ج: أثناء تجوال بني إسرائيل في البرية ارتحلوا من وادي أرنون إلى بلدة "بئر" وقد نُسبت إلى البئر التي قام رؤساء بني إسرائيل بحفرها بناء على إرشاد إلهي، حيث قال الرب لموسى " اجمع الشعب فأعطيهم ماء" (عد 21: 16) فجمع موسى رؤساء وشيوخ الشعب حول هذه البئر التي نبع منها الماء بغزارة، فترنموا قائلين " اصعدي أيتها البئر أجيبوا لها بئر حفرها رؤساء. حفرها شرفاء الشعب بصولجان. بعصيهم" (عد 21: 17، 18) ومعنى قولهم "اصعدي أيتها البئر" أي ليرتفع ماءك وليفض بقوة إلهيَّة، فوجود بئر في هذه الصحراء تفيض ماءًا يصلح للشرب يعد شبه معجزة، ومعنى قوله " أجيبوا لها " أي رنموا للرب الذي أفاض الماء في هذه الصحراء الجرداء. كما افتخر الشعب بهذه البئر التي حفرها رؤساء وشرفاء الشعب، ومعنى قوله " بصولجان. بعصيهم " فالصولجان هو قضيب المُلك والعصا هي عصا الرئاسة، فهؤلاء الرؤساء حفروا هذه البئر بإرشاد وسلطان إلهي (بصولجان) حفروها وهم الرؤساء، فعصى الرئاسة في أيديهم علامة رئاستهم، ومع أنهم الرؤساء إلاَّ أنهم تواضعوا وقاموا بهذا العمل البسيط، وهذا النشيد القصير الذي أنشده بني إسرائيل رغم قصره فإنه يحمل تمجيدًا لاسم الله، وافتخارا واعتزازًا بالرؤساء الذين أطاعوا الله وحفروا البئر في ذاك المكان الذي أشار إليه الرب، وربما كانت هذه البئر محفورة من قبل وطمستها الرمال واختفت معالمها فأرشدهم إليها الرب فطهروها من الرمال حتى فاضت مياهها، وفي النشيد لا توجد أية إشارة واضحة ولا خفية إلى أن هناك روحًا يسكن البئر، فما أورده الناقد هو مجرد خيال ووهم، بلا أي سند كتابي، ولم يكشف الناقد الدافع لتساؤله هذا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/814.html
تقصير الرابط:
tak.la/824k8w6