يقول " ناجح المعموري": "كما أن حماس القائد يشوع لإجراء الختان، لحشود " العبران " بحجر الصوان يعني شكلًا من أشكال التقدمة الغفيرة إلى الإله يهوه، قبل زحفه نحو فلسطين، واجتياحه لمدينة أريحا، وبهذا الفعل قدم يشوع فرصة لنا للتعامل مع دمويته وشخصيته المدمرة وذلك من خلال معرفته للإله اليهودي المهووس بالدماء والأضاحي البشرية، ولهذا استطاع يشوع العزف على الوتر الحساس في شخصية هذا الإله الصحراوي الجاف، فقدم له مئات الأضاحي التي اختزلت كل الجسد بجزء منه وهو الغرلة، التي هي تضحية وقرينة وبهذا الفعل استمال يشوع الإله اليهودي بالدماء والأوجاع وبعدها زحف نحو أريحا"(1).
وادَّعى " ليوتاكسل " أن عملية الختان الجماعية هذه قد أجريت لمليونين من الذكور من عدد الشعب البالغ نحو أربعة ملايين، ويصف هذه العملية بأنها مجزرة، فيقول " فليتخيل القارئ الكريم أي كمية من جلود قضبان ذكور اليهود قُطعت بأمر يشوع؟ حتى أن التوراة أطلقت على المكان الذي وقعت فيه تلك المجزرة اسم "تل القلف" (يش 5: 3)"(2).
ج: 1- يتحدث " ناجح المعموري " بطريقة غير لائقة على الله واصفًا إياه بالإله اليهودي، وهل يا أخ ناجح الإله اليهودي هو إله آخر غير الله الذي تؤمن به؟ وهل يشير القرآن -من قريب أو من بعيد- إلى أن اليهود كانوا يعبدون إلهًا آخر غير الله ذاته؟!
ألم يؤكد القرآن أن الإله الذي عبده اليهود هو هو إله إبراهيم " وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب" (سورة النساء 163)..؟! " قولوا آمنا بالله وما أُنزل إلينا وما أُنزل إلى إبراهيم" (سورة البقرة 136) وألم يؤكد القرآن أيضًا أن اليهود عبدوا رب موسى الذي قال في القرآن " وقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل" (البقرة 87).. " وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون" (سورة البقرة 53).. " قبل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورًا وهدى للناس" (سورة الأنعام 91).. " وكلم الله موسى تكليمًا" (سورة النساء 164).. " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون" (سورة الأعراف 159)؟!
فإن كان هذا إيمانك يا أخ ناجح فلماذا تغاير عقيدتك..؟! وهل من أجل الهجوم على الكتاب المقدَّس تتغافل ما تؤمن به؟!!
2- يعتبر " ناجح المعموري " أن الختان تضحية للإله المهووس بالدماء، فلماذا تمارسون أنتم الختان لليوم؟ هل تمارسونه أيضًا ترضية للإله المهووس بالدماء؟!
3- وصف " ناجح المعموري " الإله اليهودي بأن مُغرم بالأضاحي البشرية والدماء والأوجاع، وهذا وصف ليس حقيقي فحسب بل أنه ضد الحق... لماذا؟ لأن الله نهى في الكتاب المقدَّس بعهديه عن الذبائح البشرية تمامًا " لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو ابنته في النار" (تث 18: 10) " ولا تعطِ من زرعك للإجازة لمولك لئلا تدنس اسم الرب إلهك" (لا 18: 21) بل أن من أقوى الأسباب التي دفعت الله للحكم بفناء هذه الشعوب هو تقديمهم ذبائح بشرية، وشدَّد الله على شعبه قائلًا " لا تعمل هكذا للرب إلهك لأنهم قد عملوا لآلهتهم كل رجس لدى الرب مما يكرهه إذ أحرقوا حتى بنيهم وبناتهم بالنار لآلهتهم" (تث 12: 31).. تأمل، فإن الله ينظر لهذه الضحايا البشرية على أنها رجس ومكرهة تدنس اسمه المبارك، بينما يغير " ناجح المعموري " الحقائق ويصف الله بأنه دموي مُغرم بالأضاحي البشرية... عجبًا ثم عجبًا ثم عجبًا.
4- مارست بعض الشعوب الختان على أنه علامة على بلوغ سن النضج الجنسي أما بنو إسرائيل فقد مارسوه ليس من هذا المنطلق، لأنهم كانوا يختنون الطفل في اليوم الثامن لولادته، إنما مارسوه على أنه علامة عهد مع الله "وأما الذكر الأغلف الذي لا يُختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها. أنه قد نكث عهدي" (تك 17: 14).
_____
(1) أقنعة التوراة ص 141.
(2) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 314.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/924.html
تقصير الرابط:
tak.la/cz3pjzk