St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

962- هل طرد كالب وعثنيئيل الكنعانيين منذ أيام يشوع (يش 15: 14-17) أم أن الله ترك الأمم ليمتحن بهم إسرائيل ولتعليمهم الحرب (قض 3: 1-4)؟(1) وكيف يتزوج عثنيئيل ابنة أخيه كالب (يش 15: 17) مخالفًا الشريعة (لا 18: 13، 14) وهو قاضي إسرائيل (قض 3: 9)؟(2)

 

St-Takla.org Image: Othniel (Judges 3:9) - Tissot - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909. صورة في موقع الأنبا تكلا: عثنيئيل (القضاة 3: 9) - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909 م.

St-Takla.org Image: Othniel (Judges 3:9) - Tissot - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909.

صورة في موقع الأنبا تكلا: عثنيئيل (القضاة 3: 9) - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909 م.

ج: 1- قال السفر " وطرد كالب من هناك بني عناق الثلاثة شيشاي وأخيمان وتلماي أولاد عناق... وقال كالب. من يضرب قرية سفر ويأخذها أعطيه عكسة ابنتيّ امرأة. فأخذها عثنيئيل بن قناز أخو كالب. فأعطاه عكسة ابنته امرأة" (يش 15: 14 - 17). وكل من بني عناق وسكان قرية سفر لا يمثلون كل الكنعانيين المتبقيين في أرض كنعان حينذاك، فاليبوسيون كانوا مازالوا في أورشليم مع بني يهوذا وبني بنيامين (راجع يش 15: 63، قض 1: 21) وكان للكنعانيين تواجد في جازر مع بني أفرايم (راجع يش 16: 10) وفي بعض المدن التي تخص سبط منسى مثل بيت شان وتعنك ودور ويبلعام ومجدَّو (راجع قض 1: 27) وأيضًا كان للكنعانيين تواجد في وسط سبط زبولون (راجع قض 1: 30) وكذلك تواجد الكنعانيون مع بني أشير (راجع قض 1: 31، 32) وفي وسط سبط نفتالي كان للكنعانيين تواجد (راجع قض 1: 33).. إلخ وتواجد الأموريون وسط سبط جاد (راجع قض 1: 34 - 36) والجشوريون والمعكيون سكنوا في وسط إسرائيل (راجع يش 13: 13) كما أوضح السفر تواجد الفلسطينيين وغيرهم في أرض كنعان " فهؤلاء هم الأمم الذين تركهم الرب ليمتحن بهم إسرائيل... أقطاب الفلسطينيين الخمسة وجميع الكنعانيين والصيدونيين والحويين سكان جبل لبنان من جبل بعل حرمون إلى مدخل حماة.." (قض 3: 1 - 4). إذًا اختصار القول أن كالب طرد بني عناق وقضى عليهم في حبرون، وعثنيئيل امتلك قرية سفرْ وطرد سكانها، ومع هذا فإنه كان هناك تواجد واسع للكنعانيين والفلسطينيين والأموريين والصيدونيين والجشوريين والمعكيين في أماكن عديدة.

 

2- كانت قرية سفرْ تمثل حصنًا لبني عناق وتقع على تل مرتفع، فقال كالب من يضرب هذه القرية يعطيه ابنته زوجة، وهذا تصرف حكيم إذ أراد كالب أن يزوج ابنته لرجل شجاع قوي، وهذا ما انطبق على عثنيئيل الذي استولى على المدينة، وغيَّر اسمها من قرية سفرْ إلى " دبير " أي " تدبير " أو " نطق". وقد صار عثنيئيل فيما بعد قاضيًا لإسرائيل. أما بالنسبة لقرابة عثنيئيل لكالب فهناك ثلاث احتمالات الأول: أن يكون قناز أبو عثنيئيل هو أخو كالب، أي أن عثنيئيل تزوج بابنة عمه، والاحتمال الثاني: أن تكون هذه الأخوة مجازية مثلما قال إبراهيم عن لوط أنه أخيه مع أنه ابن أخيه، والاحتمال الثالث: أن يكون عثنيئيل أخو كالب الصغير قد تزوج من ابنة أخيه الأكبر كالب، ويبدو أن هذا الأمر كان يلاقي قبولًا في إسرائيل.

ويقول " القمص تادرس يعقوب": "لقد سأل كالب... إن كان أحد يضرب قرية سفرْ (الكتاب) ويأخذها، فأنه يقدم له ابنته عكسة امرأة، وقد قام أخوه عثنيئيل بن قناز بذلك، فأخذ قرية سفرْ التي صارت " دبير " أي " نطق " أو " تدبير " فتزوج بعكسة"(3).

ويقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "هناك ثلاثة آراء بهذا الشأن:

(أ) إما أن يكون عثنيئيل أخًا لكالب بالفعل وتزوج بابنة أخيه، وكان الزواج بابنة الأخ مرغوبًا فيه عند الكثيرين من اليهود، وكانوا يعتبرونه عملًا طيبًا يثنيهم الله عليه، ولا يزالون يفعلون هذا لليوم، وقد فسر علماؤهم قول إشعياء النبي (حينئذ تدعو فيجيب الرب أش 58: 9) بأن هذا الوعد لمن لا يتغاضى عن قريبه، ولمن يتزوج ابنة أخيه، وللذي يقرض المسكين في وقت حاجته، وقد ذكر سفر القضاة أن عثنيئيل هو (أخو كالب الأصغر قض 3: 9).

(ب) وإما أن تكون أخوة عثنيئيل لكالب أخوة مجازية بمعنى القرابة، لأن القريب كان يُدعى أخًا، مثلما دعا إبراهيم لوط أخًا له (تك 13: 8) ومثلما دعا لابان يعقوب أخًا (تك 59: 15) ومثلما دُعي أولاد خالة الرب يسوع بالجسد أخوة له (مت 13: 55، 27: 56).

(ج) أما الرأي الثالث فهو أن النص العبري (أخو كالب) يمكن أن يُترجم أيضًا إلى (أخي كالب) بجر كلمة أخي وأعتبارها بدلًا من (قناز) وقد جاءت هكذا فعلًا في بعض الترجمات، وبها يكون (قناز) والد عثنيئيل، أخًا لكالب، ويكون عثنيئيل قد تزوج ابنة عمه.

مع أن كثير من المفسرين يُرجح الرأي الأول"(4).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) البهريز جـ 1 س 374.

(2) راجع محمد قاسم - التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 306.

(3) تفسير سفر يشوع ص 184.

(4) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر يشوع ص 240، 241.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/962.html

تقصير الرابط:
tak.la/mwxtf86