س260: هل شمل الناموس وصايا كبرى ووصايا صغرى (مت 5: 19)؟ وهل ارتكاب الخطايا الصغرى لا يمنع من دخول ملكوت السموات؟
ج: تقسيم الوصايا إلى كبرى وصغرى ليس من وضع إلهي، ولكن هكذا ظن بنو إسرائيل، فنظروا لبعض الوصايا على أنه وصايا صغرى، مثل وصية عش الطائر، فيقول "متى هنري": "(1) يوجد ضمن وصايا اللَّه وصايا أصغر من غيرها، ليست هيَ صغيرة في حد ذاتها ولكنها صغيرة نسبيًا. يعتبر اليهود أصغر الوصايا تلك الخاصة بعش الطائر (تث 22: 6، 7)، ومع ذلك فحتى هذه فأنها في غاية السمو في معناها والنبل في مرماها" (575).
وعندما قال السيد المسيح: "فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَات" (مت 5: 19) رأى البعض أن المقصود بأنه يُدعى أصغر في ملكوت السموات، أي لا يكون له نصيب في الملكوت، لأنه لا مكان للأصاغر في الملكوت، كما أن الخطية هيَ التعدي، فسواء كانت الخطية كبيرة أم صغيرة فهيَ مُوجِبة للموت، وربما قصد السيد المسيح بهذا القول الكتبة والفريسيين الذين عظموا تقليداتهم أكثر من بعض الوصايا الإلهيَّة، التي اعتبروها صغيرة، حتى أنهم قالوا من حلف بالهيكل فليس بشيء ولكن من حلف بذهب الهيكل فهو ملتزم، ومن حلف بالمذبح فليس بشيء ولكن من حلف بالقربان الذي عليه يلتزم، ولذلك استحقوا الويلات (مت 23: 16 - 22).
ويقول "القديس أغسطينوس": "فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى أصغر في ملكوت السموات. قصد بالحرف الواحد والنقطة الواحدة الوصايا الصغرى، لذلك من نقضها وعلم الناس حسب ما نقضه، يُدعى أصغر في ملكوت السموات وكما سنرى فيما بعد أنه سوف لا يكون في ملكوت السموات إلاَّ العظماء. وأما من عمل وعلم " أي بما لا ينقضه " لهذا يُدعى عظيمًا في ملكوت السموات. وسنرى فيما بعد أن ملكوت السموات لا يوجد فيه إلاَّ العظماء" (576).
ويقول "القس يوسف البرموسي": "يقول المشرقي: "إن من نقض شيئًا من أوامري وحث الناس على نقضها يكون مطروحًا من ملكوت السموات أي لا يُقبَل فيها" (577).
ويقول "مستر جورج إسوان": "الجزاء من جنس العمل، لأن ليس في وصايا اللَّه ما هو كبير وما هو صغير، إنما المُراد "بالصغرى" تلك التي يحسبها بعضهم كذلك مع أنها في ذاتها ليست صغرى. هؤلاء جزاؤهم أنهم يصغرون في ملكوت السموات. فكما احتقروا بعض وصايا اللَّه، سيُحتقرون" (578).
ويقول "متى هنري":" (2) من الخطر جدًا إبطال أقل الوصايا الإلهية سواء في التعليم أو العمل، أو كسرها. أن تضييق مداها أو إضعاف إلتزاماتها. كل من يفعل ذلك يعرض نفسه للخطر...
(3) كلما إزداد هذا الإفساد إنتشارًا إزدادت العواقب شؤمًا... أنه لشر عظيم اعتناق الآراء التي تميل إلى هدم الحقائق الدينية الأساسية ومبادئ التقوى والفضيلة بتفسير الكتاب تفسيرًا مشوَّهًا، وأنه لشر أعظم إذاعة هذه الآراء وتعليمها كأنها كلمة اللَّه، ومن يفعل هكذا "يدعى أصغر في ملكوت السموات" في ملكوت المجد. لن يدخله بل يبعد عنه إلى الأبد" (579).
_____
(575) ترجمة القمص مرقس داود - تفسير إنجيل متى جـ 1 ص144.
(577) تساؤلات حول إنجيل متى ص47.
(578) المرشد الأمين في شرح الإنجيل المبين جـ 1 شرح بشارة متى ص61.
(579) ترجمة القمص مرقس داود - تفسير إنجيل متى جـ 1 ص144.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/260.html
تقصير الرابط:
tak.la/2nb3dwx