ويقول محمد قاسم " النسخة التي كتبها يشوع على الحجارة كانت بخط كبير واضح كما جاء في سفر التثنية 27: 8 {وتكتب على الحجارة جميع كلمات هذا الناموس نقشًا جيدًا} لذا يتفق العلماء الدارسين لتاريخ التوراة أن توراة موسى كانت أصغر بكثير من الأسفار الخمسة المتداولة، وأنها كانت تقتصر على الشريعة فقط"(1).
ويقول دكتور محمد عبد الله الشرقاوي " قد نقَش سفر موسى الأصلي كله بوضوح تام على حافة مذبح واحد (تث 27: 2 - 8) يتكون من اثنتي عشرة حَجَرةٍ، حسب عدد الأحبار. ومعنى ذلك: أن سفر موسى (الأصلي) كان -في حجمه- أقل بكثير من الأسفار الخمسة المتداولة... وهذا ما رمز إليه ابن عزرا بقوله {سر الاثنتي عشرة}"(2).
كما يقول دكتور محمد الشرقاوي " ويرى سبينوزا أن سفر توراة الله، الذي كتبه موسى كان صغير جدًا، لأن واضع التوراة الحالية ذكر أن موسى أعطاه للأحبار، ثم طلب قراءته أمام الشعب في أوقات معلومة، وهذا يدل على أنه كان أقل حجمًا بكثير من الأسفار الخمسة، إذ كان من الممكن قراءته كله في مجمع عام بحيث يفهمه الجميع. معنى ذلك: أن التوراة الأصلية ليست هي هذه الأسفار الحالية"(3).
وأيضًا يقول د. محمد عبد الله نقلًا عن أفكار رحمة الله الهندي " ما جاء في التوراة الحالية من إشارات وتصريحات يُفهم منها أن التوراة الموسوية الأصلية كانت وجيزة جدًا أمكن نقشها على أحجار المذبح (تث 27: 8) ولو كانت التوراة الأصلية عبارة عن هذه الأسفار الخمسة الحالية لما أمكن ذلك، وقد فصَّل هذه النقطة من قبل العلامة ابن حزم، والحبر ابن عزرا، وسبينوزا"(4).
ج: 1- ما قصده موسى أن يدوّن الشعب على الأحجار الوصايا العشر، والأقوال الأخيرة التي أوصى الله بها شعبه والتي تعتبر ملخص الشريعة، مثل الفقرات التي وردت في سفر التثنية (من تث 27: 15 إلى 29: 1)، (تث 30: 15 - 20).
ويقول القمص تادرس يعقوب " ماذا يُقصد بكلمات هذا الناموس؟ يرى البعض أنها اللعنات التي نُطق بها على جبل عيبال والتي وردت في هذا الإصحاح. ويرى آخرون أنها الفرائض والأحكام التي وردت في الإصحاحات 12 - 26 من سفر التثنية. ويرى فريق ثالث أنها الوصايا العشر التي تسلَّمها موسى النبي من الله على جبل سيناء. يرى آخرون أن الوصايا التي قدمها موسى وسجلت على الحجارة عددها 613(5)(6).
2- كان قصد موسى أن تكون هذه الوصايا أمام الشعب يراها الجميع، وأن تُنقش على الأحجار إشارة لثبات العهد بين الله والإنسان، مثلما " أخذ يعقوب حجرًا وأوقفه عمودًا" (تك 31: 45) فكان شاهدًا بينه وبين خاله لابان، وكانت عادة النقش على الأحجار معروفة لدى كثير من الشعوب، وقد عاش موسى في مصر ورأى المصريين كيف ينقشون تاريخهم على جدران المعابد، وأيضًا على المسلات.
3- كانت توراة موسى كما هي عليه الآن، لم يحدث قط أن أضاف إليها أحد، أو حذف منها، أو غيَّر في النصوص، وشاهد على هذا كثرة الأحداث التاريخية التي اقتبسها القرآن من الأسفار الخمسة مثل قصة الخلق، وخلق آدم من تراب، وقصة السقوط والطرد من الجنة، وقصص قايين وهابيل، ونوح والطوفان، وإبراهيم، وولادته إسماعيل، واستضافته للملائكة والتبشير بإسحق، وتقديمه ذبيحة وفداءه بكبش، وقصة لوط واستضافة الملائكة وفجور أهل سدوم وإهلاك المدينة، وقصة يوسف وأحلامه وحسد أخوته له، وخداع يعقوب، وبيعه ومجيئه إلى مصر واتهام زوجة فوطيفار له، وتفسير أحلام الساقي والخباز وفرعون مصر فهذه بعض الاقتباسات من سفر التكوين فقط، وقد ناقشنا هذا الموضوع بالتفصيل(7).
_____
(1) التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 294.
(2) نقد التوراة والأناجيل الأربعة بين انقطاع السند وتناقض المتن ص 73.
(3) المرجع السابق ص 82.
(4) المرجع السابق ص 128.
(5) Pulpit Commentary, Deuteronomy P. 419.
(6) تفسير سفر التثنية ص 505.
(7) فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد جـ5 س 320.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/888.html
تقصير الرابط:
tak.la/sqc2fqd