St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

224- ماذا يقصد السيد المسيح بقوله ليوحنا: " اسْمَحِ الآنَ لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ" (مت 3: 15)؟ فهل المسيح الإله كان ينقصه البر الذي يريد أن يكمله هنا؟

 

س224: ماذا يقصد السيد المسيح بقوله ليوحنا: " اسْمَحِ الآنَ لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ" (مت 3: 15)؟ فهل المسيح الإله كان ينقصه البر الذي يريد أن يكمله هنا؟

St-Takla.org                     Divider     فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

St-Takla.org Image: Icon of the Baptism of Jesus Christ by Saint John the Baptist at the River Jordan, and we can see the Holy Spirit and an angel. By Michel Demian, 1987, Coptic icon - from St. Reweiss Church, Abbassia, Cairo, Egypt - October 2011 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org. صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة معمودية السيد المسيح بيد يوحنا المعمدان في نهر الأردن، ويظهر ملاك بجانبه، والروح القدس، رسم الفنان ميشيل ديميان، 1987 م. - فن قبطي - من صور كنيسة الأنبا رويس، بالكاتدرائية بالعباسية، القاهرة، مصر - أكتوبر 2011 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org Image: Icon of the Baptism of Jesus Christ by Saint John the Baptist at the River Jordan, and we can see the Holy Spirit and an angel. By Michel Demian, 1987, Coptic icon - from St. Reweiss Church, Abbassia, Cairo, Egypt - October 2011 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة معمودية السيد المسيح بيد يوحنا المعمدان في نهر الأردن، ويظهر ملاك بجانبه، والروح القدس، رسم الفنان ميشيل ديميان، 1987 م. - فن قبطي - من صور كنيسة الأنبا رويس، بالكاتدرائية بالعباسية، القاهرة، مصر - أكتوبر 2011 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

ج: 1ــ " اسْمَحِ الآنَ... ما أعظم هذا الاتضاع!!.. السيد الرب يستسمح العبد لكيما يباشر عمله، والعبد يتصاغر جدًا جدًا أمام المسيح الوديع المتواضع القلب (مت 11: 29)، والعبد يقوى أن يرفع يده على رأس سيده ويعمده، والسيد يشجعه لكيما يُعمّـده قائلًا له: " لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ ".. وهل القدوس البار وحده ينقصه أي بر يحتاج أن يُكمِله؟!.. بالقطع لا، ولكن القدوس البار هنا في وضع النائب عن البشرية التي دنستها الخطايا والآثام، وبالتالي فهو يكمل البر للبشرية، إذ يُخضِع نفسه لمطالب الناموس والشريعة والوصايا، فما دامت معمودية يوحنا من اللَّه، وهيَ تهدف إلى توبة جماعية لشعب اللَّه، كان لابد أن السيد المسيح يتمّمها نيابة عن البشر، وقد اعتاد رجال اللَّه الأتقياء مشاركة الخطاة توبتهم وتذللهم، فهكذا فعل دانيال النبي في أرض السبي: " فَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَى اللهِ السَّيِّدِ طَالِبًا بِالصَّلاَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ بِالصَّوْمِ وَالْمَسْحِ وَالرَّمَادِ... أَخْطَأْنَا وَأَثِمْنَا وَعَمِلْنَا الشَّرَّ وَتَمَرَّدْنَا وَحِدْنَا عَنْ وَصَايَاكَ... لَكَ يَاسَيِّدُ الْبِرُّ أَمَّا لَنَا فَخِزْيُ الْوُجُوه" (دا 9: 3 - 19) وهكذا فعل عزرا الكاهن (عز 9: 5 - 15)، وأيضًا نحميا (نح 1: 4 - 11).

وقد اعتاد القديس متى على استخدام كلمة " بر" (مت 5: 6، 10، 20، 6: 33)، وهو تعبير عن تتميم مشيئة اللَّه وإرادته، فالذي يتمم مشيئة اللَّه هو إنسان بار، وبر الإنسان المسيحي لابد أن يزيد عن بر الكتبة والفريسيين (مت 5: 20).

 

2ــ يقول "باسل أتكنسون" Basil F. C. Atkinson: " أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ": كانت معموديته خطوة لابد من أخذها حتى يتمّم غرض اللَّه الصالح بأكمله، ومع أنه لم يحتاج إلى توبة ولم تكن عنده خطايا ليعترف بها، فقد أخذ يسوع بخضوعه للمعمودية مكان الخاطئ. إن هذا العمل الرمزي كان صورة للمعمودية العظمى (الصبغة) (انظر مت 20: 22) التي كان عليه أن يجوزها على الجلجثة حيث كان مزمعًا أن يتمم قصد اللَّه في إرساله إلى العالم بأخذ مكان الخاطئ" (411).

 

3ــ يقول "متى هنري": " كيف يصر المسيح على إتمام الأمر " اسْمَحِ الآنَ ". لم ينكر أن يوحنا " محتاج يعتمد " منه، ومع ذلك أراد أن يعتمد من يوحنا الآن. " اسْمَحِ الآنَ ".. أن المسيح " الآنَ " في حالة الإتضاع لقد " أخلى نفسه آخذًا صورة عبد ". إنه لم يصر " في شبه الناس " فقط بل " صار في شبه جسد الخطية "، ولذلك فليعتمد " الآن " من يوحنا، كما لو كان في حاجة أن يغتسل مع أنه طاهر طهارة مُطلّقة، وهكذا " صار خطية لأجلنا " مع أنه " لم يعرف خطية "..

" لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ ": (ملاحظتان):

(الأولى) إن كل ما عمله المسيح من أجلنا كان في غاية " اللياقة " والمناسبة (عب 2: 10، 7: 26).

(الثانية) إن الرب يسوع المسيح رأى أنه يليق به " أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ" (كما يراه بعض المفسّرين) أن يعترف بكل الفرائض الإلهيَّة، ويظهر استعداده للسير حسب كل الوصايا الإلهيَّة...

لقد أكمل المسيح بر الناموس الطقسي الذي ينحصر في " غسلات مختلفة" (عب 9: 10)، وهكذا زكى طقس المعمودية للكنيسة، وألبسها تاج الكرامة والمجد، وأظهر ما قصده لها من مقام سام.

لقد لاق بالمسيح أن يخضع للاغتسال بالماء من يد يوحنا، لأن هذا الطقس كان ترتيبًا إلهيًّا، ولكنه لاق به أن يقاوم تقليد الفريسيين الخاص بالاغتسال بالماء، لأنه كان من اختراع البشر وحدهم، ولقد برر تلاميذه لرفضهم الخضوع لهذا التقليد" (412).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(411) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 5 ص21.

(412) ترجمة القمص مرقس داود - تفسير الكتاب المقدَّس - تفسير إنجيل متى جـ 1 ص75 - 77.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/224.html

تقصير الرابط:
tak.la/ap63bhg