St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

736- هل تُصاب الثياب (لا 13: 47-59) والجدران (لا 14: 34-47) بالبرص؟

 

ويقول علاء أبو بكر هل ينزل الوحي من السماء ليعلّم البشر غسيل الملابس؟ وكيف تطهرُ هذه الملابس بعد أن يحجزها الكاهن سبعة أيام دون غسيل؟ وهل يمكن أن تكون هذه الأحكام ربانية؟ وأين العقل والمنطق في هذه الأحكام؟(1)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- عندما كان يلاحظ الإنسان ظهور بقع ضاربة إلى الخضرة أو الحمرة في الثوب، كان يعرض هذا الثوب على الكاهن، فيحجز الكاهن الثوب لمدة سبعة أيام، فإذا رأى هذه البقع قد امتدت فيحرق الثوب، ولكن إن رأى الكاهن أن البقع ثابتة لم تمتد في الثوب فيأمر بغسل هذه البقع، ويحجز الثوب سبعة أيام أخرى، فإذا رأى الضربة قد زالت فيغسل الثوب ثانية ويُستخدَم، أما إذا وجد الكاهن لون البقع ثابت لم يتغير فيحرق الثوب بالنار، أما إن رأى لونها قد أكمد، فتفصل عن الثوب.

 

St-Takla.org Image: Leprosy conquered: Jesus heals the leper (Mark 1:40-45). by James Tissot, B9.29 - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909. صورة في موقع الأنبا تكلا: النصرة على البرص: معجزة شفاء الأبرص بواسطة السيد المسيح (مرقس 1: 40-45) - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909 م.

St-Takla.org Image: Leprosy conquered: Jesus heals the leper (Mark 1:40-45). by James Tissot, B9.29 - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909.

صورة في موقع الأنبا تكلا: النصرة على البرص: معجزة شفاء الأبرص بواسطة السيد المسيح (مرقس 1: 40-45) - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909 م.

2- وقال الكتاب المقدَّس " وأما الثوب فإذا كان فيه ضربة برص صوف أو ثوب كتان... أو في جلدٍ في كل مصنوع من الجلد" (لا 13: 47، 48) فالثياب كانت حينذاك تُصنع من منسوجات الصوف أو الكتان أو من الجلد، وكانت من الممكن أن تتعرض للتعفن، وتتسبب في أمراض لمن يرتديها، ونظرًا لندرة الثياب في الصحراء التي أمضى فيها بنو إسرائيل أربعين عامًا، لذلك لم يكن من السهل التخلص من الثوب واستبداله بآخر، وأيضًا حرص الله على صحة شعبه لذلك جعل الكاهن يحكم بناء على حالة الثوب، إذا كان من الممكن أن يُستخدم بعد غسله، أو يُحرق بالنار حتى لا تمتد العدوى لبقية الثياب.

 

3- الكلمة العبرية التي ترجمت إلى برص هنا تشمل أنواعًا كثيرة من الأمراض، وكذلك بعض أنواع الفطريات، فالبرص الذي كان يصيب الثياب هو نوع من العفن أو الفطر أو البكتريا الذي ينتشر سريعًا، ولذلك متى تأكد الكاهن من هذه الحقيقة كان يحكم على الفور بحرق مثل هذا الثوب حتى لا يؤثر على من يرتديه أو على بقية الثياب، ويُحرق الثوب لأن ما أصابه من فطر أو بكتيريا لن يختفي، بينما الإنسان يمكن أن يُشفى من برصه لذلك حكم الله بعزله بعيدًا حتى يتم شفاءه أو موته.

 

4- كانت المنازل تُبنى من الطوب اللبن المصنوع من الطين المخلوط بالتبن، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وكان الملاط يُستخدم للربط بين اللبنات، وهذا الطين كان يحتوي على بعض المواد العضوية مثل روث الحيوانات، ولذلك كان من الممكن أن تتعرَّض للتعفن، ولاسيما عند ارتفاع نسبة الرطوبة فيتغير لون الجدار إلى لون ضارب إلى الخُضرة أو الحُمرة، وحرصًا من الله على الأماكن التي يسكن فيها شبعه حذرهم من هذا الأمر، وجعل الكاهن هو الحكم في هذا الموضوع، فإذا ظهرت في بعض الجدران نُقر ضاربة إلى الخضرة أو الحمرة ومنظرها أعمق من الحائط يأمر الكاهن بتفريغ البيت من كل ما فيه وغلقه لمدة سبعة أيام، وبعد هذا يعاين المكان ثانية، فإذا رأى أن هذه الظاهرة امتدت واتسعت، فيأمر بترميم المكان المصاب بقلع الأحجار التي أصابها التعفن واستبدالها بحجارة سليمة " ويأخذ ترابًا آخر ويطين البيت " فلو عاد التعفن ثانية يأمر بهدم البيت، ونلاحظ هنا طول الأناة وعدم التسرع، فالله لا يريد أن يفقد أحد من شعبه منزله بدون مبرر.

 

5- يقول القمص تادرس يعقوب " قدم الله لليهود الشريعة الخاصة ببرص المنازل وهم بعد في البرية يسكنون الخيام، معلنًا اهتمامه حتى ببيوتهم التي لم يسكنوها بعد... هنا يقوم الكاهن بدور المهندس في عصر بدائي بالنسبة لليهود، ليطمئن على بيوت الشعب ولا تتعرض حياتهم للخطر. فإن شاهد إنسان في منزله ظهور آثار رطوبة أو نشع على الجدران تميل إلى الحمرة أو الخضرة، أو تكون مناطق أعمق من الجدار أي تآكلت يتدخل الكاهن... يلاحظ في هذا الطقس عدم تسرع الكاهن في الحكم حتى لا يفقد أحد منزله ويخسره إلاَّ بعد التأكد من خطورة الموقف.0 ولعل في هذا رمز لطول أناة الله معنا نحن مسكنه، فهو لا يحكم علينا بالهدم سريعًا بل يعطينا فرصة للتوبة"(2).

 

6- يقول الأخ الإكليريكي عزت عبده إبراهيم - إكليريكية طنطا عن برص الجدران " سبب هذه الضربة بعض الفطريات التي تهاجم المادة العضوية الموجودة في البلاط والطوب اللبن، وقد تكون الضربة بسبب طفح ملح الحائط (نترات كالسيوم) وإتحادها بالمادة الهيدروجينية، وقد تسبب هذه الضربة أضرارًا صحية للإنسان، لذلك جاء الحكم بعلاج هذا البيت أو هدمه حكمًا منطقيًا"(3).

 

7- جاء في كتاب السنن القويم " ضربة البرص: هذا الكلام يدل على أن هذا البرص لم يكن مرضًا عاديًا بل كان ضربة خارقة العادة من يد الله. وكانت الخطايا التي تجلب البرص كما عُرِف من أئمة الناموس في عصر المسيح عبادة الأوثان وتدنيس اسم الله والفجور والسرقة والنميمة والوشاية وشهادة الزور والقضاء الباطل والحنث وتعدي تخم الجار أو نقل حدوده واختراع المقاصد الخبيثة والمكايد وإلقاء العداوة والخصام بين الأخوة"(4).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) البهريز جـ 1 س 181، س486.

(2) تفسير سفر اللاويين ص 148.

(3) من أبحاث النقد الكتابي.

(4) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 2 ص 98.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/736.html

تقصير الرابط:
tak.la/66mc2ac