س625: لماذا غيَّر اليهود اتهاماتهم للسيد المسيح أمام السنهدريم من أنه مُجدّف لأنه يقول أنه ابن الله (لو 22: 70، 71) إلى تهم سياسية أمام الوالي الروماني (لو 23: 2)؟ ولماذا أحال بيلاطس يسوع إلى هيرودس (لو 23: 7)؟ ولماذا احتقر يسوع هيرودس ولم يجبه بشيء (لو 23: 9)؟ ولماذا لم يحكم هيرودس على يسوع بالموت (لو 23: 11)؟
ج: 1- لماذا غيَّر اليهود اتهاماتهم للسيد المسيح أمام السنهدريم من أنه مُجدّف لأنه يقول أنه ابن الله (لو 22: 70، 71) إلى تهم سياسية أمام الوالي الروماني (لو 23: 2)..؟ أمام مجمع السنهدريم وقف يسوع مُقيدًا يُحاكم على أنه مُجدّف، لأنه يقول أنه ابن اللَّه، وسألوه: "قَائِلِينَ: إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمسِيحَ فَقُلْ لَنَا. فَقَالَ لَهُمْ إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ. وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ تُجِيبُونَنِي وَلاَ تُطْلِقُونَنِي" (لو 22: 67، 68). لقد بيتوا النية على قتله، بل أنهم أصدروا الحكم بإدانته سلفًا قبل أن يحاكموه، ويسمعوا له، ثم أكمل السيد المسيح حديثه: "مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ الله. فَقَالَ الْجَمِيعُ أَفَأَنْتَ ابْنُ الله. فَقَالَ لَهُمْ أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ. فَقَالُوا مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شَهَادَةٍ؟ لأَنَّنَا نَحْنُ سَمِعْنَا مِنْ فَمِهِ" (لو 22: 69-71).
وهنا قد يتساءل أحد: ما دام مجمع السنهدريم حكم عليه بالتجديف وأنه مستحق الموت، فلماذا لم يرجموه كما رجموا فيما بعد استفانوس عندما حكموا عليه بأنه مجدّف؟
أ– لقد رجموا استفانوس من غيبة من وجود الوالي الروماني، أما في وقت محاكمة السيد المسيح فقد كان بيلاطس قد ترك قيصرية في فترة الأعياد، وأقام في أورشليم.
ب- لأن شخصية السيد المسيح كانت موضع اهتمام جميع اليهود، وكثيرون منهم اعتقدوا أنه المسيا المنتظر، فخشى رؤساء الكهنة أن يرجمونه لئلا يثور الشعب عليهم، ولا سيما في ازدحام الجموع بسبب فترة الأعياد، حتى أنهم لم تكن مشيئتهم القبض عليه في فترة عيد الفصح لئلا يحدث شغب في الشعب، ولولا أن يهوذا عرض عليهم أن يسلمه لهم ما كانوا قد قبضوا عليه.
جـ- كانت لا بد أن تتحقق النبوءات والتي أكدها السيد المسيح، فقد سبق وقال: "وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ" (يو 3: 14)، وقال الملاكان لحاملات الطيب: "اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ قَائِلًا إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ وَيُصْلَبَ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ" (لو 24: 6، 7).
حكم مجمع السنهدريم على السيد المسيح بالتجديف، وهيَ تهمة دينية لا تشغل الحاكم الروماني من قريب ولا من بعيد، ولذلك لفَّق رؤساء الكهنة تهمة سياسية ثلاثية: "قَائِلِينَ إِنَّنَا وَجَدْنَا هذَا يُفْسِدُ الأُمَّةَ وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ، قَائِلًا إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ" (لو 23: 2)، وتظاهروا في خبثهم وكأنهم يحبون ويقدّرون ويخافون على حكم قيصر روما، وهم الذين طالما أثاروا الثورات في وجهه، ولم يكتفوا بتهمة واحدة لئلا يفلت منها، إنما ضفروا له تهمة ثلاثية، وهيَ:
أ– إنه يفسد الأمة: ويُكذّب هذا الاتهام تعاليمه السماوية الراقية، وسلوكياته المملؤة رحمة، وتجواله من مكان إلى آخر يصنع خيرًا، لم يهيج الأمة ولم يُشعل ثورة ضد روما.
ب- يُشجع الناس للامتناع عن دفع الجزية: ويُكذّب هذا الادعاء قوله الخالد للفريسيين والهيرودسيين: "أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لله لله" (لو 20: 25) (راجع أيضًا مت 22: 21، مر 12: 17).
جـ- يُريد أن ينصّب نفسه ملكًا: ويُكذّب هذا الاتهام رفضه أن ينساق خلف التيار الشعبي عندما أرادوا أن ينصّبوه ملكًا: "وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا انْصَرَفَ أَيْضًا إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ" (يو 6: 15).
2- لماذا أحال بيلاطس يسوع إلى هيرودس (لو 23: 7)..؟ كان بيلاطس البنطي على علم بشخصية السيد المسيح وخدمته الروحية ومبادئه السامية وأخلاقياته المثالية وتآمر القيادات الدينية اليهودية عليه، وذلك من خلال ضابط مخابراته "الكساندر" (راجع كتابنا: هناك كنت معه - ف3 مشروع المياه النقية)، وكان يهوذا متأكدًا من صراعات رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين معه: "لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَدًا" (مت 27: 18)، لذلك لم يشأ أن يحكم عليه بالإعدام، وبذل قصارى جهده أن يُطلقه مُعلنًا براءته أكثر من مرة، ففي إنجيل لوقا أعلن براءته عدة مرات:
أ– " فَقَالَ بِيلاَطُسُ لِرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْجُمُوعِ إِنِّي لاَ أَجِد عِلَّةً فِي هذَا الإِنْسَانِ" (لو 23: 4).
ب- " وَهَا أَنَا قَدْ فَحَصْتُ قُدَّامَكُمْ وَلَمْ أَجِدْ فِي هذَا الإِنْسَانِ عِلَّةً مِمَّا تَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ" (لو 23: 14).
جـ- " وَهَا لاَ شَيْءَ يَسْتَحِقُّ الْمَوْتَ صُنِعَ مِنْهُ" (لو 23: 15).
د– " فَقَالَ لَهُمْ ثَالِثَةً فَأَيَّ شَرّ عَمِلَ هذَا؟ إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِيهِ عِلَّةً لِلْمَوْتِ" (لو 23: 22).
وفي إنجيل متى قال بيلاطس: "إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هذَا الْبَارِّ" (مت 27: 24).
وفي إنجيل يوحنا: "لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً... لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً" (يو 19: 4، 6).
كما أن بيلاطس تلقى رسالة تحذير من زوجته: "وَإِذْ كَانَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً إِيَّاكَ وَذلِكَ الْبَارَّ لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيرًا فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ" (مت 27: 19).. وحاول بيلاطس جاهدًا أن يُطلّق يسوع: "وَكَانَ الْوَالِي مُعْتَادًا فِي الْعِيدِ أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ أَسِيرًا وَاحِدًا مَنْ أَرَادُوهُ" (مت 27: 15) فعرض عليهم أن يكون هذا الأسير هو يسوع ولكنهم صرخوا يطالبونه بإطلاق باراباس وصلب يسوع، وأبى بيلاطس أن يُغامر بكرسي الولاية فانصاع لرأيهم صاغرًا، ولا سيما عندما صرخوا في وجهه: "قَائِلِينَ إِنْ أَطْلَقْتَ هذَا فَلَسْتَ مُحِبًّا لِقَيْصَر. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكًا يُقَاوِمُ قَيْصَرَ" (يو 19: 12). وعندما علم، أو قل عندما لفتوا نظره، إلى: "إِنَّهُ يُهَيِّجُ الشَّعْبَ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ مُبْتَدِئًا مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى هُنَا" (لو 23: 5) فظن أنه وجد المخرج من هذه الورطة: "وَحِينَ عَلِمَ أَنَّهُ مِنْ سَلْطَنَةِ هِيرُودُسَ أَرْسَلَهُ إِلَى هِيرُودُسَ إِذْ كَانَ هُوَ أَيْضًا تِلْكَ الأَيَّامَ فِي أُورُشَلِيمَ" (لو 23: 7).
وجاء في "التفسير التطبيقي" عن موقف بيلاطس الذي حكم ببراءة يسوع عدة مرات وحكمه بصلب البرئ: "كان (بيلاطس) يجد لذة خاصة في إثارة اليهود، فعلى سبيل المثال أخذ بيلاطس أموالًا من خزانة الهيكل لعمل قناة مائية. كما أساء إلى الديانة اليهودية بإقامة تماثل الإمبراطور في أورشليم. وكان بيلاطس يعرف جيدًا أن مثل هذه الأعمال يمكن أن تُشعل النار. فلو قدم الشعب شكوى رسمية ضد إدارته فربما عزلته روما من منصبه. وكان بيلاطس قد بدأ بالفعل يحس بعدم الاستقرار وعدم الأمان في مركزه حينما أحضر إليه قادة اليهود يسوع لمحاكمته. فهل كان سيستمر في مضايقة اليهود مخاطرًا بمستقبله السياسي، أم هل سيستسلم لمطالبهم، ويدين إنسانًا، كان واثقًا تمامًا من براءته... أراد بيلاطس أن يُطلّق سراح يسوع، لكن الجماهير صرخت طالبة قتله، ولذلك حكم عليه بيلاطس بالموت. وبلا شك أن بيلاطس لم يرد أن يفقد وظيفته ومركزه الذي كان قد بدأ يهتز بالفعل... عندما تعلو المراكز يصعب على الإنسان أن يناصر الحق... ولو كان بيلاطس رجلًا شجاعًا حقًا لأطلق سراح يسوع مهما كانت العقوبات. إلاَّ أن الجموع زمجرت فرضخ بيلاطس" (441).
← انظر باقي سلسلة كتب النقد الكتابي هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت للمؤلف.
3- لماذا احتقر يسوع هيرودس ولم يجبه بشيء (لو 23: 9)..؟ الحقيقة أن السيد المسيح لم يحتقر أحد قط، لا هيرودس ولا غير هيرودس، فهو الذي قال: "لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ" (يو 12: 47). أما كون السيد المسيح لم يجب هيرودس بشيء فهذه حقيقة، ولها أسبابها:
أ– لأن هيرودس ظن أن يسوع يصنع معجزاته للاستعراض، حتى أنه: "لَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدًّا، لأَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ مِنْ زَمَانٍ طَوِيل أَنْ يَرَاهُ، لِسَمَاعِهِ عَنْهُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً وَتَرَجَّى أَنْ يَرَي آيَةً تُصْنَعُ مِنْهُ" (لو 23: 8). ولم يكن يسوعنا يومًا يبحث عن شهوة أو مجد من هذا العالم، أو يصنع معجزة للاستعراض.
ب- لأن هيرودس ليس ملكًا شريرًا فحسب، بل أنه مُصرّ على التمسك بشره، فقد تزوج بزوجة أخيه وهو حي، وهذا مُخالف للشريعة، ورغم أن يوحنا المعمدان قد بكته، إلاَّ أنه لم يستجب لنداء التوبة، بل ظل مُحتفظًا بعلاقته مع هيروديا كزوجة له، بل أنه أزاد الطين بلة عندما انساق وراء سالومي وأمها هيروديا وسفك دم أعظم مواليد النساء، ولهذا لم يُجِب السيد المسيح هيرودس بشيء على خلاف عادته، فهو لم يرد سؤال أو طلب إنسان صادق مع نفسه. ويقول "الدكتور القس إبراهيم سعيد": "صوت المسيح هو صوت الصمت، ورب صمتٍ أبلغ من كلام "فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ" ما أعجب هذا الصمت! ألم تكن هذه فرصة أمام المسيح ليُسمِع فيها هيرودس صوته للمرة الأولى والأخيرة في حياته، لعله يخلص نفسه الضالة؟ ألم تكن هذه فرصة لينجو بها المسيح من الصليب إذا أرضى هيرودس بمعجزة من معجزاته؟ ألم يكلم المسيح ذلك الأعمى الذي استوقفه عند أريحا؟ فلما لا يكلم ملكًا استوقفه في بلاطه؟ حقًا أنه صمت عجيب، ولكننا متى عرفنا السبب بطل العجب:
(1) صمت المسيح ترفعًا وإباءً، لأن معجزاته أرفع من أن تكون تسلية لهيرودس، ولأن دُرَّر كلماته أثمن من أن تُطرّح عند قدمي ذلك الثعلب. لقد سبق هيرودس فسمع يوحنا المعمدان الذي كان "صوت" المسيح الصارخ، لكن صوت ابنة هيروديا الراقصة، كان على مسمعه أكثر من ذلك الصوت وأعلى، فما ينفع صوت المسيح لإنسان باع نفسه للشر، فأباح لنفسه أن يغتصب هيروديا زوجة فيلبس أخيه في حياته.
(2) صمت المسيح فداءً عنا نحن المحكوم علينا الوقوف صامتين أمام الملك العظيم في يوم الدين، لذلك وقف المسيح صامتًا أمام ذلك الملك الأرضي فداءً عنا، فتم فيه قول إشعياء (53: 7) " ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ".
(3) صمت المسيح ليُعطي هيرودس فرصة يستعيد فيها ما قد سبق فسمعه من يوحنا. وليقدم لضمير هيرودس فرصة ليستيقظ فيها من سباته...
(4) صمت المسيح لأنه لم يرد أن يسترضي هيرودس لئلا يأمر هيرودس بإطلاقه، فيفسد عليه الغرض الذي جاء إلى العالم لأجله" (442).
أما عن التساؤل: لماذا لم يحكم هيرودس على المسيح بالموت (لو 23: 11)..؟ عندما وقف يسوع مُقيدًا يُحاكم أمام هيرودس: "وَقَفَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ بِاشْتِدَادٍ" (لو 23: 10) حتى سدوا المنافذ أمام هيرودس ليحكم ببراءته، إلاَّ أن هيرودس الملك لم يثق فيهم ولم يصدقهم، فهو كان يحب يوحنا المعمدان "صوت الحق" ويهابه: "لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِمًا أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ وَكَانَ يَحْفَظُهُ. وَإِذْ سَمِعَهُ، فَعَلَ كَثِيرًا وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ" (مر 6: 20)، وهو يُدرك جيدًا أن يوحنا كان صادقًا في شهادته للمسيح مرارًا وتكرارًا (راجع يو 1: 15-27، 3: 29، 3: 39). ولذلك لم يجرؤ هيرودس أن يحكم على السيد المسيح بالموت، فيكفيه ما ارتكبه، إذ أخطأ خطية العمر عندما حكم على يوحنا البرئ بالذبح، فلم يشاء أن يكرر غلطته الشنعاء ثانية. ولذلك اكتفى بالاستهزاء بالسيد المسيح، وأعاده إلى بيلاطس مع صك براءته كشهادة بيلاطس: "وَهَا أَنَا قَدْ فَحَصْتُ قُدَّامَكُمْ وَلَمْ أَجِدْ فِي هذَا الإِنْسَانِ عِلَّةً مِمَّا تَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَلاَ هِيرُودُسُ أَيْضًا لأَنِّي أَرْسَلْتُكُمْ إِلَيْهِ. وَهَا لاَ شَيْءَ يَسْتَحِقُّ الْمَوْتَ صُنِعَ مِنْهُ" (لو 23: 14، 15).
ولنا أن نتساءل هنا: هل كان هيرودس أنتيباس أفضل من أبيه هيرودس الكبير تجاه يسوع..؟ هيرودس الكبير عندما سمع من المجوس بولادة الطفل يسوع قال كلمته، وهيَ يجب أن يذبح برغم براءته، ولكي يضمن تنفيذ قراره على هذا ارتكب مذبحة أطفال بيت لحم، إذ سفك دماء الأطفال من سن سنتين فما دون، فهل هيرودس أنتيباس أفضل من أبيه لأنه لم يحكم على السيد المسيح بالموت..؟ كلاَّ، لأنه كان من المفروض أنه بعد أن تأكد من براءته يُطلّق سراحه ويضمن أمنه، ولكنه لم يفعل هكذا، بالإضافة إلى شروره الكثيرة وزواجه من هيروديا زوجة أخيه فيلبس الذي كان ما زال على قيد الحياة.
_____
(441) التفسير التطبيقي، ص2154، 2155.
(442) شرح بشارة لوقا، ص291، 292.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/625.html
تقصير الرابط:
tak.la/g6frmav