س397: هل السيد المسيح الذي جاء بالبركة ومنح التطويبات وأوصى بالصفح والمغفرة يمكن أن يصب تلك الويلات على قادة إسرائيل (مت 23: 13 - 36)؟ وهل الأخطاء التي سقط فيها الكتبة والفريسيين تستدعي كل هذه الويلات؟ وهل يستطيع إنسان أن يغلق ملكوت السموات؟ ولماذا حذفت الترجمة اليسوعية الآية (مت 23: 14) وأشارت في الهامش أنها لا تتمشى مع سياق الحديث، ووضعتها ترجمة فانديك بين قوسين؟ وهل إطالة الصلوات تُعد عيبًا (مت 23: 14)؟ ومن هم الدخلاء وكيف صيَّروهم أبناء لجهنم مضاعفًا (مت 23: 15)؟
ج: 1- هل السيد المسيح الذي جاء بالبركة ومنح التطويبات وأوصى بالصفح والمغفرة يمكن أن يصب تلك الويلات على قادة إسرائيل (مت 23: 13 - 19) ..؟ في الإصحاحات السابقة من الأصحاح الثالث للأصحاح الثاني والعشرين مارس السيد المسيح عمله كمعلم وكارز ومُبشّر بالملكوت، وأعطى التطويبات، والآن وقد اقترب جدًا من الصليب مارس عمله كملك وديان، فدخل أورشليم كملك متواضع يوم الأحد، وحكم على الشجرة المورقة غير المثمرة التي هيَ رمز للأمة اليهودية، وطهر الهيكل، ولم يدع أحد يجتاز بمتاع يوم الإثنين، وصب الويلات على الكتبة والفريسيين ورثى أورشليم يوم الثلاثاء، وتحدث عن مجيئه الثاني ليدين المسكونة يوم الأربعاء، والخميس قدم العشاء الرباني وسلَّم نفسه، ورُفِع يوم الجمعة على الصليب... لقد أطال أناته على هؤلاء القادة الجهال والعميان ثلاث سنوات، أما الآن فحان الوقت ليضعهم أمام أنفسهم ويكشفهم أمام شعبهم، فصب عليهم الويلات. وكلمة "الويل" التي استخدمها السيد المسيح هنا في الأصل اليوناني "Ouai" وتحمل معنى التوبيخ مع الآسى، والسخط مع الشفقة، فهيَ تعبّر عن السخط الشفوق أو الشفقة الساخطة، وهيَ تشبه قولنا في العربية: "لهفي عليك" أو "وآسفاه عليك"، فكان المسيح هنا غاضبًا جزئيًا ولم يكن شامتًا، وغضبته لم تُخرِجه عن وقاره واتزانه، رغم أنها كانت تحمل طابع الدينونة، حتى دعاها البعض " الرعد القاصف لقضيب المسيح" ووصفها آخرون أنها " كالرعد في شدته وكالبرق في سرعة وميضه، فهيَ تضرب وتكشف وتفضح". (راجع وليم باركلي - تفسير العهد الجديد - المجلد الأول ص403).
ويصف "وليم باركلي" هذا المشهد قائلًا: "غضب من قلب امتلأ بالحب، وانفطر بسبب صلابة قلوب الناس وقساوتهم والعمى الذي أظلمها. فنحن لا نرى هنا تشهيرًا بربريًا همجيًا، لكننا نرى جوًا يسوده الشعور بمأساة أليمة" (15).
ويقول "الأب متى المسكين": "يستحيل أن تفوت علينا نبرات المسيح المليئة بالدموع، فهو ينطق بأحكام الويل عن واقع يراه ولكن بنفس حزينة حزن الصليب، فالذي بكى على أورشليم لأنها لم تعرف زمان افتقادها وأهانت عريسها، هو هو نفسه الذي يحكم الآن على الذين تسبَّبوا في ضياع فرصة افتقادها، والذين أضلوا شعبها عن ملكهم وعريسهم، والذين قادوا شيوخها وشبابها في موكب "اصلبه اصلبه". فلا يمكن أن تفصل الدموع التي ذرفها المسيح على أورشليم عن الدموع الصامتة غير المنظورة التي ذرفها على معلمي إسرائيل وقادتها، وعن دموع جثسيماني، والنفس هيَ النفس حزينة حتى الموت" (16).
ولعل الخطية الأساسية لهؤلاء القادة هيَ "الرياء" حتى أن السيد المسيح وصفهم بالمرائيين سبع مرات في هذا الأصحاح (مت 23: 13، 14، 15، 23، 25، 27، 29)، وكلمة "مرائي" في الأصل اليوناني تُشير إلى مُمثل المسرح الذي يرتدي أقنعة ليمثل الأدوار المختلفة، فالمرائي هو المُمثل المسرحي، ويحمل معنى التظاهر، والاختلاق، والتلفيق والتزييف (راجع دكتور موريس تاوضروس - المدلولات اللاهوتية والروحية في الكتاب المقدَّس بحسب إنجيل متى ص165). " المراؤون (مت 23: 13): (هيبوكريتس) المرائي هو شخص يتظاهر ويتصنَّع، يضع قناعًا، أو يمثل شخصية ما ليست حقيقته... كالممثل الذي يمثل مشهدًا ما، وأخيرًا تحوَّل معناها للأسوأ وصارت تعني التصنُّع أو التمثيل، أي من يرتدي قناعًا ليُخفي حقيقة نفسه، ومن يتعامل بطريقة ما ليست طريقته الحقيقية"(17). واُستخدمت كلمة "مرائي" في الكتابات اليهودية كتعبير عن شخص يرتدي وجهًا كاذبًا يخفي وراءه قلبًا كاذبًا. ومن أجل توغلهم في هذه الخطية فسدت حياتهم، حتى أنهم صاروا كقول كاشف القلوب والكُلى أبناء جهنم (مت 21: 15)، وجهال وعميان (مت 23: 17، 19)، وقادة عميان (مت 23: 16، 24) ويشبهون القبور المبيضة (مت 23: 27)، ومشحونون رياء وإثمًا (مت 23: 28) فهم حيات أولاد أفاعي (مت 23: 33).
2- هل الأخطاء التي سقط فيها الكتبة والفريسيون تستدعي كل هذه الويلات..؟ لقد كانت أخطاء هؤلاء الكتبة والفريسيون أخطاء صعبة، لها ضحاياها من الدخلاء والأرامل وغيرهم، وهذه الخطايا تتمثل في سبع خطايا، ورقم سبعة يُشير للكمال، فقد كملت خطاياهم فاستحقوا الويلات السبع، وجاء الويل السابع مضاعفًا:
(1) أغلقوا ملكوت السموات أمام أنفسهم وأمام الآخرين (مت 23: 13).
(2) اغتصبوا أموال الأرامل وهم يتظاهرون بالتقوى والقداسة ويطيلون صلواتهم (مت 23: 24).
(3) سعوا بكل جهدهم لضم الدخلاء، ثم صيرونهم أبناء لجهنم (مت 23: 15).
(4) تلاعبوا بالوصايا حتى أنهم أعطوا كرامة للذهب أكثر من الهيكل، وللقربان أكثر من المذبح (مت 23: 16 - 22).
(5) اهتموا بالأمور الهامشية من تعشير النعنع والشبت والكمُّون، وتغافلوا أهم الوصايا الخاصة بالحق (العدل) والرحمة والإيمان (مت 23: 23 - 24).
(6) اهتموا بالشكليات والمظهر الخارجي مثل غسل الكؤوس والأباريق من الخارج وتركوا الداخل مملوء اختطافًا وكل دعارة (مت 23: 25 ، 26).
(7) تظاهروا بالتقوى بينما حياتهم الداخلية فاسدة، حتى صاروا كقبورٍ مبيضة وجميلة من الخارج، ومن الداخل عظام أموات وكل نجاسة. وتظاهروا بالاعتراض على آبائهم لأنهم قتلوا الأنبياء، بينما أكملوا مكيال آبائهم بقتل رب الأنبياء جميعًا.
3- هل يستطيع إنسان أن يغلق ملكوت السموات..؟ يستحيل على أي إنسان أن يغلق ملكوت السموات، فاللَّه وحده هو: "الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ، الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ" (رؤ 3: 7)، وعندما قال السيد المسيح: "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ" (مت 23: 13) كشف عن العمل الخطير الذي يقوم به هؤلاء الكتبة والفريسيون حتى أنهم أغلقوا ملكوت السموات أمام الناس... كيف؟
أ - عوضًا أن يصيروا قدوة حسنة للآخرين، بريائهم ومظهريتهم صاروا قدوة سيئة، فاعثروا الناس حتى أنهم كرهوا الدين والتدين، وبالتالي أغلقوا ملكوت السموات أمامهم، ويقول "القديس جيروم": "على أي الأحوال المُعلم الذي يعثر تلاميذه بأعماله الرديئة يغلق ملكوت السموات أمامهم" (18).
ب - عوضًا أن يفسروا الناموس والأنبياء ويكشفون عن النبؤات والأمور التي تُشير للمسيا، شوَّهوا صورة المسيح وأطلقوا الشائعات حوله، فصرفوا الناس عنه، وبالتالي أغلقوا ملكوت السموات أمامهم. ويقول "متى هنري": "آتى المسيح ليفتح ملكوت السموات... كان مفروضًا أن الكتبة والفريسيين، الذين جلسوا على كرسي موسى، وادَّعوا امتلاك مفتاح المعرفة، يقدمون المساعدة في هذه الناحية، وذلك بفتح أسفار العهد القديم التي تشير إلى المسيح وملكوته... كان يجب أن يبينّوا للشعب كيف شهد هؤلاء للمسيح، وكيف كانت أسابيع دانيال في حالة الإنتهاء، وكيف زال القضيب من يهوذا، ولذلك فقد حان الوقت حينذاك لظهور المسيح. بهذه الطريقة كان ممكنًا أن يسهلوا هذا العمل العظيم ويساعدوا الألوف لدخول السماء، ولكنهم بدلًا من ذلك أغلقوا ملكوت السموات"(19).
جـ - أضافوا للناموس تقاليد كثيرة يصعب تنفيذها، فأصابوا الناس بصغر النفس، وبذلك أغلقوا أبواب الملكوت أمامهم.
وبذلك تحمّل هؤلاء القادة ذنبًا مُضاعفًا، إذ أغلقوا ملكوت السموات أمام أنفسهم وأمام الآخرين -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- ومما يذكر أن أي كاتب جديد عندما كان الكتبة يقبلونه في صفوفهم كانوا يُسلّمونه مفتاح، دليل على المعرفة، ولذلك قال السيد المسيح: "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ أَخَذْتُمْ مِفْتَاحَ الْمَعْرِفَةِ. مَا دَخَلْتُمْ أَنْتُمْ، وَالدَّاخِلُونَ مَنَعْتُمُوهُمْ" (لو 11: 52). حتى أن إنجيل توما الأبوكريفا (102) شبهَّهم بكلب في معلف البقر لا هو يأكل التبن ويمنع البقر من الأكل: "الويل للفريسيين. هم مثل كلب ينام في معلف البقر، ويمنع البقر من أن تأكل"(20).
4- لماذا حذفت الترجمة اليسوعية الآية (مت 23: 14) وأشارت في الهامش أنها لا تتمشى مع سياق الحديث، ووضعتها ترجمة فندايك بين قوسين..؟ اعتمدت الترجمة اليسوعية على بعض المخطوطات التي خلت من هذه الآية، ربما بسبب خطأ نظر من الناسخ لأن الآيات متكررة وتبدأ بالويل، فمن السهل أن يسقط من الناسخ آية، وقد تم دراسة هذا الموضوع من قبل بالتفصيل فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد - العهد الجديد - مقدمة (2) الباب السابع الخاص بالنقد الكتابي ومخطوطات العهد الجديد. وهناك الكثير من المخطوطات وردت فيها هذه الآية، وهذه الآية ليست بعيدة عن موضوع الحديث، ولا عن روح الكتاب بدليل أنها موجودة في أماكن أخرى بصورة أخرى، فجاء في إنجيل مرقس: "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ، وَلِعِلَّةٍ يُطِيونَ الصَّلَوَاتِ. هؤُلاَءِ يَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ" (مر 12: 40) كما أنها وردت بذات الألفاظ في (لو 20: 47) وتحدث بولس الرسول عن نفس المعنى فقال: "فَإِنَّهُ مِنْ هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْبُيُوتَ، وَيَسْبُونَ نُسَيَّاتٍ مُحَمَّلاَتٍ خَطَايَا، مُنْسَاقَاتٍ بِشَهَوَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ" (2 تي 3: 6).. " الَّذِينَ يَجِبُ سَدُّ أَفْوَاهِهِمْ، فَإِنَّهُمْ يَقْلِبُونَ بُيُوتًا بِجُمْلَتِهَا، مُعَلِّمِينَ مَا لاَ يَجِبُ، مِنْ أَجْلِ الرِّبْحِ الْقَبِيحِ" (تي 1: 11)، ووجدت الآية في ترجمات كثيرة مثل "الترجمة العربية المشتركة": "الويل لكم يامعلمي الشريعة والفريسيين المراؤون! تأكلون بيوت الأرامل وأنتم تظهرون أنكم تطيلون الصلاة، سينالكم أشد العقاب" (مت 23: 14). وفي "ترجمة كتاب الحياة": "الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون! فأنكم تلتهمون بيوت الأرامل وتتذرعون بإطالة صلواتكم. لذلك ستنزل بكم دينونة أقسى!" (مت 23: 14)، وجاءت في "ترجمة كينج جيمس" (KJV)، وأيضًا في "ترجمة كينج جيمس الحديثة" (NKJV):
"Woe to you, scribes and Pharisees, hypocrites! For you devour widows' houses, and for a pretense make long prayers, therefore you will receive greater condemnation".
5- هل إطالة الصلاة تُعد عيبًا..؟ كلاَّ، ولكن ما يركز عليه السيد المسيح هنا هو الصلاة الحيَّة الواعيَّة، فهؤلاء المراؤون لم يصلوا من أجل الصلاة ذاتها بسبب محبتهم واشتياقاتهم للسماء، إنما صلوا وأطالوا الصلاة ليخدعوا الناس ويكسبوا ثقتهم فيهم، حتى أن بعضهم كان يُصلي ثلاث مرات في اليوم، كل مرة تستمر ثلاث ساعات متوالية، بينما تصرفاتهم لا تطابق صلواتهم هذه، إذ وضعوا اهتماماتهم في الأرض، حتى أنهم قسوا على الأرامل وأكلوا بيوتهن، فالأرامل الضعيفات وثقن بهم، وهؤلاء الفريسيون لعبن بعواطفهن وعقولهن، فالأرامل وكلوهم على أموالهن، ناظرين إليهم كمنقذين لهن، غير أنهم لم يكونوا أمناء، ولا هم محل لهذه الثقة، فابتزوا أموالهن، فالمرأة المتزوجة لها زوج يحميها من غدر الزمان وفكر هؤلاء، أما الأرامل الضعيفات اللاتي بلا سند فقد صارت لقمة سائغة في فم هؤلاء الفريسيين... ومن يستطيع أن يحاسبهم؟!!
إذًا السيد المسيح لم ينتقد طول الصلاة أو قصرها، إنما انتقد صلاة المرائين، أما هو فكثيرًا ما كان يقضي الليل كله في الصلاة، وأوصانا بأن نصلي كل حين: "يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ" (لو 18: 1)، وأن تكون الصلاة ترجمة للاشتيقات الداخلية، نابعة من قلب مُفعم بالمحبة، ولا تصر وسيلة للتربُّح كما فعل أولئك الفريسيين الذي انطبق عليهم القول الإلهي: "لَسْتُ أُطِيقُ الإِثْمَ وَالاعْتِكَافَ... فَحِينَ تَبْسُطُونَ أَيْدِيَكُمْ أَسْتُرُ عَيْنَيَّ عَنْكُمْ، وَإِنْ كَثَّرْتُمُ الصَّلاَةَ لاَ أَسْمَعُ" (إش 1: 13 - 15).
6- من هم الدخلاء وكيف صيرونهم أبناء لجهنم مضاعفًا..؟ قال السيد المسيح: "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلًا وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا" (مت 23: 15). وتعبير تطوفون البحر والبر تعبير مجازي يُعبر عن مثابرتهم ومحاولاتهم المستميتة لكسب دخيلًا واحدًا لصفوفهم، وكان هناك نوعان من الدخلاء النوع الأول ظلوا أمميّون كما هم ولكنهم عاشوا وسط بني إسرائيل يحفظون يوم السبت، وربما توقفوا عن عبادتهم الوثنية، والثاني يقبلون إله إسرائيل إلهًا لهم فيقبلون الختان ويتهوَّدون، وطالما جذبت الوحدانية المُطلقة والأخلاق السامية المفكرين من الأمم الذين سئموا تعدد وصراعات الآلهة، وحياة النجاسة، والانحلال الخلقي التي صاحبت العبادات الوثنية. وللأسف الشديد فإن هؤلاء الفريسيون كان يسعون لضم أي دخيل إلى صفوفهم ويشحنونه بأفكارهم الفاسدة، وبذلك يصيرونه ابنًا لجهنم مضاعفًا، وكلمة "مضاعفًا" لا تعني أنه سيدخل جهنم أكثر من مرة، ولكن تعبيرًا عن الشر الذي وصل إليه، فقد فاق شره شرورهم. ويقول "القديس يوحنا الذهبي الفم" عنه: "إذ يفسدونه بحياتهم الشريرة ويجعلونه أشرَّ منهم فلا يقف (الدخيل) عند شرّ مُعلمه، ولكن إن رأى مُعلمه إنسانًا فاضلًا يتمثل به، أما إن رآه شريرًا فيتعداه في الشر بسبب الميل الطبيعي للإنسان نحو الشر" (21).. عجبًا لأبناء الشر عندما يظنون في أنفسهم أنهم ورثة الملكوت!!.
_____
(15) تفسير العهد الجديد - المجلد الأول ص403.
(16) الإنجيل بحسب القديس متى ص616.
(17) الأفكار الرئيسية للعظات الكتابية جـ2 ص 157.
(18) أورده القمص تادرس يعقوب - شرح إنجيل متى ص485.
(19) تفسير الكتاب المقدَّس - تفسير إنجيل متى جـ2 ص286، 287.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/397.html
تقصير الرابط:
tak.la/ha8wmq4