س بدون: من الذي أخبر يسوع أن أمه وأخوته يقفون خارجًا يطلبونه، هل الجمع (مر 3: 32) أم واحد (مت 12: 47)؟ وكيف يتنكَّر يسوع لأمه وأخوته (مر 3: 33)؟ وهل ضغط اليهود على أسرة يسوع ليوقف عمله التبشيري، فقطع يسوع علاقته بأسرته، مفضّلًا الارتباط بتلاميذه؟
ج: سبق الإجابة على هذه التساؤلات، فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد - عهد جديد جـ 4 س343. ونضيف هنا في إجابة التساؤل الثاني قول "القديس يوحنا الذهبي الفم" الذي يقول عن السيد المسيح: " لا ينكر أقرباءه بحسب الجسد، لكنه يضيف إليهم أقرباءه بحسب الفصيلة" (286). ويقول "القديس أغسطينوس": " أن مريم عملت بمشيئة الآب، ولهذا عظمها الرب، وليس لأنها ولدته بالجسد فحسب... وعندما قال: "طوبى لمن يسمع كلمه الله ويعمل بها". كان في الواقع يقول: "أمي التي دعوتموها مباركة هي مباركة لأنها تحفظ كلمة الله"، وليس لأن الكلمة صار جسدًا في أحشائها وعاش بيننا فحسب، أي لأنها حفظت كلمة الله الذي أبدعها، ثم إختارها لتكوين الجسد الذي حلَّ فيه" (287).
ويعلق "الأب جاك ماسون اليسوعي" على قول السيد المسيح (مر 3: 33 - 35) فيقول: " أن يسوع يؤكد هنا ما نسميه "القرابة الروحية". أمي هيَ التي تلدني للَّـه، أختي هيَ التي تبحث معي على الدوام عن مشيئة الآب، أخي هو الذي يصغى معي إلى كلمة الله لتنفيذها. والقديس يوحنا يقول: "الَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل بَلْ مِنَ الله" (يو 1: 13). تعليم يسوع هذا، هل يسئ إلى القيم الأسرية؟ يعلّمنا أنها نسبية، ويبين لنا بأقل تقدير أن لا روابط اللحم والدم هيَ التي لها الصدارة في الأسرة. بل هيَ القرابة الروحية" (288).
_____
(286) أورده يوحنا كرافيذوبولس - إنجيل مرقس ص 79.
(287) التفسير المسيحي القديم للكتاب المقدَّس - العهد الجديد (2) الإنجيل كما دوَّنه مرقس ص 93، 94.
(288) إنجيل يسوع المسيح للقديس مرقس - دراسة وشرح ص 95، 96.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/502d.html
تقصير الرابط:
tak.la/7hwdm2q