ج: 1- كما قلنا مرارًا وتكرارًا لا توجد توراتين ولا ثلاثة، عبرانية ويونانية وسامرية، لكن التوراة هي واحدة، وهي التي دونها موسى النبي باللغة العبرانية، وما تُدعى بالتوراة اليونانية أو السامرية هما في الحقيقة ترجمات للتوراة العبرانية، وجاء في التوراة العبرانية " وإذا ضربتم هتافًا ترتحل المحلات النازلة إلى الشرق، وإذا ضربتم هتافًا ثانية ترتحل المحلات النازلة إلى الجنوب. هتافًا يضربون لرحلاتهم" (عد 10: 5، 6) بينما الترجمة اليونانية أوضحت الموضوع بصورة أكثر، فجاء في الحاشية " إذا ضربتم هتافًا ثالثًا ترتحل المحلات النازلة إلى الغرب، وإذا ضربتم هتافًا رابعًا ترتحل المحلات النازلة إلى الشمال".
2- يقول الأرشيدياكون نجيب جرجس " فإذا هتفوا بالأبواق مرة واحدة (للمرة الأولى) كان معنى هذا أن ترتحل الأسباط النازلة شرقي خيمة الاجتماع وهي يهوذا ويساكر وزبولون (ص 2: 3 - 9).. وإذا هتفت الأبواق للمرة الثانية كان هذا إيذانًا للأسباط جنوبي الخيمة للارتحال، وكانت هذه الأسباط هي أسباط راوبين وشمعون وجاد... وقد ورد في الترجمة السبعينية كحاشية موضحة (فتضربون هتافًا ثالثًا فترتحل المحلات الضاربة بالبحر أي " في الغرب " وتضربون هتافًا رابعًا فترتحل المحلات النازلة شمالًا)"(2).
3- يقول الدكتور القس منيس عبد النور " عبارة الوحي الإلهي منزَّهة عن التكرار الممل والإيجاز المخل، فبعد أن ذكر النبي رحلاتهم إلى الشرق والجنوب قال عبارة تغني عن التكرار وهي " هتافًا يضربون لرحلاتهم. فاستغنى بهذه العبارة عن قوله {إذا ضربتم هتافًا ثالثة ترتحل المحلات النازلة إلى الغرب، وإذا ضربتم هتافًا رابعًا ترتحل المحلات النازلة إلى الشمال} وهي أمور بديهية لا تحتاج إلى مناقشة، ثم أن المعول عليه هو الأصل العبري. فإذا أضاف المترجم في اليونانية شيئًا فهو للتوضيح فقط، ولا يمس الأصل العبري في شيء"(3).
_____
(1) أحمد حجازي السقا - نقد التوراة ص 176.
(2) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر العدد ص 151.
(3) شبهات وهمية حول الكتاب المقدَّس ص 90.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/779.html
تقصير الرابط:
tak.la/46ygqzc