س225: هل يليق بروح الرب أن يتشبه بحمامة (مت 3: 16)؟ وظهور روح الرب في شكل حمامة ألا يؤكد على انفصال روح الرب عن يسوع؟ وهل نزول الروح القدس على يسوع يعني ألوهيته؟ ألم ينزل على التلاميذ يوم الخمسين (أع 2: 4) ولم يدعي أحد منهم الألوهية؟ وألم ينزل على السبعين شيخًا (عد 11: 25) فصاروا أنبياء ولم يصبحوا آلهة؟
يقول "علاء أبو بكر": " س158: ألا يعني نزول روح الرب كحمامة وظهورها منفصلة أنه لا إتحاد بين روح الرب ويسوع؟ فقد ظهروا منفصلين. ولماذا لم تظهر روح الرب لكل الناس لتعلمهم بذلك؟ لماذا خصَّت المعمدان بهذا الشرف وحده؟ ألم يقل الرب أنه لا تقوم شهادة إلاَّ على فم اثنين أو أكثر؟.. (مت 3: 13 - 17)" (413).
كما يقول "علاء أبو بكر": " س267: هل نزول الروح القدس على يسوع أثناء تعميده دليل على ألوهيته؟. بالطبع لا، فمعنى نزول الروح القدس عليه، وتجسُّده في شكل حمامة أنه لم يكن متحدًا معه، بل كان منفصلًا عنه. وهذا بمفرده يُسقِط الإتحاد المزعوم بين الآب والابن والروح القدس، حيث يقولون بإتحادهم الدائم، وعدم انفصالهم طرفة عين. كما نرى الروح القدس على التلاميذ في يوم الخمسين (أع 2: 4) ولم يدعِ أحد ألوهيتهم. كما كان نبي اللَّه يوحنا المعمدان ممتلئًا من بطن أمه بالروح القدس (لو 1: 15)، ولم يقل أحد بألوهيته. كما نزل على سبعين رجلًا من بني إسرائيل... (عد 11: 25) أي أصبحوا أنبياء.." (414).
وأيضًا يقول "علاء أبو بكر": " س331: تدعون أن عيسى عليه السلام كان إلهًا، لحلول الروح القدس عليه... فكيف فهمتم أنه اللَّه؟ فهل يحل روح اللَّه على اللَّه ليكون متحدًا مع نفسه ويصبح هو اللَّه؟ فكل إنسان عنده روح اللَّه فهو من الأنبياء أو الأبرار... (رو 8: 14)" (415). ( راجع أيضًا البهريز جـ2 س98 ص99، جـ 4 س161 ص125، س265 ص271، س300 ص342، 343، س328 ص371 ).
ج: 1ــ هل يليق بروح اللَّه أن يتشبه بحمامة؟.. يجب التأكد هنا أن ما حدث في عيد الظهور الإلهي أن الروح القدس ظهر في شكل حمامة، فهذا ظهور وليس تجسُّد، فالروح القدس لم يتجسَّد في جسد حمامه، إنما لكيما يعلن عن نفسه للبشر ظهر في شكل حمامة، فلا يجب الخلط بين الظهور والتجسُّد، فمثلًا الابن له ظهورات عديدة في العهد القديم مثلما ظهر لإبراهيم ويعقوب في شكل رجل، وظهر لموسى في العليقة في شكل نار، وظهر لبني إسرائيل في شكل عمود سحاب ونار، وظهر لجدعون ونوح في شكل ملاك، وفي ملء الزمان تجسَّد إذ إتخذ طبيعة بشرية من العذراء القديسة مريم، ويقول مارمرقس: " وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلًا عَلَيْه" (مر 1: 10) فهو ليس حمامة لكنه مثل الحمامة، ويقول القديس لوقا: " وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة" فهو مثل حمامة وليس بحمامة. وقديمًا قال أتباع مقدونيوس الذي أنكر ألوهية الروح القدس أن الابن أعظم من الروح القدس، لأن الابن تجسَّد في شكل إنسان بينما الروح القدس ظهر في شكل حمامة، وكما أن الإنسان أفضل من الحمامة، هكذا الابن أعظم من الروح القدس، وقد حكمت الكنيسة عليه بالحرم سنة 381م في مجمع القسطنطينية. وقال البعض أن الكاروب من حاملي العرش أفضل من الروح القدس، لأن للكاروب صورة نسر، بينما الروح القدس ظهر في شكل حمامة، والحقيقة أن الأمور اللاهوتية لا تُقاس بالأحجام ولا بالأوزان، فقد شبه ملكوت السموات بحبة الخردل، وهذا لا يعبر عن ضآلة الملكوت السمائي، لكن المقصود نمو الملكوت على الأرض، وعندما شبه الكتاب إبليس بالتنين والسيد المسيح بالحمل، لم يقصد على الإطلاق الأفضلية بحسب الحجم، إنما قصد من الحمل الوداعة، وقصد من التنين الإفتراس والدموية. والحمامة في الكتاب المقدَّس تشير للسلام (تك 8: 11) وللبساطة (مت 10: 16) وكانت من الطيور التي تقدم ذبائح (لا 12: 6، 8، لو 2: 24)، وفي بداية الخلقة كان " رُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاه" (تك 1: 2)، وقال التلمود أن روح اللَّه عندما كان يرفُّ على وجه المياه كان يتخذ شكل الحمامة، واللَّه لا يحتقر مخلوقاته التي خلقها، ولذلك لم نتعجب عندما شبه نفسه بأسد أو نمر أو دب: " فَأَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ. أَرْصُدُ عَلَى الطَّرِيقِ كَنَمِرٍ. أَصْدِمُهُمْ كَدُبَّة.." (هو 13: 7، 8)، وفي مراثيه يقول إرميا النبي: " هُوَ لِي دُبٌّ كَامِنٌ أَسَدٌ فِي مَخَابِىءَ" (مرا 3: 10)، ولذلك ظهور روح اللَّه القدوس في شكل حمامة أمر لا يشين اللَّه ولا يصدم الإنسان الروحي، فالحمامة تمثل اللطف والوداعة والبساطة والطهارة والسلام والفرح.
وحلول الروح القدس على المعمدان لا يعني أنه أعظم من يسوع، وأيضًا قول الإنجيل: " أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُس" (لو 4: 1) لا يعني أنه كان قبلًا غير ممتلئ. ويقول "الأب متى المسكين": " الصوت الذي جاء من السماء من الآب يقول أن هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت، فالابن لم يكن في وقت غير ممتلئ من الروح القدس، أما حلول الروح القدس عليه فكان حلول المثيل على المثيل، لم يُزد المسيح شيئًا لم يكن له وإنما كان لإستعلان حقيقة شكل المسيا، ولإفتتاح زمان خدمة المسيح بعمل الثالوث وحضوره: الأب بصوته من السماء والروح نازلًا عليه بهيئة منظورة، والابن يتلقى لحظة بدء العمل. وقد اعتبر المسيح أن حلول الروح القدس عليه بمثابة مسحة للإنطلاق للخدمة بحسب نبوءة إشعياء" (416).
2ــ يجهل الناقد أو يتجاهل تعاليم الإنجيل عن الأقانيم الثلاث، وأن كل أقنوم يمكن أن يخاطب الآخر، أو يرسل الآخر، وهذا لا يعني على الإطلاق انفصال الأقنوم المُرسَل، فالآب أرسل الابن من أجل خلاص جنس البشر والابن في تجسّده كان كثيرًا ما يقول: " أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ... صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ" (يو 14: 10، 11) لأنه من نفس طبيعة اللَّه وجوهره: " أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ" (يو 10: 30). لقد دخل الابن إلى عالمنا مُتجسّدًا متأنسًا وهو لم ينفصل عن الآب ولا عن الروح القدس، والابن بعد صعوده جسديًّا للسماء أرسل لنا الروح القدس الذي يعمل الآن في الكنيسة دون أن ينفصل عن الآب ولا عن الابن، وهذا موضوع يطول شرحه لذلك يُرجى الرجوع إلى كتابنا: أسئلة حول حتمية التثليث والتوحيد.
كما يتحدث الناقد عن الروح القدس بصيغة المؤنث قائلًا: " لماذا لم تظهر روح الرب لكل الناس؟ ولما خصَّت المعمدان بهذا الشرف وحده؟ "، وهذا خطأ لأن الروح القدس أقنوم إلهي، يتحدث عنه الإنجيل بصيغة المذكَّر. ثم من أين جاء الناقد بأن الروح القدس لم يظهر لجميع الواقفين في المكان الذي اعتمد فيه السيد المسيح؟! فالإنجيل لم ينفي الرؤية بالنسبة للحاضرين، حتى وأن قال الإنجيل عن يوحنا المعمدان: " فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَة" (مت 3: 16)، فليس معنى هذا أن الآخرين لم يبصروا روح اللَّه، إنما قصد الإنجيل أن يوضح ظهور العلامة التي أعطاها اللَّه للمعمدان، كقول يوحنا: " الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلًا وَمُسْتَقِرًّا عَلَيْهِ، فَهذَا هُوَ.." (يو 1: 33).
3ــ من قال أن نزول الروح القدس على المسيح يعني أنه منحه الألوهية؟! فنحن لم نقل هذا، إنما هذه بدعة ظهرت في الكنيسة حيث قال بعض الهراطقة أن العذراء مريم ولدت إنسانًا عاديًا، مجرد إنسان وليس إلهًا (مثل اعتقاد نسطور)، وفي وقت العماد حلَّ اللاهوت في هذا الإنسان وصاحَبه ورافقه، وعند آلامه وصلبه وموته فارقه اللاهوت. إذًا بحسب مفهومهم الخاطئ أن الذي مات على الصليب هو مجرد إنسان، ولم يدركوا أن الإنسان لا يمكن أن يفتدي البشرية في كل زمان ومكان. وتصدَّت الكنيسة لمثل هذه البدع وحرمتها، وعلمت أولادها أنه منذ اللحظة الأولى لتكوين الناسوت في أحشاء العذراء مريم، عندما قالت: " هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ " صار متحدًا باللاهوت، والكنيسة لا تكف عن تعليم أولادها في صلوات الليتورجيا: " إن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين" (صلاة الاعتراف في القداس الباسيلي) إذًا الروح القدس لم يحل على يسوع ليهبه اللاهوت، إنما حلَّ عليه ليمسحه للخدمة، وهذا ما تنبأ عنه قديمًا إشعياء النبي: " رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ.." (إش 61: 1).
4ــ يقول الناقد أن الروح القدس حلَّ على التلاميذ، وحلَّ على السبعين شيخًا الذين كانوا مع موسى، ولم يدَّعِ أحد منهم الألوهية، هذا صحيح، ونحن لم ندَّعي أن المسيح صار إلهًا لأن الروح القدس حلَّ عليه، فالروح القدس كما هو روح الآب (مت 10: 20) هو أيضًا روح الابن (غل 4: 6)، لم ينفصل ولن ينفصل قط عن الآب والابن، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. حلَّ على التلاميذ على شكل ألسنة نارية ليقدسهم ويطهرهم ويعلن عن رسالتهم النارية المملوءة حماسًا وغيرة نارية، وحلَّ على المسيح على شكل حمامة، فهو القدوس الطاهر الكامل وحده، ليمسحه للخدمة فيقوم بوظيفته كملك وكاهن ونبي.
5ــ هَدَفَ الناقد سواء عن جهل أو عن قصد إلى تشويش الإيمان المسيحي أمام العامة، فخلط الحابل بالنابل، واختلق بدعًا وهرطقات ونسبها للمسيحية، فانظر مثلًا إلى كم الأخطاء الجسيمة التي أودعها في سؤال واحد من تساؤلاته وهو س300 - البهريز جـ 4 ص342، 343:
أ - قال الناقد: " فإن كان الآب والابن والروح القدس في إتحاد دائم لا ينفك مطلقًا كان الآب والروح القدس متجسّدة في الابن من وقت أن كان حيوانًا منويًا في رحم أمه"، فيخلط بين التثليث وبين التجسُّد، وينسب التجسد للروح القدس متحدثًا عنه بصيغة المؤنث، ثم يتنكر لعقيدته التي تعلمه أن السيد المسيح وُلِد من العذراء القديسة مريم بدون زرع بشر، فيقول عنه وقت أن كان حيوانًا منويًا في رحم أمه.
ب - قال الناقد: " أثناء تعميد يسوع في نهر الأردن ليتطهر من ذنوبه " رغم أن عقيدته تعلمه أن سُمي المسيح لأنه مُسح من العيوب والأوزار، ولم يذكر له القرآن خطأ واحد، ويسوع المسيح بحسب إيماننا القويم هو الإله المتجسد، فمن يجرؤ أن ينسب للَّه الذنوب؟!!.
جـ - قال الناقد: " إن الإله كان على شاطئ الأردن (والروح القدس داخله). إذًا التي ظهرت كانت روح الشيطان الذي توعده عند لوقا بعد أن فكَّ أسره، وتركه إلى حين (لو 4: 1 - 13) فهيَ قد كانت روحًا شريرة إدَّعت الألوهية "، وهذه هيَ بلا شك إدعاءات شيطانية، لأنه في عماد السيد المسيح ظهر لنا الثالوث القدوس بأجلى بيان، فسمعنا صوت الآب من السماء والابن قائم في الماء والروح القدس على شكل حمامة مستقرًا على الابن، فما علاقة هذا بروح الشيطان؟!. وما هو الدليل الكتابي الإنجيلي الذي فهم منه الناقد أن الحمامة التي ظهرت هيَ روح شريرة إدَّعت الألوهية؟!!. ومن قال أن الشيطان في التجربة على الجبل أسر السيد المسيح ثم فك أسره إلى حين؟! هل قرأ الناقد ما جاء في (لو 4: 1 - 13)؟.. هل فهم منه أن الشيطان انتصر على المسيح وجعله ينساق خلف آراءه؟!!.. لماذا لم يقر بنصرة المسيح على الشيطان في التجارب الثلاث التي وجهها الشيطان للمسيح؟! لماذا لم يعترف أن الشيطان انصرف مخزّيًا عندما إنتهره رب المجد قائلًا: " اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ" (مت 4: 10)؟!!.. هل كان العقل الباطن للناقد منشغلًا بسحر لبيد بن الأعصم اليهودي للرسول لمدة ستة أشهر، حتى أنه كان يُخيَّل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله كما جاء في حديث البخاري رقم 3268 وحديث مسلم رقم 2189؟! ونحن لا ندهش من تخبط الناقد وتناقضه مع نفسه، فتارة يقول هنا في س300 أن الحمامة التي ظهرت هو روح الشيطان، وتارة أخرى في س331 يقول أن الحمامة التي ظهرت هيَ ملاك اللَّه: "س331... كما ظهرت روح اللَّه كحمامة، بينما كان الإله يعتمد في نهر الأردن، وعلى قانون الإيمان عندكم: أن الآب والابن والروح القدس آلهة متحدة، فلابد إذًا أن تكون الروح التي تجسدت في شكل حمامة هيَ ملاك اللَّه الذي أبلغ يسوع والمعمدان بنبوة يسوع !!" (البهريز جـ 4 ص374).. فهل إلى هذه الدرجة يخلط الناقد بين الشيطان وملاك اللَّه؟!!. ثم يختلق كذبًا أن قانون الإيمان عندنا ينص على أن الآب والابن والروح القدس آلهة متحدة !!!.. آه لو نظر فقط للعبارة الأولى في قانون الإيمان: " بالحقيقة نؤمن بإله واحد... " لأدرك الحقيقة !!!.
د - قال الناقد: " كيف تفسرون وجود هذه الروح التي تسمونها روح اللَّه في السماء، بينما كانت روح اللَّه متحدة في جسد يسوع ".. فالروح القدس هو روح اللَّه الذي يملأ كل زمان ومكان، وليس معنى ظهوره في شكل حمامة أنه صار متحيّزًا محصورًا في هيئة الحمامة، وبالمثل السيد المسيح في تجسّده، لم يحصر جسده اللاهوت ويحيّزه داخله، فهو بلاهوته مالئ كل زمان ومكان مع الآب والروح القدس، وبناسوته خاضع للمقاييس البشرية، فإن وُجِد في مكان فأنه لا يوجد في غيره، وبناسوته أيضًا يجوع ويعطش ويتعب وينام ويتألم ويموت... أيضًا تصوّير الروح القدس على أنها متحدة في جسد يسوع تصوير خاطئ، لأن الابن في تجسّده إتخذ جسدًا بشريًا وأيضًا روحًا بشرية، وعندما قال أبوليناريوس أن السيد المسيح لم يأخذ روحًا بشرية لأن فيه الروح القدس حرمته الكنيسة.
هـ- قال الناقد: " كيف تفسّرون اتحاد الآب والابن والروح القدس في ضوء انفصال اللاهوت عن الناسوت وقت التعميد ووقت الصلب".. الثالوث الذي نؤمن به ببساطة شديدة أن اللَّه واحد، ووحدانية اللَّه ليست وحدانية مصمدة صلدة، بل هيَ وحدانية جامعة، فيها الأبوة (الآب) والبنوة (الابن) والانبثاق (الروح القدس). الآب في الابن والابن في الآب والروح القدس هو روح الآب والابن. لم ينفصل أي أقنوم عن الأقنومين الأخرين قط، فالروح القدس في الابن لم ينفصل عنه، حتى وإن ظهر على شكل حمامة وقت العماد إلاَّ أنه في نفس الوقت هو في الابن والابن فيه، والقول باللاهوت والناسوت يخص الابن في تجسده، وعند موت المسيح على الصليب لم يفارق الروح القدس الابن المصلوب، إنما فارقت الروح البشرية للسيد المسيح جسده البشري، وظل اللاهوت متحدًا بكل منهما، وفي لحظة القيامة وحَّد اللاهوت الروح البشرية مع الجسد البشري وقام المسيح منتصرًا على الموت. أما الناقد فكعادته هو وأخوته من النُقَّاد خلط الحابل بالنابل، فيختلقون أوهامًا وبدعًا وهرطقات وكل هدفهم هدم ونقض الإيمان المسيحي، متغافلين قول السيد المسيح أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها.
_____
(413) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 2 ص 150، 151.
(414) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 2 ص243.
(415) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 4 ص373، 374.
(416) الإنجيل بحسب القديس متى ص183.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/225.html
تقصير الرابط:
tak.la/5b6t6b7