ج: 1- أغرت بنات الموآبيين والمديانيين رجال بني إسرائيل وأسقطوهم في الخطية، فحلَّ الغضب الإلهي على شعبه إسرائيل، وأمات منهم بالوباء أربعة وعشرين ألفًا. ولذلك أوصى الله شعبه بمضايقة المديانيين، وخصهم بالذكر دون الموآبيين، لأنهم كانوا أقرب إلى بني إسرائيل، فهم من نسل إبراهيم، فكان يجب أن يتقوا إله إبراهيم ولا يسعون للإيقاع بأبناء إبراهيم، ولاسيما أنهم سمعوا بمعجزات الله العجيبة التي صنعها الله في أرض مصر من أجل شعبه.
2- الله عادل في أحكامه، وحرٌّ في خلائقه ليجازي كل واحد بحسب أعماله، فيرحم من يرحم ويتراءف على من يتراءف بحسب حكمته الإلهية. علاوة على هذا أوضح الله لموسى سبب عقابه للمديانيين فقال "ضايقوا المديانيين واضربوهم لأنهم ضايقوكم بمكايدهم التي كادوكم بها في أمر فغور وأمر كُزبي أختهم بنت رئيس لمديان التي قُتلت يوم الوباء" (عد 25: 17، 18).
3- يجب الأخذ في الاعتبار العصر الذي قيلت فيه هذه العبارة حيث كثر الشر واستشرى، فكانت الخطوة الأولى هي تحجيم الشر، أي مقابلة الشر بمثله وليس بأكثر منه، وفيما بعد سيأتي عصر النعمة حيث يسكن روح الله في الإنسان فيستطيع أن يقابل الشر بالخير.
4- يجب التمييز بين تعامل الأفراد معًا، وتعامل الدول معًا، فما يتسامح فيه الأفراد قد لا يصح أن تتسامح فيه الدولة حفاظًا على وحدة شعبها وكيانها، ولا يخفى على أحد أن المديانيين والموآبيين كانوا مصدر خطر على شعب بني إسرائيل، لذلك أوصى الرب شعبه بإجراء ضربة وقائية ضد المديانيين، كما حرم الموآبيين من الدخول إلى شعب الله إلاَّ في الجيل العاشر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/825.html
تقصير الرابط:
tak.la/k42354k