St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

578- هل أرسل قائد المئة شيوخ اليهود للسيد المسيح (لو 7: 3) ليأتي ويشفي عبده، أم أنه جاء بنفسه (مت 8: 5)؟ وكيف يقول لوقا: "فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ" (لو 7: 12) مع أن المدينة حينذاك لم يكن لها أسوار ولا أبواب؟ وإن كان السيد المسيح يشترط الإيمان قبل إجراء المعجزة، فلماذا لم يطلب الإيمان في معجزة إقامة ابن أرملة نايين (لو 7: 11-17)؟ وهل السيد المسيح مجرد "نَبِيٌّ عَظِيمٌ" (لو 7: 16) كقول أهل نايين؟

 

س578: هل أرسل قائد المئة شيوخ اليهود للسيد المسيح (لو 7: 3) ليأتي ويشفي عبده، أم أنه جاء بنفسه (مت 8: 5)؟ وكيف يقول لوقا: "فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ" (لو 7: 12) مع أن المدينة حينذاك لم يكن لها أسوار ولا أبواب؟ وإن كان السيد المسيح يشترط الإيمان قبل إجراء المعجزة، فلماذا لم يطلب الإيمان في معجزة إقامة ابن أرملة نايين (لو 7: 11-17)؟ وهل السيد المسيح مجرد "نَبِيٌّ عَظِيمٌ" (لو 7: 16) كقول أهل نايين؟

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- هل أرسل قائد المئة شيوخ اليهود للسيد المسيح (لو 7: 3) ليأتي ويشفي عبده، أم أنه جاء بنفسه (مت 8: 5)..؟ أولًا: دعونا نُلقي الضوء قليلًا على قادة المئة، وعلى قائد المئة هذا. بالنسبة لاختيار قادة المئة كان يتم اختيارهم من الرجال الشجعان الثابتين الذين لا يلهثون وراء المغامرات، يُدافعون ويهاجمون ويستبسلون في المعارك. يُعرفون بالقوة والحكمة والاستقامة والأخلاق الحميدة. ويقول "بلبيوس" Polybius عن صفات قادة المئة الرومانيين: "لا يطلبون ضررًا في أوامرهم، بل ثابتون في أعمالهم، أكفاء في حمل مسئولياتهم وتبعاتهم، لا يندفعون للحروب ولكن عندما تصدُر إليهم الأوامر بالثبات في مواقعهم يربضون في أماكنهم حتى الموت في بسالة نادرة"(180). أما قائد المئة هذا فقد تحلى بصفات رائعة، فمثلًا:

أ– كان مُحبًا وشفوقًا، والشفقة في الإحساس بآلام الآخرين، فمعاملته لعبده معاملة نادرة، تتميّز بدرجة عالية من الإنسانية، أحب عبده كإنسان له حق الحياة، ولم يرد له أن يموت، حتى أنه إلتجأ إلى شيوخ اليهود ليتوسطوا له لدى يسوع ليأتي ويشفي هذا العبد القريب من الموت. حدث هذا في زمن لم يكن فيه أية حقوق للعبد، حتى أن العبد الذي يتعرَّض للمرض كان يمكن لسيده أن يطرحه بعيدًا ليلقى حتفه لأنه لم يعد نافعًا. وهنا ملاحظة جانبية وهيَ مدى تقدير السيد المسيح لهذا العبد، فهو نفس بشرية تستحق أن يأتي إليه الرب يسوع.

ب- كان قائد المئة هذا في مدينة كفرناحوم إحدى مدن الجليل التي تخضع للملك هيرودس أنتيباس، وقد أقامت الدولة الرومانية فرقة من الجنود في هذه المدينة تحسبًا لثورة يهود الجليل، وكان قائد المئة هو رئيسهم، وقد عامل اليهود بالحسنى، لم يقمعهم ولم يذلهم، بل قدَّرهم كشعب اللَّه، وبنى لهم مجمعًا يتعبدون فيه، فأحبوه رغم كراهيتهم للرومان، وأيضًا كان الرومان ينظرون للشعوب الأخرى على أنهم برابرة جهلاء.

جـ- كان هذا القائد متواضعًا يتفهم موقف اليهودي من الأممي، إذ أن اليهودي لا يدخل بيت الأممي ويفضل ألا يستقبله، لذلك احترم هذا الشعور ولم يأتي بنفسه إلى السيد المسيح، وأيضًا لم يدعو السيد المسيح ليدخل إلى منزله لأنه يشعر أنه غير مستحق، ولم يجد غضاضة في الالتجاء لشيوخ اليهود ليتشفعوا له لدى السيد المسيح، وهؤلاء الشيوخ الذي رفضوا الرب يسوع إلتجأوا إليه يتوسلون من أجل هذا القائد الذي أحبهم وبنى لهم المجمع، فكان شيوخ اليهود خير وسطاء، وخير مُمثلين لقائد المئة لأنهم طلبوا من السيد المسيح "بِاجْتِهَادٍ" (لو 7: 4) كما سجلوا أنه بنى لهم المجمع، وأعلنوا ما لم يعلنه قائد المئة إذ قالوا للسيد المسيح: "إِنَّهُ مُسْتَحِق أَنْ يُفْعَلَ لَهُ هذَا" (لو 7: 4) بينما قال هو عن نفسه: "لأَنِّي لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي. لِذلِكَ لَمْ أَحْسِبْ نَفْسِي أَهْلًا أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ" (لو 7: 6، 7).

د– كان إيمان هذا القائد عجيب حقًا، فاق إيمان شيوخ اليهود الذين رأوا أن العبد لكي ينال الشفاء لا بد أن يأتي له يسوع ويلمسه، أما هو فرأى أن هذا من الممكن أن يحدث لو نطق الرب يسوع بكلمة واحدة.

هـ- كان هذا القائد إنسانًا حكيمًا، ربط بين سلطان المسيح وسلطانه الروماني، فكما أن القائد يستطيع أن يأمر الجنود فيطيعونه على الفور، هكذا يؤمن هذا القائد بأن للسيد المسيح سلطان كامل على الأمراض، وبكلمة منه يبددها. لقد آمن بقوة المسيح غير المحدودة، وإن كان السيد المسيح " تَعَجَّبَ" من إيمان هذا القائد الذي ليس له مثيل في إسرائيل (لو 7: 9) ومثلما امتدح إيمان هذا القائد الأممي هكذا امتدح المرأة الكنعانية (مت 15: 28) وفي كلتا الحالتين تم الشفاء عن بُعد.

ثانيًا: هل التقى قائد المئة بالسيد المسيح أم أنه أرسل له شيوخ اليهود تارة وأصدقائه تارة أخرى..؟ من المجاز المُرسَل الجُمَل السببية، ومن أمثلة ذلك قولنا: "بنى الأمير المدينة" لأنه هو الذي أعطى الأمر ببنائها، ومثل قولنا بأن سليمان الملك بنى الهيكل (1 مل 6: 2، 14) واستولى كورش الملك الفارسي على بابل، وأن السيد المسيح كان يُعمّد (يو 3: 22) مع أنه لم يكن يعمد بل تلاميذه (يو 4: 2) وأن بيلاطس جلد يسوع (يو 19: 1). فالمبدأ العام أن كل ما يفعله الإنسان بواسطة آخرين كأنه فعله بنفسه، لأنه هو الذي أمر بهذا، وهذه هيَ رغبته. ويقول "الخوري بولس الفغالي": "إن كلمات الضابط شخصية، فنحس وكأن الوسطاء لم يتلفظوا بها، بل هو بنفسه قد تلفظ بها، وهذا ما نجده عند متى الذي يجعلها على شفتي الضابط" (181).

ثالثًا: بينما ذكر القديس متى قصة عبد قائد المئة باختصار مصوّرًا الموقف وكأن قائد المئة التقى بيسوع وطلب منه أن لا يدخل بيته، قافزًا إلى النتائج فإن القديس لوقا ذكرها بإسهاب موضحًا أن قائد المئة في البداية أرسل شيوخ اليهود ليدعو يسوع إلى بيته ليشفي عبده (لو 7: 3)، ثم أرسل أصدقائه ليوضح أنه غير مستحق أن يدخل يسوع تحت سقف بيته (لو 7: 6). ويقول "القس ليون موريس": "من الأفضل أن نُدرك أن البشير متى اختصر القصة وتغاضى عن تفصيلات لا تخدم الهدف الذي كان يرمي إليه. وما يعمله إنسان عن طريق وكلائه يمكن القول أنه عمله بنفسه. ولذلك اكتفى البشير متى بذكر لُب الموضوع فيما يتعلق بالاتصال مع يسوع، في حين أن البشير لوقا، وبتفصيل أكثر، يذكر التتابع الفعلي للأحداث، وفي مقدورنا أن نُدرك تباينًا في الأهداف التي يرمي إليها كل من البشيرين في معالجتهما للأصدقاء الذين أوفدهم ذلك القائد. فالبشير متى يهتم قبل كل شيء بالتركيز على إظهار إيمان ذلك القائد وجنسيته. وموضوع إرسال أصدقائه هذا لا أهمية له بالنسبة لهذه النقطة... لكن البشير لوقا كان مهتمًا بإبراز ما يتمتع به هذا القائد من خصال حميدة" (182).

ولعل أحد يتساءل: لماذا لم يذهب قائد المئة إلى يسوع بنفسه..؟ لأنه اعتاد أن يوفد بعض الرجال في مهام مختلفة، فيذهبون بِاسمه ويفعلون بسلطانه ما يُريد، فالرسل يحملون سلطان المُرسِل وكأنه هو بنفسه متواجد في الموقف، وهذا ما دعى القديس متى أن يذكر لقاء قائد المئة بيسوع. وربما خشى قائد المئة من وجوده في هذا التجمع اليهودي كضابط روماني مما يعكر صفو الجمع الذي يحيط بيسوع، لأنهم لا يطيقون الرومان (راجع أيضًا مدارس النقد جـ 4 س295).

 

2- كيف يقول لوقا: "فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ" (لو 7: 12) مع أن المدينة حينذاك لم يكن لها أسوار ولا أبواب..؟ تقع مدينة نايين جنوب غرب الناصرة بنحو عشرة كيلومترات، وعلى بُعد نحو 40 كم من كفرناحوم، و"نايين" اسم عبري يعني "لذة" أو "جمال". وأثبتت الأبحاث الأركيولوجية أن هذه المدينة في القرن الأول الميلادي لم يكن بها أسوار وبالتالي لم يكن لها أبواب، فكيف يقول القديس لوقا: "فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ" (لو 7: 12) والمقصود بباب المدينة هنا مدخل المدينة، فجاء في "دائرة المعارف الكتابية": "نايين اسم عبري قد يكون معناه " لذة" أو "جمال"، فلعله تحريف لكلمة "نعيم" وهو اسم بلدة في جنوبي الجليل بالقرب من حدود السامرة... ولا تزال تلك المدينة تحمل اسم "نين" وهيَ على بُعد نحو ستة أميال إلى الجنوب الغربي من الناصرة، قائمة على منحدر صخري من جبل "الضحى".. في الطرف الشمالي من سهل يزرعيل... ويقول لوقا: "فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ" (لو 7: 12)، وتدل الأبحاث الأركيولوجية على أن المدينة لم تكن مسوَّرة، ومن ثمَ لم يكن لها باب بالمعنى الحرفي. ولعل الكلمة "باب" هنا يُقصد بها مدخل الطريق العام إلى شوارع البلدة" (183). وقبيل الغروب اقترب موكب يسوع ومعه تلاميذه وجمع يُحيط به من مدخل المدينة، ولم يكن هذا الوقت محض صدفة، بل أنه ترتيب إلهي، فعلى مشارف المدينة التقى موكب الحياة مع موكب الموت. موكب الحياة مُقبل على المدينة وموكب الموت مدبر من المدينة، وإذ برئيس الحياة ينظر إلى الأم الأرملة الثكلى تبكي وحيدها: "فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا وَقَالَ لَهَا لاَ تَبْكِي" (لو 7: 13)، فيوقف حَمَلة النعش الذين في طريقهم إلى منطقة القبور، وإذ به يلمس نعش الميت بالرغم من أن الربيين كانوا يحذرون من لمس نعش الميت، فلا يلمسه غير حامليه الذي يظلون نجسين حتى المساء، وإذ رئيس الحياة ينادي: "أَيُّهَا الشَّابُّ لَكَ أَقُولُ قُمْ. فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّه" (لو 7: 14، 15).

← انظر باقي سلسلة كتب النقد الكتابي هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت للمؤلف.

 

St-Takla.org Image: Resurrection at Nain: Jesus Christ raises a widow’s son from the dead at Nain: (Luke 7) - from the book: History of Jesus Christ (Historia von Iesu Christi), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: معجزة إقامة ابن أرملة نايين: السيد المسيح يسوع يقيم ابن أرملة من الأموات في نايين: (لوقا 7) - من كتاب: تاريخ السيد المسيح، يوهان كريستوف فيجيل، 1695 م.

St-Takla.org Image: Resurrection at Nain: Jesus Christ raises a widow’s son from the dead at Nain: (Luke 7) - from the book: History of Jesus Christ (Historia von Iesu Christi), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: معجزة إقامة ابن أرملة نايين: السيد المسيح يسوع يقيم ابن أرملة من الأموات في نايين: (لوقا 7) - من كتاب: تاريخ السيد المسيح، يوهان كريستوف فيجيل، 1695 م.

3- إن كان السيد المسيح يشترط الإيمان قبل إجراء المعجزة فلماذا لم يطلب الإيمان في معجزة إقامة ابن أرملة نايين (لو 7: 11-17)..؟ اعتاد السيد المسيح أن يطلب الإيمان قبل أن يُجري المعجزة فشفى الأبرص بناءً على طلبه بإيمان، وفتَّح أعين الأعمى بناءً على إيمانه، وشفى عبد قائد المئة بناءً على توسل سيده، وأقام المفلوج بناءً على إيمانه وإيمان أصدقائه. أما في هذا الموقف، فلم يطلب أحد من السيد المسيح أن يُقيم الميت، وإذ كانت هذه أول حالة إقامة موتى بيد السيد المسيح فلم يكن لدى أحد الإيمان أنه يقدر أن يُقيم ميت. لقد تمَّم السيد المسيح هذه المعجزة بمحض إرادته من تلقاء نفسه، بدافع محبته الأبوية، وتحننه وتعطفه على هذه الأرملة الثكلى التي فقدت ابنها الوحيد، وقد فقدت كل رجاء، لذلك أجرى السيد المسيح هذه المعجزة دون أن يطلب إيمان أحد، ولم يشأ السيد المسيح أن يذهب لهذا الشاب في بيته ليشفيه من مرضه قبل موته، أو ليُقيمه قبل خروج جثمانه، قاصدًا أن يشهد هذه المعجزة مئات الناس، وعندما أقام السيد المسيح ابن الأرملة: "فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا الله قَائِلِينَ قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ الله شَعْبَهُ" (لو 7: 16)، فقد أعاد للأذهان صورة إيليا النبي الناري الذي أقام ابن أرملة صرفة صيدا: "فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لإِيلِيَّا هذَا الْوَقْتَ عَلِمْتُ أَنَّكَ رَجُلُ الله وَأَنَّ كَلاَمَ الرَّبِّ فِي فَمِكَ حَقٌّ" (1 مل 17: 24). ويقول "مارأفرام السرياني": "لقى ابن العذراء ابن الأرملة. كان لها اسفنجًا يُلملم قطرات دموعها، وحياة لابنها الميت. أباد الموت في عقره، وأسلم الحياة للمنتصر" (184).

وقد يتساءل أحد: لماذا انفرد القديس لوقا بذكر هذه المعجزة..؟ لأن من اهتمامات القديس لوقا في كتابة إنجيله اهتمامه بالأرامل والمكروبين والمهمشين. وقد يتساءل أحد: كيف يقول القديس لوقا: "ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ" (لو 7: 14) مع أن بني إسرائيل لم يستخدموا النعوش في القرن الأول، بل كانوا يضعون الجثمان على حامل خشبي..؟ نعم، ولكن القديس لوقا الذي يكتب لليونانيين يكتب لهم بلغة يدركونها، فما كان يُستخدم لدى بني إسرائيل في حمل جثة الميت دعاه القديس لوقا "نعشًا" مثلما تحدث عن سقف بيت كفرناحوم الذي أنزلوا منه المفلوج على أنه من "القرميد" بينما كان من الأخشاب والطين. يقول "الخوري بولس الفغالي": "قد يكون لوقا أراد أن يتكيف وعادات أهل اليونان... أن كلمة "نعش" (سورس في اليونانية) تدل على وعاء مُغلق (صندوق) ولا يمكن أن تشير إلى المَحمل الذي يضع عليه أهل فلسطين موتاهم ولا يغطونهم في (تك 50: 26) حسب السبعينية تُقال (سورس) كلمة (آرون) التي تدل على صندوق وُضِع فيه يوسف قبل أن يُدفن على الطريقة المصرية" (185).

 

4- هل السيد المسيح مجرد " نَبِيٌّ عَظِيمٌ" (لو 7: 16) كقول أهل نايين..؟ نعم السيد المسيح "نبي" لأنه أنبأنا بأمور مستقبلية بعضها حدث مثل خراب أورشليم وبعضها لم يعد مثل علامات المجيء الثاني، ولكنه ليس مجرد نبي، بل هو رب جميع الأنبياء. وكما أرسل اللَّه أنبيائه في العهد القديم، هكذا السيد المسيح أرسل رسله الأطهار وتلاميذه القديسين ليردوا المسكونة إلى معرفة الحق. عندما إلتقت المرأة السامرية بالسيد المسيح وأخبرها عن حياتها السابقة، قالت: "يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ" (يو 4: 19) ولكن عندما حدثها عن الخلاص قالت له: "أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ. قَالَ لَهَا يَسُوعُ أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ" (يو 4: 25، 26).

ويقول "دكتور وليم إدي": "ذكر المشاهدون وقتئذ إيليا وأليشع النبيين العظيمين اللذين أقاما بعض الموتى واعتبروا يسوع نبيًا مثلهما، واعترافهم بأنه نبي ليس بتمام الإقرار بكل دعواه بأنه المسيح. فهؤلاء لم يستنتجوا مما شاهدوا سوى أن يسوع نبي، ولكن نحن نستنتج فوق ذلك أن المسيح قوة فائقة وشفقة لا نظير لها وأنه بالحقيقة ابن اللَّه وابن الإنسان" (186). (راجع أيضًا مدارس النقد - عهد جديد جـ 5 س386).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(180) أورده وليم باركلي - ترجمة القس مكرم نجيب - تفسير العهد الجديد - إنجيل لوقا، ص113.

(181) إنجيل لوقا جـ 1 - ظهور الكلمة والرسالة في الجليل، ص436.

(182) ترجمة نيكلس نسيم - التفسير الحديث للكتاب المقدَّس - العهد الجديد - إنجيل لوقا، ص140.

(183) دائرة المعارف الكتابية جـ 8 ص13.

(184) التفسير المسيحي القديم للكتاب المقدَّس - العهد الجديد جـ 3 - الإنجيل كما دوَّنه لوقا، ص199.

(185) إنجيل لوقا جـ 1 - ظهور الكلمة والرسالة في الجليل، ص446، 447.

(186) الكنز الجليل في تفسير الأنجيل جـ 2 - إنجيلي مرقس ولوقا، ص207.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/578.html

تقصير الرابط:
tak.la/2m3vdvw