ج(1):
1- من المعروف أيضًا أن كلمة الله فعَّاله، ونافذة ومستمرة، تسموا فوق
الزمان والمكان، فمتى نطق الله بكلمةٍ، فهذه الكلمة لها فعاليتها. كما
قصد الله منها بالضبط على مدار الزمان وفي أي مكان.
2- مَن يستكثِر عدم نفاذ هذه العطية -أقصد سر الشكر في الكنيسة عبر الزمان- يتأمل في كلمة الله التي بموجبها خُلِقَت الشمس في اليوم الأول، وأخذت قوتها وفعالياتها وتأثيرها في اليوم الرابع. هل نفذت قوتها للآن؟! بالقطع لا، فهي لها فاعليتها عبر الزمان وإلى نهاية الأزمان.
أجدُ الشمس في حجرتي بكامل فاعليتها، وتجدها في حجرتك بكامل فاعليتها، وهكذا في ملايين الحجرات دون أن تنفُذ أو تفقد قوتها. هكذا جسد المسيح على آلاف المذابِح عبر الزمان. إنها عطية فوق الزمان والمكان.
3- مَنْ يستكثِر هذه العطية (سر الشكر)، يتأمَّل في قول الله للإنسان الأول: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ»" (تك 1: 28). هل توقفت نعمة الإثمار هذه، أم أنها مستمرة من جيلٍ إلى جيل، فما زالت البشرية تنمو وتَكثُر وتملأ الأرض بتلك الكلمة عينها.
4- مَن يستكثِر استمرارية هذه العطية الإلهية، فليتأمل في كلمه إيليا النبي للمرأة الشونمية: "لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ كُوَّارَ الدَّقِيقِ لاَ يَفْرُغُ، وَكُوزَ الزَّيْتِ لاَ يَنْقُصُ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُعْطِي الرَّبُّ مَطَرًا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ" (1 مل 17: 14). فماذا كانت النتيجة؟ "كُوَّارُ الدَّقِيقِ لَمْ يَفْرُغْ، وَكُوزُ الزَّيْتِ لَمْ يَنْقُصْ، حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ إِيلِيَّا" (1 مل 17: 16).
5- كلمة الرب يسوع لتلاميذه: "اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي" (لو 22: 19): إلى متى؟ يقول بولس الرسول: "لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضًا: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا، أَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ فَكَسَّرَ، وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». كَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَمَا تَعَشَّوْا، قَائِلًا: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي. اصْنَعُوا هذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي». فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ" (1 كو 11: 23-26).
"كُلَّمَا أَكَلْتُمْ": في أي زمان، وفي أي مكان، تخبرون بموت الرب. إلى متى؟ "إِلَى أَنْ يَجِيءَ". إذًا هذه العطية مستمرة حتى المجيء الثاني.
6- الذبيحة على المذبح هي امتداد لذبيحة الصليب، فهل ذبيحة الصليب محدودة؟! كلا، إنها ذبيحة مستمرة وممتدة. أمَّا التساؤل عمَّا هو الفارِق بين جسد المسيح الذي وُلِدَ بِهِ من العذراء مريم، وبين جسد المسيح في سر الافخارستيا، وبين الكنيسة جسد المسيح السري، فتجد إجابته في السؤال التالي هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت (سلسلة كتب مدارس النقد - عهد جديد - جزء 5 - س. 420ب).
_____
(1) نشر إليكتروني، غير موجود في الكتاب المطبوع، 8 يوليو 2022 م.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/420a.html
تقصير الرابط:
tak.la/cnz49p3