل شيء فائق يعلن ظهور ربنا يسوع المسيح وآلامه وقيامته، لأن الأنبياء المحبوبين أعلنوه ولكن الإنجيل هو كمال الخلود" (فيلادلفيا 9 : 2)(436).. قارن ذلك بما جاء في (1تي 3 : 16، 2تي 1 : 10).
✞ " أثبتوا في تعليم الرب والرسل" (مغنسيا 13 : 1)(437).
✞ " ثابروا على الاتحاد بإلهنا يسوع المسيح، وبالأسقف وبوصايا الرسل" (الرسالة إلى تراليس 7 : 1)(438).
✞ " سلَّم الرسل الإنجيل لنا من الرب يسوع المسيح، ويسوع المسيح أُرسل من الله. المسيح إذًا من الله والرسل من المسيح، وكلاهما ينبعان من إرادة الله بترتيب منظم. وقد حمل الرسل بشارة اقتراب الملكوت السماوي بعد أن استمدوا معرفتهم عن قيامة السيد المسيح وتأكدوا من كلام الرب بالروح القدس"(439).
3ـــ بوليكاربوس (65 - 155م): تلميذ يوحنا الحبيب، وصار أسقفًا على أزمير، وقد أقتبس في رسائله من معظم أسفار العهد الجديد، ولا سيما إنجيلي متى ولوقا، وسفر الأعمال، ورسائل رومية، وكورنثوس الأولى والثانية، وغلاطية، وأفسس، وتسالونيكي الأولى والثانية، وتيموثاوس الأولى والثانية، وبطرس الأولى والثانية، ويوحنا الأولى، وساوى أسفار العهد الجديد بأسفار العهد القديم، فقال: " كما قيل في الكتب المقدَّسة: أغضبوا ولا تخطئوا (مز 4 : 4)، لا تغرب الشمس علــى غيظكـم (أف 4 : 26)" (بوليكاربوس 12 : 1) (440).
وقال "القديس إيرينيؤس" عن بوليكاربوس: " أنه لا يزال ثابتًا في مخيلتي نوع الاحتشام والرصانة الذي كان يتصف به القديس بوليكاربوس مع احترام هيئته ووقار طلعته وقداسة سيرته. وتلك الإرشادات الإلهيَّة التي كان يعلم بها رعيته وبأبلغ من ذلك كأني أسمع ألفاظه التي كان ينطق بها عن الأحاديث التي تمت بينه وبين القديس يوحنا الإنجيلي وغيره من القديسين الذين شاهدوا يسوع المسيح على الأرض وترددوا معه وعن الحقائق التي تعلمها وتسلمها منهم" (441).
وفي عام 110م كتب رسالة قصيرة حوت 122 استشهادًا في الكتاب المقدَّس كله، منها مائة استشهاد من 17 سفرًا من العهد الجديد، وقال "القديس بوليكاربوس" عن القديس بولس الرسول: " فلا أنا ولا أي إنسان آخر قادر على أن يصل إلى حكمة المبارك والممجَّد بولس الذي كان قائمًا يعلم بين الذين عاشوا في تلك الأيام، وعلَّم الحق بدقة وثبات، وبعد رحيله ترك رسائل إذا درستموها صرتم قادرين على أن تبنوا إيمانكم الــذي تسلمتمـوه" (مشاهير الرجال ف 3 : 2)(442).
_____
(423) تحريف مخطوطات الكتاب المقدَّس ص 10.
(424) أورده القمص عبد المسيح بسيط - الإنجيل كيف كُتب وكيف وصل إلينا؟ ص 143.
(425) ترجمة القمص مرقس عزيز - تاريخ الكنيسة ط (2) 1979م ص 88.
(426) أورده الدكتور القس فهيم عزيز - المدخل إلى العهد الجديد ص 151.
(427) أورده ف. ف. بروس - قصة الكتاب المقدَّس ص 59، 60.
(428) أورده د. وليم سليمان قلادة - رسالة أكليمندس إلى الكورنثيين ص 25، 26.
(429) المرجع السابق ص 53.
(430) رسالة أكليمندس الروماني إلى الكورنثيين - المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية ص 52.
(431) رسالة أكليمندس الروماني إلى الكورنثيين - المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية ص 36.
(432) المدخل في علم الباترولوجي ص 61.
(433) الآباء الرسوليون - مركز دراسة الآباء ص 33.
(434) أورده القمص عبد المسيح بسيط - كيف كُتب الإنجيل وكيف وصل إلينا؟ ص 144.
(435) المرجع السابق ص 144.
(436) أورده القمص عبد المسيح بسيط - الإنجيل: هل هو كتاب نزل من السماء؟ ص 88، 89.
(437) أورده رأفت شوقي - دراسات كتابية في المدخل إلى العهد الجديد - الكتاب الثالث ص 102.
(438) المرجع السابق ص 102.
(439) أورده القمص عبد المسيح بسيط - الوحي الإلهي واستحالة تحريف الكتاب المقدَّس ص 98.
(440) أورده القمص عبد المسيح بسيط - الإنجيل كيف كُتب وكيف وصل إلينا ص 146.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/63.html
تقصير الرابط:
tak.la/fkdh86h