والآن وبعد أن ملَّت نفوسنا الحديث عن الزوان الذي زرعه عدو الخير..
عن تلك السنارة العقلية التي إصطاد بها إبليس كثيرين لطريق الموت الأبدي..
عن تلك السموم التي زرعها في عقول الكثيرين إن كل كائن جاء للحياة بواسطة التطوُّر عن طريق الصدفة.. إذًا لا خالق، ولا هدف من ذي الحياة، ولا أمل في حياة أبدية، ولا خلود.. فلماذا الحياة إذًا؟!!
تلك الأمور السلبية، التي ما خضتُ فيها إلاَّ من أجل صغار النفوس لئلا يسقطوا في حبائلها..
والآن دعنا يا صديقي نأتي إلى جبل الله وإعلاناته..
دعنا نلتزم السكون في الحضرة الإلهية..
دعنا نُسكت ألسنتنا، لتحلق أفكارنا عالية مع الملائكة الأطهار. نرسل التسبيح اللائق بالله العظيم المخوف الخالق الجالس على عرش مجده..
دعنا نتأمل ولو قليلًا في أعماله المدهشة..
" ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صُنعت" (مز 104: 24).
لنجلس ولو لمرة واحدة نحاكي أبائنا القديسين الذين طالما جلسوا يتحدثون بعظائم الله..
هذا هو موضوع هذا الفصل المبارك من هذا الباب المُتعِب، مع رجاء الرجوع إلى ما سبق أن ذُكر في الجزء الأول من هذه السلسلة حول " الأدلة الدامغة على ضلال مدرسة الإلحاديين ص 27 - 67، وأيضًا إلى عظمة الخالق التي وقفنا أمامها في خشوع شديد بالباب الأول من هذا الكتاب.
إلى هنا أعاننا الرب، وإلى اللقاء يا صديقي في الجزء الرابع لنرد على القائلين بأن سفر التكوين أُخذ من أساطير الأولين، ونُجيب على عشرات الأسئلة التي أُثيرت في هذا السفر، راجيًا أن تذكرني وذاك العمل في صلواتك، ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.
الإسكندرية في 8 ديسمبر 2006م
29 هاتور 1723 ش
عيد استشهاد بابانا الحبيب
الأنبا بطرس خاتم الشهداء
← ملاحظة: ورد أسماء كثير من المراجع في الحواشي، وحيث أن الكتاب القادم يُكمّل هذا الكتاب، فيما يخص سفر التكوين، فإن شاءت نعمة الرب وعشنا، سيتم ذكر مراجع الكتابين معًا دفعة واحدة في الكتاب القادم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/index3bf.html
تقصير الرابط:
tak.la/xf8ajh4