ج: 1- كان الإنسان اليهودي يلتزم بتقديم عشر المحاصيل وعشر الحيوانات للاويين " أن عشور بني إسرائيل التي يرفعونها للرب رفيعة قد أعطيتها للاويين نصيبًا" (عد 18: 24) ثم كان اللاويون يقدمون عشر هذا العشر للكهنة " وكلم الرب موسى قائلًا. واللاويون تكلمهم وتقول لهم. متى أخذتم من بني إسرائيل العشر... ترفعونه منه رفيعة الرب عُشرًا من العُشر... تعطون منها رفيعة الرب لهرون الكاهن" (عد 18: 25 - 28).
2- كان يمكن للإنسان بدلًا من أن يحمل المحاصيل للاويين يدفع قيمتها بالإضافة إلى خمس القيمة لئلا يبخس قيمتها " كل عشر الأرض من حبوب الأرض وأثمار الشجر فهو للرب. قدس للرب. وإن فك إنسان بعض عُشرَه يزيد خُمسَه عليه" (لا 27: 30، 31).
3- أما عُشر الحيوانات فيقدم للاويين ولا يمكن استبداله فهو لا يُفك " كل عُشر البقر والغنم فكل ما يعبر تحت العصا يكون العاشر قدسًا للرب. لا يُفحص أجيد هو أم ردئ ولا يبدله. وإن أبدله يكون هو وبديله قدسًا. لا يُفك" (لا 27: 32، 33) ومعنى ما يعبر تحت العصا أي يعد بالعصا تسعة والعاشر يكون ملكًا للرب، فكان الإنسان اليهودي يضع المواشي أو الأغنام في الحظيرة ويُخرجها من باب ضيق لا يسع إلاَّ لواحدة فقط بالعبور، فتمر أمامه طابورًا وفي يده عصا، فيدع تسعة حيوانات يعبرون والعاشر يعلّمه بعلامة حمراء، فيكون عشرًا للرب، وهذا العشر لا يستبدل ولا يُفك.
4- يقول أ. أ. تكراي " والعبارة الخاصة بحق اللاويين في العشور (عد 18: 21 - 24) ظُن أحيانًا أنها مناقضة لما جاء في (تث 14: 22 - 29)، وهذه ليست مناقضة، بل هي مجرد توسيع وتفصيل نتيجة لكون موسى قد ألقى خطاباته المدونة في التثنية على الشعب وهم على وشك دخول أرض الموعد، حيث يصير بُعد المسافة عن السكن مشكلة. كما أن التثنية تُدخل أيضًا موضوعًا جديدًا، هو كل التقدمات والذبائح التي للشعب نصيب في عشورها أمام الرب (تث 14: 22 - 29، قارن تث 12: 7، 17، 18) فالحض على أن لا ينسَ الشعب اللاويين بعد انتشار الأمة في كنعان (تث 12: 12، 18، 19، 14: 27، 29) لا يناقض بأية حال الترتيب المثالي الوارد في (عد 18: 21 - 24) الذي كان بطبيعة الحال سيصبح أعسر تنفيذًا بعد أن يتشتت الشعب في أرض الموعد منه والشعب نازلون معًا في البرية"(2).
5- كان الإنسان اليهودي بعد أن يقدم عشر المحاصيل والحيوانات للاويين، وهذا هو العشر الأول، كان يأخذ عشرًا ثانيًا من التسعة أعشار ليصنع به ولائم محبة أمام بيت الرب، ويُشرك في هذه الولائم الفقراء والمساكين واللاويين أيضًا، وهذه كانت تدعى بالعشور الثانية، وهي محور الحديث في (تث 14: 22 - 27).
6- يقول القمص تادرس يعقوب " توجد نوعان من العشور، الأولى تقدم للاويين، ومنها يُدفع نصيب الكهنة (عد 18: 24 - 28، نح 10: 37 - 38) وما تبقى يدفع منه العشور الثانية التي يأكلون منها أمام الرب في السنتين الأولى والثانية، أما عشور السنة الثالثة فتدفع للاويين والفقراء (تث 14: 28، 29)"(3).
7- يقول الأرشيدياكون نجيب جرجس " كانت العشور في شريعة موسى على درجتين: العشر الأول والعشر الثاني:
(أ) العشر الأول كان بتقديم العشر من كل شيء من البهائم ومحاصيل الأرض للاويين... وكانوا يأكلون من هذه العشور في أي مكان (عد 18: 21) وفي نفس الوقت كان على اللاويين بدورهم أن يقدموا للكهنة العشر من العشور التي أخذوها من الشعب، وكان الكهنة يأكلون هذه الأعشار في المكان المقدَّس أي في دار خيمة الاجتماع.
(ب) أما العشر الثاني فهو ما عُرف بعشر الفقراء، فكان على الشعب أن يخصصوا عشرًا من التسعة أعشار الباقية، لكي يأكلوا منه في احتفالات حبية جميلة مع اللاويين المغتربين ومع الفقراء واليتامى والأرامل والغرباء. وقد كان عليهم أن يحملوا هذه الأعشار إلى المكان الذي فيه بيت الرب... أما إذا طالت المسافة عليهم وصعب عليهم حمل الأعشار فكان لهم أن يبيعوها ويحملوا أثمانها ويشترون ما يروق لهم من الطعام والشراب في المكان الذي فيه بيت الرب... (تث 12: 5 - 19، 14: 22 - 29، 26: 12 - 15) وفي كل سنة ثالثة كانوا يعملون هذه الولائم في مدنهم وفي بيوتهم بدلًا من أن يعملوها عند الهيكل، ولعل الله قد صرح لهم بذلك حتى لا يُحرم المعجزة ومن لا يستطيعون السفر من المشاركة في هذه الاحتفالات المباركة ومعاينتها (تث 14: 28، 29)"(4).
8- ما جاء في سفر التثنية فهو يخص عشر المحاصيل وهذه يمكن أن تُفك (لا 27: 30، 31) بالإضافة للبكور، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فقال " وتأكل أمام الرب إلهك في المكان الذي يختاره ليحل اسمه فيه عشر حنطتك وخمرك وزيتك وأبكار بقرك وغنمك... ولكن إذا طال عليك الطريق حتى لا تقدر أن تحمله. إذا كان بعيد عليك المكان الذي يختاره الرب إلهك... فبعه بفضة وصر الفضة في يدك وأذهب إلى المكان الذي يختاره الرب إلهك. وأنفق الفضة في كل ما تشتهي نفسك... وأخرج أنت وبيتك. واللاوي الذي في أبوابك لا تتركه" (تث 14: 23 - 27).
_____
(1) الدكتور أحمد حجازي السقا - نقد التوراة ص 147، 148.
(2) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 1 ص 384.
(3) تفسير سفر التثنية ص 294.
(4) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر اللاويين ص 393.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/758.html
تقصير الرابط:
tak.la/ww5g6qv