س618: هل مَثل الأمناء في إنجيل لوقا (لو 19: 11-26) هو هو مَثل الوزنات في إنجيل متى (مت 25: 14-30)؟ وهل يسوع هو أمير السلام (مت 5: 44، 45) الذي أنشدت الملائكة يوم مولده نشيد السلام (لو 2: 14)، أم أنه الملك المتجبّر الذي يذبح خصومه الرافضين مُلكه (لو 19: 27)؟ وهل جميع الآيات التي تحض على التسامح في المسيحية، وكذا قول السيد المسيح "مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ" (يو 18: 36) نُسخت جميعها بما جاء في (لو 19: 27)؟ وهل ركب السيد المسيح في دخوله إلى أورشليم على جحش فقط (لو 19: 30) أم على أتان وجحش (مت 21: 2)؟
ج: 1 - هل مَثل الأمناء في إنجيل لوقا (لو 19: 11-26) هو هو مَثل الوزنات في إنجيل متى (مت 25: 14-30)..؟ مَثل الأمناء (لو 19: 11-26) غير مَثل الوزنات (مت 25: 14-30) فالسيد المسيح نطق بهذا وذاك، وهذا ليس أمر غريب على السيد المسيح الذي كان يرسخ مبادئ معينة في أذهان السامعين فكان يعيد تعاليمه أكثر من مرة في أكثر من منطقة وبطرق مختلفة، فلا عجب أن يكون السيد المسيح تكلم بالمثلين، فتعاليمه استمرت أكثر من ثلاث سنوات في طول البلاد وعرضها، فهو لم يكتب كتابًا مُسلسلًا يتحاشي فيه التكرار ويراعي التسلسل مع البُعد الزمني... إلخ. والمَثلان مُتشابهان إلى حد بعيد ففي كليهما نجد أن السيد المسيح سافر وأئتمن عبيده سواء على الوزنات أو على الأمناء، وأوصاهم أن يتاجروا ويربحوا، وبعد زمن طويل عاد إليهم ليرى ماذا فعلوا بالوديعة، فعندما كان السيد المسيح في طريقه إلى أورشليم ليُصلب ويملك على خشبة ظن اليهود أنه سيعلن مُلكه (المادي) بالرغم من المخاطر التي تهدده: "وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ مَلَكُوتَ الله عَتِيدٌ أَنْ يَظْهَرَ فِي الْحَالِ" (لو 19: 11) فضرب لهم مَثل الأمناء شارحًا لهم أنه سيسافر سفرًا طويلًا حيث سيصعد للسماء ويأتي بعد زمن طويل ليُدين المسكونة، وهذا ما أشار إليه بقوله: "إِنْسَانٌ شَرِيفُ الْجِنْسِ ذَهَبَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ لِيَأْخُذَ لِنَفْسِهِ مُلْكًا وَيَرْجعَ" (لو 19: 12). قال السيد المسيح مَثل الوزنات وهو على جبل الزيتون بأورشليم، وقال أن السيد سلَّم ثلاثة من عبيده ودائع، الأول خمس وزنات والثاني وزنتين والثالث وزنة كلٍ على قدر طاقته ليتاجروا ويربحوا، وتبلغ الوزنة (36) كجم من الفضة، أي ما يعادل (6000) دينار وهو ما يُساوي أجرة العامل لمدة نحو عشرين عامًا، ربح الأول خمس وزنات أخرى والثاني وزنتين، أما الثالث فطمر وزنته في الأرض، فاستحق العقوبة لأنه دفن الوزنة ولم يتاجر بها ولم يحقق رغبة سيده، بل اتهم سيده بأنه قاسي، وكان يظن أن احتفاظه بالوزنة وأنه لم يبددها يُنجيه من العقوبة، متغافلًا أن: "مَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ" (يع 4: 17) (راجع مدارس النقد - عهد جديد جـ 5 س410). وفي مَثل الأمناء نجد المنا يساوي فقط مئة دينار، أي أن الوزنة تعادل (60) منا، فهذا المَثل يشير للناس البسطاء، ونرى الإنسان الشريف الجنس، الذي يشير للسيد المسيح الوحيد الجنس، سلّم عشرة عبيد، كل واحد منا واحد فقط، فاجتهد كل منهم ليحقق أكبر عائد ممكن، فواحد ربح عشرة أمناء أي حقق أرباح 1000% والثاني ربح خمس أمناء أي نسبة 500% أما الثالث فوضع المنا في منديل فاستحق العقوبة، وأخذوا منه المنا وأعطوها لمن ربح العشرة الأمناء، فإن العضو الذي لا يستخدمه الإنسان تضمر عضلاته، ويتعرَّض للتيبس، وهكذا العطايا الإلهيَّة. هناك أنواع من الأسماك يعيش بعضها في العمق السحيق في الظُلمة فيفقد قدرته على الإبصار، بينما الذي يعيش من نفس النوع في أماكن مُضيئة يُبصر جيدًا. وفي ختام المَثل أشار السيد المسيح بطريقة غير مباشرة للمذبحة التي ارتكبها أرخيلاوس بن هيرودس الكبير.
ويقول "مارديونيسيوس يعقوب ابن الصليبي": "فالرابح بتجارته سيقول له: يا سيد المنحة التي منحتنيها فيها قد ربحت بها نفسي وأنفس آخرين غيري، فيسميه إذ ذاك الملك الديان صالحًا لأنه عمل في زمنه ولم يُضِع أوقاته، واستخدم الهبة التي أعطينها ثم يُعطيه المكافأة اللازمة التي يرمز إليها السيد في المَثل بالسلطان على عشر مدن أو خمس مدن. أما غير الرابح بالتجارة هو الذي وضع المنا في المنديل، أي لم يتاجر به فينتحل أعذارًا فارغة وهو مُذنب... فقال (السيد) ما معناه: إن كنت تعرف مطلوبي منك فلِمَ لم تحفظ وصاياي وشرائعي. لِمَ لم تستعمل مواهبي التي ميزتك بها... ثم أن السيد له المجد يأمر ملائكته العاملين إرادته بأن ينزعوا المنحة السامية ممن أعطيها ولم يستفد بها، فينزعونها... لأنه أبى أن يتاجر بها وأن يربح شيئًا" (398).
2- هل يسوع هو أمير السلام (مت 5: 44، 45) الذي أنشدت الملائكة يوم مولده نشيد السلام (لو 2: 14)، أم أنه الملك المُتجبّر الذي يذبح خصومه الرافضين مُلكه (لو 19: 27)..؟ بلا شك أن السيد المسيح هو ملك السلام الذي أنشدت الملائكة يوم ميلاده نشيد السلام: "الْمَجْدُ لله فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ" (لو 2: 14)، وهو الذي أوصى بمحبة الأعداء ومُباركة اللاعنين والإحسان إلى المُبغضين والصلاة للمُسيئين (مت 5: 44، 45) وهو مصدر سلامنا " لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا" (أف 2: 14) (راجع رو 5: 1) ومن لا يفهم الخلفية التاريخية لأقوال السيد المسيح يظن أنه ملك مُتجبر قاسٍ، أما الذين سمعوه فقد أدركوا جيدًا أنه يذكّرهم بحدث تاريخي عندما ذهب أرخيلاوس ابن الملك هيرودس الكبير إلى روما يسأل الإمبراطور أن يصبغ عليه صفة "الملك" بعد أن كان قائدًا على اليهودية والسامرة، ولكن بسبب قسوته أرسل يهود أورشليم خمسين رجلًا سفارة يطلبون من أوغسطس قيصر أن لا يملك هذا القائد عليهم، وساندتهم الجالية اليهودية الضخمة في روما، وعندما عاد أرخيلاوس انتقم من اليهود فارتكب مذبحة بشعة ذبح فيها ثلاثة آلاف رجل مما أدى إلى إقالته سنة 6م، وما قاله السيد المسيح هو ما سبق وقاله أرخيلاوس: "أَمَّا أَعْدَائِي أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي" (لو 19: 27). وذكر هذه الأحداث المؤسفة المؤرخ اليهودي يوسيفوس (راجع دكتور وليم إدي - الكنز الجليل في تفسير الإنجيل جـ 2 - إنجيلي مرقس ولوقا ص320).
وأيضًا السيد المسيح يضع أمام عيون اليهود ما سيفعلونه أمام بيلاطس البنطي عندما يرفضون إطلاق يسوع ويصرخوا: "اصْلِبْهُ اصْلِبْهُ" (لو 23: 21) رافضين مُلكه صارخين: "لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ" (يو 19: 15) معرّضين أنفسهم للهلاك الأبدي الذي هو أشد قسوة من الذبح الجسدي، فيقول "مانثون" Manson: "ربما أفزعتنا وحشية النهاية، ولكن وراء اللغة المجازية الفظيعة حقيقة تماثلها فظاعة، فحقيقة مجيء المسيح تضع كل إنسان أمام الاختيار الحاسم ويجبر كل واحد أن يتخذ قرارًا، ولذلك القرار ليس هينًا، فهو قرار حياة أو موت" (399).
← انظر باقي سلسلة كتب النقد الكتابي هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت للمؤلف.
3- هل جميع الآيات التي تحض على التسامح في المسيحية، وكذا قول السيد المسيح " مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ" (يو 18: 36) نُسخت جميعها بما جاء في (لو 19: 27)..؟ مع تأكيدنا على خلو الكتاب المقدَّس من الناسخ والمنسوخ، فإن مبادئ الناسخ والمنسوح أن الآية اللاحقة تنسخ الآية السابقة. ومن المؤكد أن ما جاء في (لو 19: 27) يمثل الآية السابقة، وما جاء في (يو 18: 36) يمثل الآية اللاحقة، لأن إنجيل يوحنا كُتب بعد عدة عقود من إنجيل لوقا، فكيف يلغي السابق اللاحق؟!! ثم دعنا يا صديقي نتطرق قليلًا لقضية الناسخ والمنسوخ، ولماذا لا نستطيع أن نقبل هذه الفكرة في المسيحية:
أ– لأن كل من الناسخ والمنسوخ من كلام اللَّه الذي لا يتغير ولا يتبدل عبر العصور والأزمان، فالتغيُّر ليس من طبيعة اللَّه، وعقيدة الناسخ والمنسوخ لا تتوافق مع حكمة اللَّه وعلمه الكلي، فالإنسان يسن القوانين ثم تتغير الظروف والأحوال فيغيرها ويبدلها، ولكن اللَّه عالِم بكل شيء، المستقبل بالنسبة له تمامًا مثل الماضي والحاضر، فكيف يقول قولًا ثم يغيّره: "لَيْسَ الله إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي" (عد 23: 19).
ب- عقيدة الناسخ والمنسوخ تتعارض مع العدالة الإلهيَّة، قبل أن نُنسخ الآية كان معمولًا بها والتزم الناس بها، ثم نُسخت، فهل اللَّه يحاسبهم على أفعالهم التي بُنيت على آيات وأحكام كان معمولًا بها ثم نُسخت؟!! وما دامت هذه الآيات قد نُسخت فلماذا لم تُحذف؟!!
جـ- ما فائدة وجود آيات لها أحكام ثم أُلغيت... هل تُحتسب من كلام اللَّه بحسب نشأتها، أم أنها لم تعد من كلامه لأنها أُلغيت؟!! وأليس هذا ضد قداسة اللَّه؟
د– خلى الكتاب المقدَّس بعهديه من الناسخ والمنسوخ، وقال السيد المسيح: "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ" (مت 5: 17-18). وهناك أمور جاءت في العهد القديم واكتملت في العهد الجديد، فمثلًا جميع الذبائح الحيوانية اكتملت بذبيحة الصليب، وجميع الأعياد اليهودية كملت في شخص السيد المسيح... إلخ.
هـ- إن كان غير المسيحيين يعتبرون أن الآيات نوع من الإعجاز، فهل الآيات التي نُسخت زال الإعجاز عنها؟!! وإن كانوا يعتقدون أن كتابهم محفوظ في اللوح المحفوظ، فهل الآيات التي نُسخت ما زالت في اللوح المحفوظ أم حُذفت منه؟!
ويقول "دكتور سيد القمني": "فالمعلوم أن موقف الإسلام من المسيحية كان في البداية موقفًا مُهادنًا مُتسامحًا يؤكد حرية الاعتقاد، وأن في الإنجيل هدى ونور، وأن القرآن جاء يُصادق على ما سبق من كتب أنزلها اللَّه، وأن اللَّه رفع أصحاب عيسى فوق الكافرين إلى يوم القيامة، لأسباب ظرفية واضحة في حاجة المسلمين إلى دار الهجرة لدى نجاشي الحبشة المسيحية وحيث رددت شفاه المسلمين هناك الآيات عن المسيح وأمه، فكان أن أحسن استقبالهم ووصلهم بالود والرحمة. وكذلك الموقف مع اليهودية واليهود، فقد كانت يثرب دار هجرة للمسلمين المهاجرين ليثرب... بل لقد اشترع للمسلمين صوم الغفران اليهودي. بل والتوجه في الصلاة وجهة اليهودي (بيت المقدس) لكن نُسخ الصوم العبري بصوم رمضان العربي وقبلة بيت المقدس بقبلة كعبة مكة" (400).
والذين يعتقدون بالناسخ والمنسوخ ينسخون نحو (123) نصًا قرآنيًا يتحدث عن التسامح والصفح والمودة مثلما جاء في (سورة البقرة 2: 256، سورة آل عمران 3: 20، سورة النساء 4: 63، سورة المائدة 5: 13، 105، سورة الأنعام 6: 17، سورة الأعراف 7: 185، سورة يونس 1: 69، سورة هود 11: 12، سورة الإسراء 17: 54، سورة طه 20: 130، سورة الحج 22: 58، سورة فاطر 35: 23، سورة المعراج 70: 5، سورة الزمل 73: 10، سورة الغاشية 88: 22، سورة الكافرون 109: 6... إلخ.) ينسخون جميع هذه النصوص بالنص الوارد في سورة التوبة والذي يحض على قتال الآخر: "إِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (سورة التوبة 9: 5).
4- هل ركب السيد المسيح في دخوله إلى أورشليم على جحش فقط (لو 19: 30) أم على أتان وجحش (مت 21: 2)..؟ تم مناقشة هذا الموضوع فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد - عهد جديد جـ 4 س385. ونضيف هنا قول "القديس كيرلس الكبير": "عندما كان يجتاز في اليهودية كلها... فإنه لم يطلب دابة ليركبها، وبينما كان يمكنه أن يشتري واحدة، فإنه لم يفعل مع أنه كان كثيرًا ما يتعب في الطريق من رحلاته الطويلة، كما هو مكتوب فإنه تعب من السفر عند اجتيازه السامرة (يو 4: 6). من يمكنه (إذًا) أن يجعلنا نصدق أنه عندما كان ذاهبًا من جبل الزيتون إلى أورشليم -وهما مكانان يفصلهما مسافة قصيرة جدًا- سوف يحتاج إلى جحش؟! ولماذا عندما كان الجحش مصحوبًا بأمه لم يأخذ المسيح الأم بدلًا من الجحش؟ فنحن نعلم من كلمات متى البشير أنهم قد أحضروا إليه الأتان التي ولدت الجحش، كما يقول: "إنه أرسل تلميذيه إلى القرية التي أمامهما قائلًا لهما ستجدان أتانًا مربوطة وجحشًا معها فحلاهما وآتياني بهما" (لذلك يقول النص) أنهما آتيا بالأتان والجحش (مت 21: 1، 2، 7). لذلك علينا أن ننظر ما هو التفسير وما المنفعة التي نستخلصها من هذا الحدث، وكيف نجعل من ركوب المسيح على الجحش مثالًا لدعوة الأمم.." (401).
_____
(398) الدر الفريد في تفسير العهد الجديد جـ 2 تفسير بشارتي لوقا ويوحنا، ص188، 189.
(399) التفسير الحديث للكتاب المقدَّس - العهد الجديد - إنجيل لوقا، ص294.
(400) الأسطورة والتراث، ص272، 273.
(401) ترجمة دكتور نصحي عبد الشهيد - تفسير إنجيل لوقا، ص622.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/618.html
تقصير الرابط:
tak.la/x8ff8n7