ج: 1- أراد الله أن يُلقّن بلعام درسًا على لسان حيوان أعجم، وسمح الله لبلعام أن يضرب الحمار ثلاث دفعات قبل أن ينطق الحمار، وقبل أن يعلن الملاك عن نفسه لبلعام... لماذا؟ لكيما يقف بلعام أمام نفسه مدانًا ويشعر بخطئه، فعندما رأت الأتان ملاك الرب واقفًا في الطريق ومعه سيف مسلول جنحت عن الطريق، فضربها بلعام، وعندما وقف ملاك الرب في خندق للكروم زحمت الأتان الحائط وضغطت رجل بلعام فضربها ثانية، وفي المرة الثالثة وقف الملاك في ممر ضيق فربضت الأتان مكانها ولم تتحرك فضربها بلعام، ففتح الرب فمها، فقالت لبلعام ماذا صنعت بك حتى ضربتني الآن ثلاث دفعات... ألستُ أنا أتانك التي ركبت عليها منذ وجودك إلى هذا اليوم؟ هل تعودتُ أن أفعل بك هكذا؟! فكان درسًا قاسيًا لبلعام، يستوجب أن يعيد حساباته ويغير مساره، ولكن لم يفعل.
2- عندما تساءل الناقد: لماذا لم يلم الملاك بلعام بسبب ضربه للحمار؟ أظهر سطحية الناقد الذي لم يكلف نفسه حتى قراءة النص، لأن الكتاب سجل موآخذة الملاك لبلعام على هذا التصرف القاسي " فقال له ملاك الرب لماذا ضربتَ أتانك الآن ثلاث دفعات..؟ أبصرتني الأتان ومالت من قدامي الآن ثلاث دفعات، ولو لم تمل من قدامي لكنتُ الآن قد قتلتك واستبقيتها. فقال بلعام لملاك الرب أخطأت" (عد 22: 32 - 34) وبهذا علَّم الله البشرية الرأفة بالحيوان، وشعر بلعام بأنه قد أخطأ والحمار قد أصاب، فاعترف قائلًا "أخطأت".
3- تعمل جمعيات الرفق بالحيوان من منطلق شفقة الله على خليقته من حيوانات الأرض وطيور السماء، والكتاب المقدَّس هو الوحيد الذي أوصى بالراحة الأسبوعية للحيوان (خر 20: 10) بينما استخدمت بقية الشعوب الحيوانات بقسوة، وقد أمر الله بترك بقايا المحصول في الحقل لتأكلها وحوش البرية (خر 33: 11) كما أوصى بعدم حرث الأرض بواسطة ثور وحمار معًا (تث 22: 10) لاختلاف سرعتهما وقوتهما، فحتى لا ينهك القوي الضعيف، وأوصى الله بعدم كم الثور الدارس، بل يُسمح له بالأكل مما يدرسه (تث 25: 4).. إلخ فهل تجد مثل هذه الوصايا في كتاب آخر؟!
_____
(1) البهريز جـ1 س216.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/817.html
تقصير الرابط:
tak.la/3pnvjzw