س419: هل قدم السيد المسيح في الإفخارستيا خبزًا مُختمرًا أم فطيرًا (مت 26: 26)؟ ومن أين جاء بالخبز المختمر الذي تخلو منه كل البيوت اليهودية في عيدي الفصح والفطير؟ وهل أكل السيد المسيح من الخبز الذي أعطاه لتلاميذه، وشرب من الكأس، ولو فعل هكذا، فكيف يأكل جسده ويشرب دمه؟ ولماذا قدم يسوع جسده لوحده ودمه لوحده؟ أليس هذا ضد وحدة الجسد والدم؟ وهل تناول يهوذا من الإفخارستيا بدليل قول المسيح: "هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ. فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ " (يو 13: 26)، وأيضًا قوله عن يهوذا بعد تقديم الإفخارستيا: "هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ " (لو 22: 21)؟
ج: 1- هل قدم السيد المسيح في الإفخارستيا خبزًا مُختمرًا أم فطيرًا (مت 26: 26)؟ ومن أين جاء بالخبز المختمر الذي تخلو منه كل البيوت اليهودية في عيدي الفصح والفطير؟ ... يقول القديس متى: "وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى" ومعنى " وَبَارَكَ" أي أنه بارك الخبز عندما بارك اللَّه قائلًا: "مبارك أنت أيها الرب إلهنا إله الكون الذي أخرجت لنا خبزًا من الأرض". وتقول "الدسقولية": "إن السيد المسيح الذي هو رأس جسده الكنيسة يضمنا في جسده كما تضم الخبزة حبات كثيرة من القمح وأيضًا يضم العصير حبات من العنب". والكلمة التي جاءت في الأناجيل "خبز" في الأصل اليوناني "أرتوس artoj" أي خبزًا مختمرًا وليس فطيرًا، ونفس الكلمة استخدمها سفر الأعمال للتعبير عن الإفخارستيا: "وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ وَكَسْرِ الْخُبْزِ وَالصَّلَوَات" (أع 2: 42).. " وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ إِذْ كانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِيَكْسِرُوا خُبْزًا.." (أع 20: 7)، ونفس كلمة "الخبز" التي تعبر عن الخبز المختمر (أرتوس) هيَ التي استخدمها بولس الرسول: "الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ" (1 كو 10: 16).. " إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا أَخَذَ خُبْزًا" (1 كو 11: 23) (راجع أيضًا 1 كو 11: 27، 28).
وكان اليهود ينزعون الخمير من بيوتهم في اليوم الأول من عيد الفطير يوم 15 نيسان، وهو اليوم التالي لعيد الفصح 14 نيسان، وإن كان اللَّه قد أمر بأكل الفطير مع الفصح: "وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ مَعَ فَطِير" (خر 12: 8) إلاَّ أنه لم يأمر بنزع الخمير ولا الخبز المختمر من المنزل في يوم أكل الفصح، إنما أمر بنزعه في اليوم الأول من الفطير: "سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. الْيَوْمَ الأَوَّلَ تَعْزِلُونَ الْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيرًا مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ السَّابعِ تُقْطعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ" (خر 12: 15).. " وَلاَ يُرَ عِنْدَكَ خَمِيرٌ فِي جَمِيعِ تُخُومِكَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ" (تث 16: 4).. " فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، مَسَاءً تَأْكُلُونَ فَطِيرًا إِلَى الْيَوْمِ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ مَسَاءً" (خر 12: 18)، واليوم الرابع عشر مساءًا يعني الدقائق الأولى من اليوم الخامس عشر، فعيد الفصح يقع يوم 14 نيسان، وعيد الفطير سبعة أيام من 15 إلى 21 نيسان. وكما أوضحنا في إجابة س417 فإن السيد المسيح من المرجَّح أنه صنع الفصح قبل موعده بيوم كامل، ولذلك كان ما زال في البيت خبز مختمر، وهذا ما قصده السيد المسيح، لأن الخميرة تشير للشر، والسيد المسيح هو البار الذي لم يصنع شرًا قط ولكنه حامل شرور وخطايا العالم كله، لذلك قصد أن يقدم جسده من الخبز المختمر.
ويقول "القمص دانيال ماهر": "كلمة الفطير... قد وُردت تسع مرات في كتاب العهد الجديد، سبع مرات كانت للإشارة إلى الإنسان الخالي من الشر والخطية. أما كلمة الخبز artoj التي استخدمها السيد المسيح في تأسيس سر الإفخارستيا، والذي مارسه الآباء التلاميذ الرسل، فقد وردت ثمان وسبعين مرة، كلها كانت للإشارة إلى خبز عادي، سواء المستخدم في تأسيس السر أو في معجزات إشباع الجموع أو الأحاديث الرمزية عن الخبز، سواء كان للإشارة إلى الخبز السماوي، أو الخبز المختمر كرمز لشر الفريسيين" (126).
ويقول "الشهيد يوستين": "التلاميذ في كتاباتهم، التي تُسمى الأناجيل، سلمونا ما تسلموه، أن يسوع أخذ خبزًا وشكر وقال: هذا أصنعوه لذكري، هذا هو جسدي. وبنفس الطريقة أخذ الكأس وشكر وقال: هذا هو دمي، وأعطاه لهم" (127).
2- هل أكل السيد المسيح من الخبز الذي أعطاه لتلاميذه وشرب من الكأس، ولو فعل هذا فكيف يأكل جسده ويشرب دمه..؟ قال الإنجيل: "وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي" (مت 26: 26) فقد كانوا يأكلون جميعهم خبزًا عاديًا، فالذي أكله السيد المسيح كان خبزًا عاديًا، وفي اللحظة التي أخذ خبزة وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي، في هذه اللحظة حدث التحوُّل. إذًا ما أكلوه قبل هذه اللحظة كان خبزًا عاديًا، لكن ما أكلوه بعد تأسيس سرّ الإفخارستيا كان هو بالحقيقة جسد المسيح الغافر الخطايا ومُعطي الحياة الأبدية. ونفس ما جرى على الخبز جرى أيضًا على الخمر، أي أنه قبل لحظة التحوُّل كان خمرًا عاديًا، ولكن بعد لحظة التحوُّل صار هو دم عمانوئيل إلهنا يُعطى لمغفرة الخطايا.
3- لماذا قدم يسوع جسده لوحده ودمه لوحده؟ أليس هذا ضد وحدة الجسد والدم..؟ ناول السيد المسيح جسده لوحده ودمه لوحده عن قصد، وهو تأكيد موته، وهذا ليس ضد وحدة الجسد والدم، وهذا ما توضحه الليتورجيا، إذ يمسك الأب الكاهن الإسباديكون (الجزء الوسط من القربانة) ويغمسه بالدم، ثم يخضب بها الجسد، وجاء في "القسمة السريانية": "واحد هو عمانوئيل وغير مفترق من بعد الاتحاد، وغير منقسم إلى طبيعتين هكذا نؤمن وهكذا نعترف أن هذا الجسد لهذا الدم وهذا الدم لهذا الجسد". وفي العصر الحديث حاول بعض الآباء توفيرًا للوقت غمس الجسد في الماستير وبهذا يتناول الإنسان مرة واحدة الجسد والدم، ولكن الكنيسة الرشيدة لم توافق وأوضحت أنه يجب تناول الجسد ثم تناول الدم، كما فعل السيد المسيح تمامًا مع تلاميذه.
ويقول "الأب متى المسكين": "الصعوبة التي قابلت الشرَّاح منذ ق. جيروم هيَ لماذا الجسد وحده والدم وحده؟ وقيل في ذلك ما قيل، ولكن الحقيقة واضحة أنه بفصل الدم عن الجسد يكون أعظم تعبير عن الموت، لأن الحياة أو "النفس" في الدم. فوجود الدم وحده في كأس تعبير ليتورجي عن الدم المسفوك. لذلك حينما يؤكل الجسد وحده ويُشرب الدم وحده يكون ذلك تحقيقًا للإيمان واعترافًا بآن واحد بحقيقة الموت الذي أكمله الرب على الصليب... فتواجد الدم وحده يعبر عن سفكه"(128).
4- هل تناول يهوذا من الإفخارستيا بدليل قول المسيح: "هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ. فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ" (يو 13: 26)، وأيضًا قوله عن يهوذا بعد تقديم الإفخارستيا: "هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ" (لو 22: 21)..؟ قال بعض الآباء أن يهوذا تناول من سرّ الإفخارستيا، بينما قال البعض منهم أن يهوذا ترك المشهد عقب عشاء الفصح، وهذا الرأي هو الأقرب للحقيقة، ومن الذين قالوا أن يهوذا تناول من الإفخارستيا:
"القديس يوحنا الذهبي الفم" الذي قال: "جلس (المسيح) مع الأثنى عشر، يا لخزيكيا يهوذا!! لقد كان حاضرًا أيضًا هناك وتناول من الأسرار، ومن الطعام، وأُدين على نفس المائدة" (موقع التقليد الأرثوذكسي بشبكة الإنترنت).
كما قال "القديس أغسطينوس": "كما في حالة يهوذا وبطرس. أيتساووا كمتناولين من الأسرار؟ لأنهم من الواحد ومن نفس الشيء المقدَّس (التناول). يهوذا أخذ دينونة لنفسه وبطرس أخذ خلاصًا" (موقع التقليد الأرثوذكسي بشبكة الإنترنت). وأيضًا قال "القديس جيروم": "في الأسرار المسيحية، هناك وسيلة واحدة للتقديس للسيد والعبد، للنبيل والمولود بسيطًا، للملك وجنوده، ولكن كل يختلف حسب استحقاق المتناولين. من يتناول ويشرب بغير استحقاق يكون مُذنب لجسد ودم الرب. هل لأن يهوذا شرب نفس الكأس مثل بقية الرسل، يكون هو وهم باستحقاق متساوي؟!" (موقع التقليد الأرثوذكسي بشبكة الإنترنت). وهكذا قال القديس ساويرس في المغيث الثاني، ومار أفرام السرياني في تفسير الإنجيل، والقديس يعقوب السروجي في ميمر الآلام، ويعقوب الرهاوي في كتاب القوانين.
بينما رأى بعض الآباء أن يهوذا لم يحضر الإفخارستيا، لأنه بعد أن أعطاه السيد المسيح اللقمة التي غمسها إنصرف من المكان، ومن المعروف أنه في سرّ الإفخارستيا قدم الرب يسوع لتلاميذه الخبز ثم الخمر، ولا يُوجد فيه لقمة تغمس في صحفة -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- إنما ما تناوله يهوذا كان خاصًا بعشاء الفصح. كما أن قول السيد المسيح " هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ" (لو 22: 21) فذلك لأن المائدة التي أُستخدمت للفصح هيَ التي أُستخدمت في الإفخارستيا، وكون القديس لوقا أخَّر الخبر عن يهوذا إلى ما بعد الإفخارستيا فنحن نعلم أن بعض الإنجيليين لم يلتزم بالتسلسل الزمني، وهذا واضح جدًا في إنجيل متى. ويقول "القس أنطونيوس فكري": "ويورد القديس لوقا قصة يهوذا بعد تأسيس السرّ. لكن هذه القصة حدثت قبل تأسيس السرّ، ولوقا يذكرها هنا لأنه يُريد أن يُظهِر التناقض بين موقف المسيح الذي يبذل حياته وبين خيانة يهوذا" (آلام المسيح والقيامة - دراسة في الأناجيل الأربعة من شبكة الإنترنت).
وقال "القديس كيرلس الكبير": "بعد خروج يهوذا سلَّم المخلص سرّ الخلاص للأحد عشر. كان يسوع مزمعًا أن يقدم ويرتفع بجسده إلى الآب. وليبقى جسده معنا أعطانا جسده ودمه لإبادة قوى الفساد. فالخلاص من الموت مستحيل بلا حضور المسيح، وبدونه يستحيل خلاص البشر من الخطيئة المتغلغلة في هذا العالم" (مقطع 290 - MKGK 226)"(129). وهكذا قال "مار فيلكسينوس" في تفسيره لبشارة متى.
ويقول "البابا شنوده الثالث": "ونحن نقول أن اللقمة التي أخذها يهوذا لم تكن سرّ الإفخارستيا. لما سُئل الرب يسوع عن الشخص الذي يسلمه: "فَأَجَابَ وَقَالَ الَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي " (مت 26: 23). هذه هيَ رواية متى الإنجيلي. ورواية مرقس الإنجيلي تشبهها. قال لهم: "وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِي يَغْمِسُ مَعِي فِي الصَّحْفَة" (مر 14: 20). وعبارة " يَغْمِسُ فِي الصَّحْفَةِ " لا تدل إطلاقًا على التناول الذي يقول فيه الرب، خذوا كلوا هذا جسدي... خذوا اشربوا هذا دمي. أما عبارة " اللُّقْمَةَ " فقد وردت في إنجيل يوحنا، حيث جاءت في الرد على سؤالهم عمن يسلمه: "أَجَابَ يَسُوعُ هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ. فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ... فَذَاكَ لَمَّا أَخَذَ اللُّقْمَةَ خَرَجَ لِلْوَقْتِ. وَكَانَ لَيْلًا " (يو 13: 26 - 30). وعبارة " أَغْمِسُ " تكررت مرتين، وهيَ لا تدل على مناولته، فالمناولة عبَّر عنها الإنجيل بعبارة " وَكَسَّرَ وَأَعْطَى " (مت 26: 26)، (مر 14: 22)، (لو 22: 19). ونفس التعبير تقريبًا في الرسالة إلى كورنثوس: "أَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ فَكَسَّرَ وَقَالَ خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ " (1 كو 11: 23، 24). كذلك في مناولة الكأس: "خُذُوا اشْرَبُوا " وليس غمس لقمة. أما عبارة "يغمس اللقمة " و"غمس اللقمة" فتدل على الأكل من خروف الفصح وليس من سر الإفخارستيا (انظر مقدمة قطمارس يوم خميس العهد). في مساء خميس العهد، كان هناك عشاء الفصح، والعشاء الرباني (سرّ الإفخارستيا) وتسابيح بين العشاءين. وقد حضر يهوذا عشاء الفصح وأخذ القمة ودخله الشيطان وللوقت مضى - وكان ليلًا - ولم يحضر سرّ الإفخارستيا. وعشاء الفصح لم يكن عشاء عاديًا، وإنما كان رمزًا لذبيحة المسيح (1 كو 5: 7) فلما أخذ يهوذا من الرمز بدون استحقاق، لم يُسمَح له بالتناول من المرموز إليه (الجسد والدم) فخرج، ثم قدم الرب هذا السرّ العظيم للأحد عشر...
ولم يكن معقولًا أن يقدم السيد المسيح جسده ودمه ليهوذا مع إعلانه أنه: "كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ " (مت 26: 24) فكيف يُعطيه المواعيد التي سبق وقال فيها: "مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ " (يو 6: 56).. " مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ " (يو 6: 54) !!.
كيف يناوله ويُعطيه الفرصة أن يكون مُجرمًا في جسد الرب ودمه: "غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ " حسب تعبير الرسول (1 كو 11: 27، 29)..؟ وكيف يناوله، بينما أعلن عنه عند غسل الأرجل أنه غير طاهر؟!. فقال لتلاميذه: "أَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ. لأَنَّهُ عَرَفَ مُسَلِّمَهُ " (يو 13: 10، 11). وإن كان يهوذا قد دخله الشيطان لمجرد أنه أخذ لقمة من عشاء الفصح، فكيف يأخذ جسد الرب في سرّ الإفخارستيا، بعد أن دخله الشيطان؟!. يكفي أنه اشترك في حفل الفصح" (130). وفي سنة 2002م حُذفت من دلال أسبوع الآلام لكنيستنا القبطية عبارة القديس يوحنا الذهبي الفم من عظته يوم خميس العهد عن تناول يهوذا من الأسرار المقدَّسة.
_____
(126) الإفخارستيا والصليب (رسالة دكتوراه) ص173.
(127) الإفخارستيا والصليب (رسالة دكتوراه) ص173.
(128) الإنجيل بحسب القديس متى ص758.
(129) التفسير المسيحي القديم للكتاب المقدَّس - العهد الجديد - 1- ب الإنجيل كما دونه متى 14 - 28 ص363.
(130) اللاهوت المُقارن (2) حول سرّ الإفخارستيا ص14 - 16.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/419.html
تقصير الرابط:
tak.la/cby3pm3