يقول فولتير " ما الذي أرغم بن نون على اللجوء إلى خدمات هذه التاعسة (راحاب) إذا كان الله قال بلسانه، أنه سيساعده. ألم يكن واثقًا من أنه سيقاتل معه؟ لقد كان يشوع على رأس جيش جبار تعداده 000 600 مسلح، اختار منهم 000 40 لاقتحام أريحا"(1).
ج: 1- في حالة الحرب يجوز للقائد أن يرسل جواسيس ليتعرَّف على قوة العدو وتحصيناته وقوة جيشه، كما يجوز استخدام الكمائن والحيل الحربية والدهاء والخداع... إلخ.
2- سبق موسى وأرسل جواسيس لأرض الموعد ولم يغضب الله من هذا العمل، فقد كان الاقتراح بإرسال جواسيس من تفكير الشعب والله وافق عليه، ولهذا " كلم الرب موسى قائلًا أرسل رجالًا ليتجسَّسوا أرض كنعان التي أن معطيها لبني إسرائيل. رجل واحد لكل سبط" (عد 13: 1، 2) وكان من هؤلاء الجواسيس يشوع بن نون نفسه. إذًا الله لا يعترض على أعمال الجاسوسية مادام شعبه في حالة حرب مقدَّسة وصراع مع شعوب الأرض التي صعدت شرورها إلى عنان السماء.
3- فعل يشوع هذا بصفته قائدًا حربيًا على وشك الدخول في حروب مع هذه الشعوب لامتلاك أرضهم، فلم يكن من الحكمة أن يقتحم يشوع بلادًا لا يعرف عنها شيئًا، ولا يعرف مدى قوة الجيوش التي سيلاقيها. كما أن استخدام الحكمة البشرية لا يتعارض أبدًا مع الاعتماد على المعونة الإلهيَّة، وجاء في كتاب "غوامض العهد القديم": "مما هو ظاهر لا يحتاج إلى دليل أن يشوع حين أرسل هؤلاء الجواسيس عمل ذلك كقائد حربي ماهر استعمل خبرته العسكرية في تدبير شئون الحرب كما يتصرف كل قائد في الحرب دون أقل إشارة إلى أنه عمل ذلك بإرشاد إلهي خاص. وليس من ينكر بأن استعمال الفطنة البشرية مع الاعتماد التام على عناية الله ليس من الأمور المُصرح بها فقط بل هي من ألزم الواجبات علينا، وكان يجب على يشوع وهو قائد حرب أن لا يتورط في الدخول إلى بلاد غريبة معادية لا يعرف عنها شيئًا قبل أن يقف على دخيلتها ويفهم أحوال سكانها"(2).
_____
(1) أورده ليوتاكسل - التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 213.
(2) الغوامض المتعلقة بالمبادئ العمومية الأدبية الواردة في العهدين القديم والجديد جـ1 ص 46.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/917.html
تقصير الرابط:
tak.la/93afqxv