ويقول " ناجح المعموري": "أن الزمن الذي أجرى فيه يشوع الختان الجماعي " للعبران " الذين عطلوا هذا الطقس، هو زمن كانت فيه الحضارة قد بلغت مرحلة رقيها في محيط كنعان ومصر والعراق وآسيا الصغرى، وقد حصل استعمال للبرونز في الصناعات. لكننا نجد يشوع وقد أجرى الختن بحجر الصوان. وهذا يثير سؤالًا حساسًا ولا بد لقرائتنا من أن تجد تأويلًا لذلك... حسبنا أن نحلل مختلف القيم الدينية المُضفاة على الحجارة حتى ندرك أن الحجارة بما هي تجليات قدسية، قابلة لأن تبين للناس، تكشف لهم عن القوة والصلابة والديمومة"(1).
ج: 1- لم يأتِ استخدام سكاكين الصوان من منطلق تقديس الحجر قط، إنما كانت هذه السكاكين تستخدم في ذبح الماشية وأيضًا في عملية الختان، ولا ننسى أن صفورة ختنت ابنها هكذا " فأخذت صفورة صوَّانة وقطعت غرلة إبنها" (خر 4: 25) علاوة على ذلك فإن استخدام مثل هذه السكاكين الصوَّان قد جاء بناء على أمر إلهي " قال الرب ليشوع أصنع لنفسك سكاكين من صوان وعد فاختن بني إسرائيل ثانية. فصنع يشوع سكاكين من صوان وختن بني إسرائيل في تل القلف".
2- كانت سكاكين الصوان أفضل من السكاكين الحديد، لأنها لا تسبب التهابات، وعندما أكتشف " كاران " مقبرة يشوع بن نون في تمنة سارح، تلك المقبرة التي تميزَّت بإتقان مبناها وبالرواق الكائن أمامها، والثقوب التي كانت توجد في جدران الرواق وقد عُملت خصيصًا لوضع مصابيح مضاءة فيها وقت زيارة الأحياء للمدفن، وَجَدَ في المدفن عدد كبير من السكاكين الصوان التي استخدمت في ختان بني إسرائيل، ويقول " المطران يوسف الدبس": "وقد أنبأنا الكتاب أنه هناك (في تمنة سارح) أقام يشوع ومات ودُفن، فإذًا هذا المدفن مدفنه... إن الأب ريشار... وُجد في محلة الجلجال كثيرًا من السكاكين الصوَّانية التي خَتَنَ بها يشوع بني إسرائيل هناك... ثم مضى إلى مدفن تبنة (مدفن يشوع بتمنة سارح) بعد أن أعلمه كاران أمره، فبحث ووجد كثيرًا من هذه السكاكين الصوَّانية في المدن وفي ما جاوره"(2).
_____
(1) أقنعة التوراة ص 141، 142.
(2) تاريخ الشعوب المشرقيَّة في الدين والسياسة والاجتماع جـ 2 ص 191، 192.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/925.html
تقصير الرابط:
tak.la/fz6f7pa