يقول دكتور محمد عبد الله الشرقاوي " يرى سبينوزا، طبقًا لإشارات الأسفار الحالية، أن موسى كتب بنفسه -بأمر الرب- سفرًا يُسمى " سفر حروب الرب " يحتوي على قصة الحرب ضد العماليق"(2).
ويقول دكتور أحمد حجازي السقا " يقول الكاتب (لسفر العدد) عن رحلات بني إسرائيل في سيناء {لذلك يقال في كتاب حروب الرب: واهب في سوفة وأودية أرنون} (عد 21: 14) قوله {كتاب حروب الرب} يدل على أن الكاتب ينقل عن كتاب اسمه {حروب الرب} وهذا يفيد أن موسى ليس الكاتب. وهذا الكتاب يتحدث عن حروب موسى مع العمالقة بدليل {فقال الرب لموسى: أكتب هذا تذكارًا في الكتاب وضعه في مسامع يشوع. فإني سوف أمحو ذكر عماليق من تحت السماء} (خر 17: 4) ويتحدث عن رحلات بني إسرائيل في سيناء مع موسى، وقتالهم لمن حولهم، وإن لم تكن هذه الرحلات مكتوبة في سفر حروب الرب، ففي أي كتاب تكون؟"(3).
وهل عبارة " كتاب حروب الرب " كانت في الحاشية فأدخلت إلى المتن كقول آدم كلارك؟
ج: 1- موضوع تعرُّض الكتاب المقدَّس للتحريف قُتل بحثًا(4)، وكذلك موضوع نفي نسبة التوراة لموسى النبي فقد بُحث باستفاضة(5).
2- كتاب "حروب الرب" كتاب تاريخي وليس كتابًا موُحى به من الله، فلم يكتبه موسى النبي (كقول سبينوزا) إنما هو كتاب سجل فيه المؤرخون وبعض الشعراء انتصارات بني إسرائيل، وعناية الله بهم في البرية، كما حدث في نصرتهم على عماليق (خر 17) وذكر الوحي اسم هذا الكتاب وغيره مثل سفر ياشر، كما أشار لحكم بعض القدماء، والهدف من هذا كله هو تشجيع الإنسان على البحث والتنقيب والقراءة، وقال موسى النبي " لذلك يقال في كتاب حروب الرب واهبُ في سوفة وأودية أرنون" (عد 21: 14) فقد استشهد موسى النبي بهذه العبارة التي ذكرت في هذا الكتاب، ومعنى قوله هذا، أن الرب كما صنع في بحر سوف (سوفة) ونصر شعبه على فرعون هكذا سيصنع في أودية أرنون، وأرنون تعتبر حدًا لبلاد موآب " أرنون هو تخم موآب" (عد 21: 13).
3- يقول أ. أ. مَكراي عن سفر حروب الرب " هذا كان غالبًا سفرًا شعريًا يمتدح أعمال الله في عنايته بشعبه في البرية. وفي قيادتهم سالمين إلى كنعان، ولا يعرف عنه شيء غير الإشارة المذكورة هنا، وربما كتبه موسى نفسه"(9).
4- يقول الأستاذ الباحث رمزي زكي " كان يوجد كتابان شعريان على الأقل أثناء كتابة أسفار العهد القديم، وهما كتاب "حروب الرب" و"سفر ياشر" (عد 21: 14، يش 10: 13) وكتاب " حروب الرب " هو مجرد سجل لبعض الحروب والأحداث كتبت بأسلوب شعري، ولم يتضمنه الكتاب المقدَّس، إنما أشار إليه فقط، وقد إندثر لأنه ليس من كتب الوحي"(6)(7).
5- يقول الدكتور القس منيس عبد النور " قال آدم كلارك الذي ينقل المعترض قوله " إختلفت الأقوال في هذا الكتاب " والقول الصحيح هو ما ذهب إليه العلامة "ليتفوت" إنه لما هزم موسى العمالقة دُوّن هذا الكتاب ليكون ذكرى لأولي الألباب، دستورًا ليشوع بن نون في سلوكه وتصرفاته في الحروب التي نشبت بعد ذلك على يده. وعلى كل حال فلم يُكتب " سفر حروب الرب " بوحي إلهي، ولم يُكلَّف موسى بتبليغه للناس، ولذا لم يُدرج مع الكتب القانونية. هذا ما قاله آدم كلارك"(8).
_____
(1) البهريز جـ 4 س309.
(2) نقد التوراة والأناجيل الأربعة بين انقطاع السند وتناقض المتن ص 81.
(3) نقد التوراة ص 94.
(4) ولك يا صديقي أن ترجع إلى مدارس النقد جـ6 من س313 إلى س318.
(5) ولك الرجوع إلى مدارس النقد جـ1 من س28 إلى س39.
(6) راجع كتاب الهداية جـ 1 ص 108، وقاموس الكتاب المقدَّس ص 760.
(7) من أبحاث النقد الكتابي.
(8) شبهات وهمية حول الكتاب المقدَّس ص93.
(9) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 1 ص389.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/813.html
تقصير الرابط:
tak.la/gr5t8sw