قال بعض النُقَّاد أن موسى لم يكتب مقدمة السفر لأن موسى يتكلم فيها بصيغة الغائب، وقال آخرون بل أن هناك ثمانية إصحاحات ليست من صلب السفر، إنما أضيفت إليه فيما بعد.
|
|
ج: 1- استخدم الكاتب صيغة الغائب " هذا هو الكلام الذي كلَّم به موسى جميع بني إسرائيل... كلَّم موسى بني إسرائيل... ابتدأ موسى يشرح هذه الشريعة قائلًا" (تث 1: 1 - 5) وهذا ليس بالأمر الشاذ، فقد اعتاد كتَّاب الأسفار المقدَّسة استخدام صيغة الغائب، ويكفي أن نذكر يوحنا الحبيب الذي كتب إنجيله وهو يشير لنفسه على أنه التلميذ الذي كان يسوع يحبه (يو 13: 23، 19: 26، 20: 2، 21: 7) ومعلمنا بولس الرسول في مقدمة كثير من رسائله يتكلم بصيغة الغائب " بولس عبد ليسوع المسيح" (رو 1: 1).. " بولس المدعو رسولًا ليسوع المسيح" (1 كو 1: 1).. " بولس رسول يسوع المسيح" (2 كو 1: 1) ويعقوب الرسول يقول " يعقوب عبد الله والرب يسوع المسيح" (يع 1: 1) وبطرس الرسول يقول " بطرس رسول ليسوع المسيح" (1 بط 1: 1).. " سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله" (2 بط 1: 1) وأيضًا يهوذا الرسول " يهوذا عبد يسوع المسيح وأخو يعقوب" (يه 1)(1).
2- بينما قال بعض النُقَّاد أن بعض الإصحاحات أُضيفت إلى السفر، بهدف إثبات أن السفر أُخذ من أكثر من مصدر، فإن البعض الآخر من النُقَّاد قالوا أن السفر دوَّنه شخص مجهول في القرن السابع الميلادي، وقال فريق ثالث بل أن أرميا النبي هو كاتب سفر التثنية، وهكذا تجد آراء عديدة متضاربة، وكل ناقد يكتب حسب تصوُّره، بينما تظهر في السفر وحدته الجوهرية وترابط إصحاحاته، فالسفر كله باستثناء الإصحاح الأخير هو من وضع موسى النبي، ويقول القمص تادرس يعقوب " حاول الدارسون فصل الإصحاحات 1 - 4، 27، 29 - 31 عن السفر، مدَّعين أن مصادر هذه الإصحاحات مختلفة عن بقية السفر. لكن من يدرس مفردات السفر وطابعه اللغوي يدرك ليس فقط وحدة هيكل السفر، بل يدرك وحدة قوية في طابعه اللغوي أيضًا، إذ يتسم السفر كله بالبساطة والوضوح وطابعه الوعظي"(2).
_____
(1) وقد سبق التعرض لهذا الموضوع فيرجى الرجوع إلى مدارس النقد جـ1 س31.
(2) تفسير سفر التثنية ص 26.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/841.html
تقصير الرابط:
tak.la/9p9nb6k
