ج: 1- قال يشوع النبي " وكان غبَّ أيام كثيرة بعدما أراح الرب إسرائيل من أعدائهم حواليهم أن يشوع شاخ. تقدم في الأيام" (يش 23: 1) وهنا يتحدث السفر عن الراحة الجسدية من الأعداء الجسديين، وهذه الراحة الجسدية كانت مجرد رمز للراحة الروحية التي حققها يسوع المسيح له المجد بموته على الصليب، إذ رفع عن كاهل الإنسان حكم الموت الأبدي وفتح أمامه باب الملكوت، وهذا ما أوضحه معلمنا بولس الرسول عندما قال " لأنه لو كان يشوع قد أراحهم لما تكلَّم بعد ذلك عن يوم آخر. إذًا بقيت راحة لشعب الله" (عب 4: 8، 9) فلم تكن راحة بني إسرائيل في أرض كنعان هي الراحة الحقيقية النهائية الروحية، إنما هي مجرد رمز لراحتنا التي تحققت بالفداء على الصليب وتكتمل عندما نصل إلى بيت الآب في الملكوت السمائي أورشليم السمائية، حيث يتم الخلاص من جميع الأعداء، جسديين وروحيين، ولا سيما من عدو كل خير الذي يُطرح في بحيرة النار والكبريت.
2- يقول " القس غبريال رزق الله": "أن يشوع ولو أنه أدخل إسرائيل إلى أرض كنعان، لكنه لم يرحهم. وبعبارة أخرى أن الإسرائيليين الذين دخلوا إلى أرض كنعان لم يجدوا فيها راحة. وآية راحة يجدونها في أرض يسكنها الأعداء الذين بيدهم كثيرًا ما بيعوا عبيدًا. أرض فيها حروبها الداخلية وغزواتها الخارجية أرض هي مسرح ارتداد وعصيان شرهما يفوق شر ارتداد وعصيان القفر. فلا عجب إذا كانت أرضًا تقذف سكانها وتلقي بهم إلى قرار عبودية السبي الأليم. إن أرض كنعان لم تكن هي الراحة المقصودة لأن داود يتكلم عن راحة أخرى، وأنه لو كان يشوع قد أراحهم لما تكلم داود عن يوم راحة آخر، وإن الوعد بالراحة لا يزال موضوع التبشير، وإن وعد الله لا بُد أن يتم للمؤمنين الذين يدخلون الراحة"(1).
_____
(1) شرح الرسالة إلى العبرانيين ص 180، 181.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/968.html
تقصير الرابط:
tak.la/4brpwa4