ج: 1- عندما حدَّد يشوع حدود سبط نفتالي حدَّد من الجنوب زبولون ومن الغرب أشير ومن الشرق يهوذا الأردن فقال " ووصل إلى زبولون جنوبًا ووصل إلى أشير غربًا وإلى يهوذا الأردن نحو شروق الشمس" (يش 19: 34) مع أن سبط يهوذا ملك في الجنوب، ولكن عندما نعلم أن أحد الأشخاص المنتسبين لسبط يهوذا وهو يائير قد ملك ستين مدينة في شرق الأردن وهي " حوُّوث يائير"، ومعناها " قرى أو مخيمات يائير " وكانت عبارة عن مجموعة قرى غير مسوَّرة في شرقي الأردن في كورة أرجوب على تخوم جلعاد وباشان حيث تختلط الحدود. وقد {أعطى موسى جلعاد لماكير بن منسى فسكن فيها. وذهب يائير بن منسى وأخذ مزارعها ودعاهن حوُّوث يائير} (عد 32: 41)"(1).
وهنا نفهم المعنى، فقول يشوع عن حدود نفتالي " وإلى يهوذا الأردن نحو شروق الشمس " لم يقصد بها حدود سبط يهوذا، لأن سبط يهوذا سكن في الجنوب، ولكنه يقصد بها "حوُّوث يائير" التي نُسبت إلى يهوذا لأن مالكها من سبط يهوذا، وهو يائير بن سجوب بن حصرون بن فارص بن يهوذا (1 أي 2: 18 - 22).
2- كان نصيب يهوذا الأساسي في جنوب أرض الموعد كقول السفر " وكانت القرعة لسبط بني يهوذا... نحو الجنوب أقصى التيمن. وكان تخمهم الجنوبي أقصى بحر الملح من اللسان المتوجه نحو الجنوب. وخرج إلى جنوب عقبة عفرييم وعبر إلى صين وصعد من جنوب قادش.." (يش 15: 1 - 3) وهذا لا يتعارض مع نسبة قرى " حوُّوث يائير " إلى سبط يهوذا رغم أنها تقع شرق الأردن في الشمال مقابل سبط نفتالي، فالقول بأن نصيب يهوذا في الجنوب هو من باب التغليب، والقول أن نصيب يهوذا شرق الأردن فيه إشارة إلى امتلاك يهوذا لمدن " حوُّوث يائير".
3- يقول " الدكتور القس منيس عبد النور": "دخل في حدود سبط يهوذا بعض مدن لم تكن مندرجة في حدوده، لأن الستين مدينة المسماة " حوُّوث يائير " التي كان واقفة على الجانب الشرقي من نهر الأردن مقابل نفتالي كانت معدودة في المدن التابعة ليهوذا، لأن يائير ملكها كان من ذرية يهوذا (1 أي 2: 4 - 22) ولذا قال في حدود نفتالي {وإلى يهوذا الأردن نحو شرق الشمس..}"(2).
4- جاءت قرى " حوُّوث يائير " من نصيب نصف سبط منسى الذي سكن شرق الأردن " وأعطى موسى لنصف سبط منسى... من محنابم كل باشان كل مملكة عوج ملك باشان وكل حوُّوث يائير التي في باشان ستين مدينة" (يش 13: 29، 30) وهنا ربما يتساءل القارئ الذكي: إن كان يائير من سبط يهوذا فلماذا نسبه الكتاب إلى سبط منسى " يائير بن منسى" (عد 32: 41) والحقيقة أن يائير من جهة الأب هو من سبط يهوذا (1 أي 27: 4 - 22) ومن جهة الأم هو من سبط منسى، وقد ورث ضمن سبط منسى، وجاء في دائرة المعارف الكتابية " وكلمة " ابن " هنا (في عبارة " يائير بن منسى ") قد تعني حفيدًا مباشرًا أو غير مباشر، فواضح من سفر أخبار الأيام (1 أي 2: 21، 22) أن حصرون بن فارص بن يهوذا تزوج بنت ماكير أبي جلعاد فولدت له سجوب، وسجوب ولد مائير، فهو حفيد ليهوذا من أبيه سجوب، وحفيد منسى عن أمه بنت ماكير. ونعلم أيضًا من سفر الأخبار أن جشور وآرام أخذوا حوُّوث يائير من بني ماكير، فكانت ملكيتها وكذلك عدد مدنها وقراها غير ثابتة في أوقات لم تكن الأحوال السياسية فيها مستقرة"(3)(4).
_____
(1) دائرة المعارف جـ 3 ص 195.
(2) شبهات وهمية ص 124، 125.
(3) راجع أيضًا مدارس النقد جـ 7 س850 حيث تمت الإجابة على هذا التساؤل بالتفصيل.
(4) دائرة المعارف الكتابية جـ 3 ص 195، 196.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/966.html
تقصير الرابط:
tak.la/p4wv3nj