س بدون: هل المرأة التي استنجدت بيسوع ليشفي ابنتها كانت "أُمَمِيَّةً وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً" (مر 7: 26)، أم أنها كانت "كَنْعَانِيَّةٌ" (مت 15: 22)؟ ولماذا جاءت في بعض الطبعات "يونانية وفي جنسها فينيقية سورية" (مر 7: 26)، فهل حملت خمس جنسيات: كنعانية، أممية، فينيقية، سورية، ويونانية؟ ولماذا تعامل السيد المسيح مع هذه المرأة الكنعانية بكل هذه القساوة وهذا العنف وأحتسبها من ضمن الكلاب (مر 7: 27)؟
ج: سبق الإجابة على هذه التساؤلات، فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد - عهد جديد ج 4 س 359. وجاء في "التفسير العربي المعاصر" عن هذه المرأة: " وفي أصلها سورية - فينيقية، وتعود هذه الصفة إلى التعبيرات السياسية التي فرضها النظام الروماني على المنطقة منذ فتوحات بومباي (64 ق.م). فالصفة سورية "فينيقية" تعني امرأة من منطقة "فينيقية" التي أصبحت قسمًا من المحافظة الرومانية "سورية". أما متى فيعتمد على التسمية المحلية للمنطقة ويسميها المرأة الكنعانية" (مت 15: 22)" (361).
ومن الملاحظ أن القديس مرقس لم يسجل صرخات هذه المرأة الأممية، وصد السيد المسيح لها بصورة تفصيلية كما فعل القديس متى الذي كتب لليهود، لأن مرقس الإنجيلي كتب للأمم ولم يشأ أن يترك لديهم انطباعًا بأن خلاصهم لا يهم المسيح في شيء، لأن هذا ضد حقيقة أن المسيح هو مسيح العالم كله وليس مسيح اليهود فقط، وقديمًا قَبِلَ الله راحاب الأممية، وراعوث الموآبية، ومدح ملكة التيمن، ولم يرسل إيليا لأي امرأة في إسرائيل، إنما أرسله إلى أرملة صرفة صيدا... إلخ. والحقيقة أن توبيخ السيد المسيح لهذه المرأة العظيمة كان توبيخًا لليهود على نظرتهم السوداوية للأمم ونظرتهم لهم على أنهم كلاب يُحرَّم عليهم خبز البنين... وأيضًا أراد السيد المسيح أن يكشف عظمة هذا السراج المنير، فرفعه من تحت المكيال أو تحت السرير ليضعه على المنارة نورًا للأجيال المتعاقبة. لقد أظهر السيد المسيح إيمانها ومدحها على هذا الإيمان العجيب ووهبها سُئل قلبها.
_____
(361) التفسير العربي المعاصر للكتاب المقدَّس ص 1776، 1777.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/513b.html
تقصير الرابط:
tak.la/r334gds