س بدون: كيف أتاح الله الطلاق في العهد القديم (تث 24: 1) وعاد فحرَّمه في العهد الجديد (مر 10: 9)؟ وهل غير مسموح بالطلاق على الإطلاق (مر 10: 11، 12)، وهو ما أخذت به الكنيسة الكاثوليكية التي أباحت الانفصال وحرَّمت الطلاق، أم أنه مسموح الطلاق لعلة الزنا (مت 5: 32، 19: 9) وهو ما أخذت به الطوائف الأخرى؟ وهل يحل للطرف البريء أن يتزوج ثانية؟
ج: سبق الإجابة على هذه التساؤلات، فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد - عهد جديد ج 3 س266، ج 4 س376. ونضيف هنا قول "جراهام سويفت": " فقد نص التشريع الموسوي (تث 24: 1 - 4) على أن يجوز للزوج أن يُعطي زوجته كتاب طلاق إذا ما وجد فيها شيئًا لا يليق، ولكن السؤال هو ما هو هذا الشيء الذي لا يليق؟ وقد ألتزمت مدرسة شمعي بالتطبيق الأضيق في هذا، وهو أن رباط الزواج لا يجوز فسخه. إلَّا في حالة خيانة الزوجة. أما مدرسة هليل فقد أخذت بالرأي الأوسع فسمحت بالطلاق لأي سبب تقريبًا. وجوابًا على ذلك أشار يسوع أولًا إلى أن تشريع موسى كان موافقة لأجل الضعف البشري... وثانيًا حملهم يسوع إلى الوراء إلى ما قبل موسى، إلى المثال الإلهي في البداءة حيث نجد أن الزواج أُسّس باعتباره المثل الإلهي الأعلى للرجل والمرأة وأن الرباط دائم لا يُفسخ (6 - 9)" (401).
وكان هناك صورتان لكتاب الطلاق، أحدهما مختصرة، والأخرى مفصَّلة. الصورة المبسطة: " ليكن هذا منى كتاب طلاق وخطاب إطلاقك من عصمتي وتحريرك حتى تستطيعي أن تتزوجي من تريدين" (402)، والصورة المفصَّلة: " أنه في يوم - أسبوع - شهر - سنة - من العالم، بحسب التاريخ المستعمل في مدينة - الموجودة على شاطئ نهر -. أنا فلان الفلاني وبأي اسم أنادى حاضر هذا اليوم مواطن من مدينة - بحسب رغبتي وبدون ضغط خارجي. أنكرك وأرسلك لأهلك وأبعدك يا فلانة الفلانية بأية اسم تدعين، ويمكنك أن تتزوجي من تريين ولا يعيقك أحد. هذا هو خطاب طلاقك وإنكارك وانفصالك عني بحسب ناموس موسى وإسرائيل" (403). ويقبل كتاب الطلاق على يد ثلاثة قضاة، ثم يُحفظ في مجمع السنهدريم. أما الزواج المسيحي فهو لا ينفك إلَّا بسبب علة الزنا، لأنه رمز لارتباط المسيح بالكنيسة (أف 5: 22 - 33). ويقول "القديس يعقوب السروجي": " فأي عريس قد مات فداءً عن عروسه غير ربنا؟
وأية عروس قد اختارت مصلوبًا ليكون رجلها؟!
من ذا الذي أراق دمه مهرًا... سوى المصلوب الذي ختم العروس بجراحه؟
في أي عرس أُقيمة وليمة، وعوضًا عن الخبز كسروا فيها جسد العريس (وقدموه) للمتكئين إلَّا هنا (في هذا العرس)؟!
إن النساء يفترقن عن رجالهن بالموت، أما هذه العروس فقد اقترنت بالموت بحبيبها" (مواعظ) (404).
_____
(401) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس ج 5 ص 134.
(402) أورده وليم باركلي - تفسير العهد الجديد - إنجيل مرقس ص 289.
(403) المرجع السابق ص 285، 286.
(404) التفسير المسيحي القديم للكتاب المقدَّس - العهد الجديد (2) الإنجيل كما دوَّنه مرقس ص 204.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/521c.html
تقصير الرابط:
tak.la/c7cgyr9