St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

897- هل كتب موسى خبر وفاته (تث 34: 5)؟ وهل عرف أين دفنوه قبل أن يموت؟ وهل تأكد بعد مرور سنوات من وفاته أنه لم يعرف أحد قبره حتى الآن؟

 

يقول علاء أبو بكر " أليس هذا دليل عند كل العقلاء أن الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم لم يكتبها موسى؟ ألاَّ يدل قول النص السابق (ولم يعرف إنسان قبره حتى اليوم) أن هذه النصوص كُتبت فيما بعد بزمن، يسمح للكاتب أن يقول كلمة (إلى اليوم)؟(1)".

ويقول ابن حزم الأندلسي معلقًا على النص السابق " هذا آخر توراتهم، وتمامها، وهذا شاهد عدل، وبرهان تام، ودليل قاطع، وحجة صادقة في أن توراتهم مبدَّلة، وأنها تاريخ مؤلَف، كتبه لهم من تخرَّص بجهله، أو تعمَّد بفكره، وأنها غير مُنزَّلة من عند الله تعالى، إذ لا يمكن أن يكون هذا الفصل مُنزَّلًا على موسى في حياته.. وقوله {لم يعرف قبره آدمي إلى اليوم} بيان كاف لما ذكرنا، وأنه تاريخ أُلّف بعد دهر طويل ولا بد"(2).

ويقول ليوتاكسيل ساخرًا " تؤكد الكنيسة المسيحية والكنيسة اليهودية على حد سواء، أن " الأسفار الخمسة " هي من تأليف موسى، ويجب ألاَّ يظن أحد بأن أحدًا غير صهر يثرون كتبها.. لأن اللاهوتيين يؤكدون بعناد الحمير على أن موسى هو من كتب تلك الأسفار كلها، من أول سطر فيها إلى آخر كلمة من كلماتها، وأن الروح القدس " الحمامة " هو من لقنه إياها كلمة كلمة. إن الكتاب العادي، أي الكتاب البشري، ينتهي في مثل هذه الحال بصعود موسى إلى جبل نبو.. ولكن موسى كاتب " مقدس " لم يستطع أن يتركنا بهذه البساطة، ولذلك كرس الإصحاح الأخير من سفر التثنية ليخلد ذكرى وفاته ودفنه ويصف لنا حزن اليهود لموته، بل ولم ينسَ أن يمدح نفسه ببعض الكلمات.."(3).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Symbolic icon of God burying Moses (Deuteronomy 34: 5-6) - from: Chronicle of the World: Weltchronik (manuscript), by Rudolf von Ems, between 1350 and 1375. صورة في موقع الأنبا تكلا: رسم رمزي يصور الله يدفن موسى في مكان لا يعرفه أحد (الثنية 34: 5-6) - من مخطوط كتاب تاريخ العالم (ويلتكرونيك)، رودلف فون إمس، في الفترة ما بين 1350-1375 م.

St-Takla.org Image: Symbolic icon of God burying Moses (Deuteronomy 34: 5-6) - from: Chronicle of the World: Weltchronik (manuscript), by Rudolf von Ems, between 1350 and 1375.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رسم رمزي يصور الله يدفن موسى في مكان لا يعرفه أحد (الثنية 34: 5-6) - من مخطوط كتاب تاريخ العالم (ويلتكرونيك)، رودلف فون إمس، في الفترة ما بين 1350-1375 م.

ج: 1- كتب موسى النبي الأسفار الخمسة بالكامل باستثناء الإصحاح الأخير الذي حمل خبر موته، فهذا الجزء كتبه يشوع بن نون الذي كتب سفره التالي للتوراة مباشرة، وقد أضاف يشوع لسفر التثنية هذا الجزء الخاص بموت موسى، حتى تشمل التوراة كل حياة موسى من ولادته وحتى موته.

 

2- يرى البعض أن الإصحاحين الأخيرين (وليس الإصحاح الأول فقط) من وضع يشوع بن نون، وقد نطق موسى بالبركة للأسباط (تث 33) شفاهةً، فسجلها يشوع كتابةً، وأضاف إليها الإصحاح الأخير، فيقول نيافة المتنيح الأنبا إيسذورس " لم تكن أسفار الكتاب مُقسَّمة إلى فصول وإصحاحات كما هي عليه الآن، والتقسيم بدئ به منذ الجيل الثالث فقط، فالإصحاحان المذكوران كانا قديمًا ملازمين ومتلاحمين مع سفر يشوع لأنه هو الكاتب لهما بعد أن حلَّ محل معلمه وانسكبت روح النبوءة عليه"(4).

 

3- أي شخص يقرأ التوراة يتأكد أن موسى هو كاتبها، وذلك من خلال النصوص الواضحة التي توضح أمر الله لموسى بالكتابة، وطاعة موسى وكتابته للتوراة، ومن يدرس الكتاب المقدَّس يتأكد أن موسى هو كاتب الأسفار الخمسة الأولى بشهادة أنبياء العهد القديم، وشهادة رسل العهد الجديد، وفوق الكل شهادة السيد المسيح نفسه الذي أكد نسبة كل سفر من الأسفار الخمسة لموسى النبي، لأن موسى هو الكاتب، وقد سبق مناقشة هذا الموضوع بالتفصيل(5).

 

4- قول ليوتاكسل عن اللاهوتيين أنهم يؤكدون "بعناد الحمير" قول لا يليق، حتى أنني ترددت كثيرًا في كتابة هذا التعبير، والذي دفعني لذكره ليتأكد القارئ من مدى الحقد الذي يملأ قلوب مثل هؤلاء النُقَّاد. وأيضًا قوله عن الروح القدس روح الله القدوس بأنه الحمامة، ولا يقصد سوى الاستخفاف بالذات الإلهيَّة، فهذا يُعبّر عن عمى البصيرة الروحية لمثل هؤلاء النُقَّاد. كما أن قوله بأن الروح القدس لقن موسى  كلمة كلمة قول غير صحيح، لأننا لا نعترف بالوحي الميكانيكي الإملائي، فالروح القدس لا يلغي شخصية الكاتب، ولذلك فالكتاب المقدَّس هو كلمات الله التي عبرت بأذهان البشر فكُتبت بلغتهم وأقلامهم، وحملت أساليبهم وثقافتهم، وأيضًا نقول ولم يمدح موسى نفسه في الإصحاح الأخير من سفر التثنية إنما مدحه تلميذه يشوع الذي عايش أمانته ونزاهته وعدله.

 

5- يقول الأخ الإكليريكي ميلاد سعد عزيز(7) "هل أدرك موسى قبل موته أين سيدفن؟ نعم علم موسى قبل موته أين سيدفن، لأن الرب عندما تراءى له في خيمة الاجتماع في عمود السحاب أخبره بهذا " وكلَّم الرب موسى في نفس اليوم قائلًا. أصعد إلى جبل عباريم هذا جبل نبو الذي في أرض موآب.. ومُتْ في الجبل الذي تصعد عليه وأنضم إلى قومك كما مات هرون أخوك في جبل هور وضُمَّ إلى قومه" (تث 32: 48 - 50) فقد اعتاد النُقَّاد على طرح الأسئلة دون تروي، ولا يكلفون أنفسهم أقل مجهود لمطالعة النص موضع السؤال"(6).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) البهريز جـ1 س27.

(2) الفصل في الملل والأهواء والنحل ص 284، 285.

(3) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 208.

(4) مشكاة الطلاب في حل مشكلات الكتاب ص 86.

(5) فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد جـ 1 س 28.

(6) من أبحاث النقد الكتابي.

(7) إكليريكية شبين الكوم.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/897.html

تقصير الرابط:
tak.la/n3rgv9d