ج: 1- إلهنا ليس إله تشويش بل إله سلام، ولذلك نظم كيفية تعامل موسى كقائد على شعبه، وكان الشعب يحل في السهل وليس في المناطق الجبلية، فعندما يسمع الشعب صوت البوقين يضربان معًا يخرجون من خيامهم ويتجهون بقدر الإمكان نحو خيمة الاجتماع " فإذا ضربوا بهما يجتمع إليك كل الجماعة إلى باب خيمة الاجتماع" (عد 10: 3) ولاسيما أنه كان هناك حرمًا متسعًا جدًا لخيمة الاجتماع، فالمسافة بينها وبين أقرب خيمة للشعب سفر سبت أي نحو ألفي ذراع عبرانية أي نحو كيلومتر من كل اتجاه، إذًا فهناك مساحة متسعة حول خيمة الاجتماع " وإذا ضربوا بواحد يجتمع إليك الرؤساء رؤوس ألوف إسرائيل" (عد 10: 14) وفي هدوء البرية والصحراء المفتوحة يسري صوت البوق ولا عائق فيسمع معسكر بني إسرائيل الصوت، ثم أنه ليس هناك أي مانع من أن يمر العازر وإيثامار بين الخيام وهما يضربان بالبوقين. وحتى لو افترضنا جدلًا رغم كل هذا أن بعض الأطراف لم تسمع صوت البوق، فإن الذي سمع بلا شك سيبلغ من لم يسمع (والحاضر يُعلِم الغائب).
2- لماذا أمر الله موسى أن يصنع بوقين فقط وليس أكثر..؟ حدث هذا لأن الكهنة هم المكلفين بالضرب بالأبواق " وبنو هرون يضربون بالأبواق" (عد 10: 8) وحيث أنه كان هناك كاهنان فقط هما العازر وإيثامار، وكان أبيهما رئيسًا للكهنة، لذلك صنع موسى بوقين فقط، ولكن عندما تزايد عدد الكهنة تزايد عدد الأبواق، وعندما حاصر بنو إسرائيل مدينة أريحا كان هناك " سبعة كهنة يحملون أبواق الهتاف السبعة أمام التابوت" (يش 6: 4) وعندما أصعد داود النبي تابوت العهد من بيت عوبيد كان هناك سبعة من " الكهنة ينفخون بالأبواق أمام تابوت الله" (1 أي 15: 24) وعندما أصعد سليمان التابوت ووضعه في القدس اجتمع اللاويون " ومعهم من الكهنة مئة وعشرون ينفخون في الأبواق" (2 أي 5: 12).
3- يقول الأرشيدياكون نجيب جرجس " وقد كان الكهنة هم الذين يبوقون في الأبواق في الخدمات المقدَّسة وفي المواسم والأعياد ومعظم الظروف الطارئة... و(الضرب) في الأبواق معناه النفخ العادي المتقطع، أما (الهتاف) فمعناه النفخ العالي المتصل، وكانوا يضربون بها لأغراض خاصة كدعوة الجماعة أو الرؤساء، وفي رؤوس الشهور عند تقديم المحرقات والذبائح، وكما كانوا يهتفون بالأبواق في ظروف خاصة ولأغراض خاصة أيضًا كإعلان الشعب في البرية بالارتحال، أو في الذهاب إلى الحرب... كما كانوا يهتفون أيضًا في بعض الأعياد... أما في عيد الأبواق فكان الكهنة يبوقون من غروب الشمس من اليوم السابق للعيد إلى شروقها، ويقول المعلمون أنهم كانوا يبوقون ثلاثين مرة متوالية بل كان مصرحًا لكل أفراد الشعب أن يبوقوا في أنحاء البلاد إعلانًا عن العيد وابتهاجًا به"(1).
_____
(1) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر اللاويين ص 303، 304.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/778.html
تقصير الرابط:
tak.la/sn6bjrc