ويقول علاء أبو بكر " تُسرِف التوراة في استخدام كلمة " إلى الأبد " وخاصة في عهود الرب ووعوده (عد 25: 10 - 13) وهي مع ذلك لا تُنفَذ"(2)
ويقول محمد قاسم " تُسرِف التوراة في استخدام كلمة " إلى الأبد " ومع ذلك فإنها لا تُنفَذ في (عد 25: 10) نال فينحاس بن إليعازر بن هرون هو وذريته ميثاق الكهنوت إلى الأبد، وفي (1 صم 2: 30) يقول الرب لعالي الكاهن (وهو من نسل فينحاس) {إني قلت أن بيتك وبيت أبيك يسيرون أمامي إلى الأبد. والآن يقول الرب حاشا لي} ثم في (1 صم 3: 12 - 14) أقسم الرب أن يقضي على بيت عالي إلى الأبد، وأن لا يُكفَّر عن شر بيت عالي إلى الأبد. ومع ذلك فإننا نجد أن سلالة عالي مازالت في الكهانة حتى الجيل الخامس على الأقل"(3).
ج: 1- كلمة " إلى الأبد " في الكتاب المقدَّس تحمل معنيين، فإذا كانت تخص الأمور الأبدية، فهي تعني إلى الأبد، أما إن كانت تخص أمور زمنية فإنها تعني فترة محددة ولكنها طويلة نسبيًا، فمثلًا قال الكتاب عن العبد الذي يُفضّل البقاء في بيت سيده عن الحرية " فيخدمه إلى الأبد" (خر 21: 6) وواضح أن العبد لن يعيش إلى الأبد، وقالت حنة عن ابنها صموئيل "ليتراءى أمام الرب ويقيم هناك إلى الأبد" (1 صم 1: 22) وواضح أن حياة صموئيل محدودة، فإنه لن يعيش في هذه الأرض إلى الأبد... وهلم جرا...
2- عندما يقطع الله عهدًا مع الإنسان، فإن هذا العهد مشروط بطاعة الإنسان، فمثلًا عندما وعد الله شعبه بأرض كنعان، فمنح الوعد بها لإبراهيم أب الآباء (تك 18: 8) وأكده لإسحق (تك 6: 3) وليعقوب (تك 28: 13) وتمسك موسى بذات الوعد (خر 32: 13) فإن الوعد كان مشروطًا بطاعة الشعب، ولذلك أوصاهم الله قائلًا "فتحفظون جميع فرائضي وجميع أحكامي. وتعملونها لكي لا تقذفكم الأرض التي أنا آتٍ بكم إليها لتسكنوا فيها" (لا 20: 22) وعندما أخلف الشعب بشروط العهد وعبدوا الآلهة الغريبة لفظتهم الأرض وتعرضوا للسبي.
وهكذا حفظ الله عهد الكهنوت لفينحاس ونسله حتى عالي الكاهن، ولكن بسبب الانحراف الأخلاقي لحفنى وفينحاس ابني عالي الكاهن (1 صم 2: 22) توقف العهد مؤقتًا (2 صم 2: 27 - 36) إذ قُتل ابني عالي الكاهن، وهو سقط من على الكرسي فانكسرت رقبته ومات (1 صم 4: 11 - 18). وقد أوضح الله هذه الحقيقة في سفر أرميا فقال " تارة أتكلم على أمة وعلى مملكة بالقطع والهدم والإهلاك. فترجع تلك الأمة التي تكلمت عليها عن شرها فأندم على الشر الذي قصدت أن أصنعه بها. وتارة أتكلم على أمة وعلى مملكة بالبناء والغرس. فتفعل الشر في عيني فلا تسمع لصوتي فأندم عن الخير الذي قلت إني أحسن إليها به" (أر 18: 7 - 10).
لقد توقف عهد الله بالكهنوت لنسل فينحاس من أيام صموئيل النبي وحتى بداية مُلك سليمان، فكان رئيس الكهنة حينذاك أبياثار من نسل إيثامار بن هرون، فخلعه سليمان من رئاسة الكهنوت " وطرد سليمان أبياثار عن أن يكون كاهنًا للرب لإتمام كلام الرب الذي تكلم به على بيت عالي في شيلوه" (1 مل 2: 27) وولى سليمان صادوق بن أخيطوب من نسل فينحاس بن إليعازار بن هرون " وجعل الملك صادوق الكاهن مكان أبياثار" (1 مل 2: 35) وظل الكهنوت في نسل فينحاس حتى السبي، وكان عزرا الكاتب الماهر في شريعة الرب من نسل فينحاس، بل واستمر الكهنوت في نسل فينحاس حتى زوال الكهنوت اللاوي وخراب الهيكل على يد تيطس الروماني سنة 70م.(4).
_____
(1) راجع د. أحمد حجازي السقا - نقد التوراة ص 230.
(2) البهريز جـ1 س430.
(3) التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص419.
(4) راجع دائرة المعارف الكتابية جـ6 ص 144، 145.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/824.html
تقصير الرابط:
tak.la/dm36jym