يقول ناجح المعموري " والعلاقة التي تكوَّنت بشكل آني (أي في الآن) وسريع بين الزانية راحاب والرجلين ما هي إلاَّ واحدة من أكاذيب وتزويرات التوراة الموضوعة بهدف أو مجموع أهداف"(1).
ج: 1- كتابنا المقدَّس صادق وأمين منزَّه عن أية أكاذيب أو تزويرات لأن " كل الكتاب هو مُوحى به من الله" (2 تي 3: 16) فهو معصوم من أية أكاذيب في مجمله وأيضًا في كافة تفصيلاته لأنه " لا يمكن أن الله يكذب" (عب 6: 18) وإن جاز لي أن أخاطب الأخ ناجح بلغته، فأنني أقول له: لو كان الكتاب المقدَّس يحوي أكاذيب وافتراءات وتزويرات، فكيف شهد له القرآن -الذي تؤمن بعصمته- مرارًا وتكرارًا..؟! هل شهد القرآن شهادة باطلة كاذبة بأن هذا الكتاب هو نور وهدى ومُرشد صادق ويجب الأخذ بأحكامه... إلخ وهو ليس كذلك..؟!! وإن كان القرآن قد شهد شهادة باطلة فكيف تثق فيه وتؤمن به..؟! يا ليتك يا صاحب تبحث عن النصوص القرآنية العديدة التي تشهد للكتاب المقدَّس، بل وتُشيّد بكلمات الله التي من المستحيل تبديلها، وإلاَّ لنسبنا لله صاحب الكتاب الضعف والعجز وعدم القدرة على حماية كتابه، أو أقول لك يا أخ ناجح: لا تتعب نفسك في البحث والتنقيب، يكفيك أن تطالع ما كتبناه بالتفصيل في الرد على مدعيّ التحريف(2).
2- الحجة التي أعتمد عليها ناجح المعموري في تكذيب قصة الجاسوسين وهي العلاقة الودية التي نشأت سريعًا بين راحاب والجاسوسين، هي حجة واهية، لأن الكتاب المقدَّس قد أوضح دوافع هذه العلاقة.
أ - سمعت راحاب عن كل الأعاجيب التي صنعها الله مع شعبه، ووعوده الصادقة لشعبه بامتلاك أرض كنعان، وصدقتها " وقالت للرجلين علمت أن الرب قد أعطاكم الأرض وأن رعبكم قد وقع علينا وأن جميع سكان الأرض ذابوا من أجلكم. لأننا قد سمعنا كيف يبَّس الربُّ مياه بحر سوف قدامكم عند خروجكم من مصر وما عملتموه بملكي الأموريين.." (يش 2: 9، 10).
ب- آمنت راحاب بإله إسرائيل وشهدت له قائلة: "لأن الرب إلهكم هو الله في السماء من فوق وعلى الأرض من تحت" (يش 2: 11) فها هي تشهد ليس للإله الحق فحسب، بل تشهد لقدرته غير المتناهية في السماء وعلى الأرض، وقد أدركت أن إله إسرائيل هو إله السماء والأرض.
ج- عرفت راحاب أنه في هذه المقابلة تكمن الفرصة الوحيدة لنجاتها هي وأبيها وأمها وأخوتها وأخواتها وكل ما لهم، ولذلك تمسكت بها بشدة، حتى أنها قالت للرجلين " فالآن، احلفا لي بالرب وأعطياني علامة أمانة. لأنه قد عملت معكما معروفًا. بأن تعملا أنتما أيضًا مع بيت أبي معروفًا. وتستحيّا أبي وأمي وأخوتي وأخواتي وكل مالهم وتخلصا أنفسنا من الموت" (يش 2: 12، 13).
_____
(1) أقنعة التوراة ص 154.
(2) راجع مدارس النقد جـ5 من س313 إلى س318.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/916.html
تقصير الرابط:
tak.la/kxy7jwk