س169: هل زربابل بن شالتيئيل كما جاء في إنجيل متى: "وَشَأَلْتِئِيلُ وَلَدَ زَرُبَّابِلَ" (مت 1: 12)، وإنجيل لوقا: " زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِيئِيلَ" (لو 3: 27)، وكذلك (عز 3: 2، 5: 2، نح 12: 1، حج 1: 1)، أم أنه ابن فدايا كما جاء في أخبار الأيام: " وَابْنَا فَدَايَا زَرُبَّابِلُ وَشِمْعِي" (1 أي 3: 19)؟
(راجع السيد سلامة غنمي - التوراة والأناجيل بين التناقض والأساطير ص368).
كما جاء في "موقع ابن مريم": "هنا نجد أن التعارض عنيف وواضح بين نصوص العهد القديم في هذه النقطة... والسؤال: على أي أساس قام متى بالاختيار؟؟!!. على أساس أغلبية الأصوات؟؟!!. وللنصارى هنا تعليل بارد: أنهم يعلقون ردهم على أن الشريعة اليهودية تأمر من مات ولم يكن لهم أبناء يدخل أخوه على زوجة الميت ليحيي نسلًا باسم أخيه، وعلى هذا يكون زربابل ابنًا لأحد الرجلين (فدايا وشالتيئيل) حسب الشريعة وابنًا للأخر حسب الطبيعة..!!.. نجد هذا التشريع في سفر التثنية (تث 5: 5، 6)، والواقع أن هذا النص نفسه يُكذّب النصارى في تبريرهم... !!. إذ أنه يأمر بأن يُنسب الابن إلى رجل واحد هو الأخ المتوفي... !! لا أن ينتقل نسبه بين رجلين مختلفين!!".
ج: 1ــ هناك ثلاث احتمالات لهذه الإشكالية:
الاحتمال الأول: إن زربابل بن فدايا بن شالتيئيل، فنسب عزرا ونحميا وحجي زربابل إلى جده شالتيئيل، لعله كان أكثر شهرة، وهذا ما اعتاد عليه اليهود كما رأينا من قبل، فمثلًا لابان بن بتوئيل بن ناحور (تك 24: 47)، ومع هذا نسبه يعقوب لجده قائلًا " لاَبَانَ ابْنَ نَاحُورَ" (تك 29: 5)، ومعكة ابنة ثامار ابنة أبشالوم دُعيت "مَعْكَةُ ابْنَةُ أَبْشَالُومَ" (1 مل 15: 1، 2).
(راجع مدارس النقد - عهد قديم - جـ 10 س1287، وراجع أيضًا الدكتور القس منيس عبد النور - شبهات وهمية حول الكتاب المقدَّس ص 276).
الاحتمال الثاني: أن شالتيئيل مات دون أن ينجب، فتزوج أخوه فدايا بأرملته طبقًا لأحكام الشريعة، وأنجب منها زربابل.
الاحتمال الثالث: أن شالتيئيل لم ينجب، فتبنى زربابل ابن أخيه فدايا.
وجاء في "دائرة المعارف الكتابية" عن زربابل: "من كان أبوه؟ فهو يُذكَر دائمًا على أنه "زربابل بن شالتيئيل" (حج 1: 1، 12، 14، 2: 2، 23، مت 1: 12، لو 3: 27)، ولكن في سفر أخبار الأيام الأول (1 أي 3: 19) نجد أن زربابل يُذكَر على أنه ابن فدايا أخي شالتيئيل. ويبدو أن شالتيئيل مات دون أن يخلّف ولدًا، فتزوج أخوه فدايا بأرملته وأنجب منها زربابل الذي يُنسَب - حسب الشريعة - للأخ الميت (تث 25: 5 - 10). وفي الحالتين فزربابل من نسل الملك داود، ولهذا ورد اسمه في نسب الرب يسوع. كما يرى البعض أن من المحتمل أن شالتيئيل إذ وجد نفسه عقيمًا، تبنى زربابل ابن أخيه" (168).
2ــ النص الذي جاء في سفر التثنية لا يكذّبنا في شيء، فقد جاء فيه عن الابن المولود من أرملة الزوج أنه يُنسَب للزوج الذي مات دون أن ينجب: " وَالْبِكْرُ الَّذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ الْمَيْتِ، لِئَلاَّ يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيلَ" (تث 25: 6) أي يُدعى شرعًا بِاسم الزوج الذي مات ولم ينجبه، ولكن مع هذا فإنك لن تجد في النص أي تحريم من نسبة هذا المولود لأبيه الطبيعي، فلم يقل الكتاب المقدَّس أن مثل هذا الابن يجحد أبيه الطبيعي ويقطع صلته به، بل أن الأب الطبيعي هو الذي يربيه ويصرف عليه ويرعاه كأب حقيقي له، وتكرُّمًا منه ومحبة لأخيه المتوفي وتنفيذًا لأوامر الشريعة يسمح أن يُنسَب ابنه هذا الذي من لحمه ودمه إلى أخيه المتوفي. ولأنه من الطبيعي أن يُنسَب المولود لأبيه الطبيعي، لذلك لم يذكر الكتاب هذه البنوة الطبيعية المعروفة، بل ذكر ما هو غير طبيعي، أي النسب الشرعي، حيث يُنسَب المولود لرجل ليس بأبيه، فقط لكيما يحفظ اسمه فلا يُمحى من إسرائيل.
_____
(168) دائرة المعارف الكتابية جـ 8 ص215.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/169.html
تقصير الرابط:
tak.la/zfvacz6