ج: الله روح بسيط، غير مركَّب، لا ينقسم ولا يتجزأ، ولا أثر للمادة فيه، لا يأكل ولا يشرب ولا يتزوج ولا يتناسل، وما ذكره الله في سفر اللاويين ما هو إلاَّ استخدام للغتنا البشرية للتعبير عن مغزى معين، فهذه التعبيرات البشرية جاءت لتعبر عن أهمية الذبائح، لذلك دعاها طعام وقود للرب، وكأن الله هو الذي يطلبها ويحتاج إليها، والحقيقة أن الإنسان هو الذي يحتاج لهذه الذبائح لأنها تُكفر عن خطاياه، وتربط حياته بالله القدوس فيصير مقدَّسًا في دم الذبيحة التي تشير إلى ذبيحة السيد المسيح على الصليب كفارة عن كل العالم وقد أراد الله أن يُرسخ أهمية هذه الذبائح لذلك قال عنها " يقربون وقائد طعام إلههم" (لا 21: 6) كما أوصى موسى النبي قائلًا "أوصِ بني إسرائيل وقل لهم قرباني طعامي مع وقائدي رائحة سروري تحرصون أن تقرّبوه لي في وقته" (عد 28: 2) والذبائح تُحرق على المذبح فتتصاعد رائحتها كرائحة بخور ذكي أمام الله فيقبلها ويرضى عن مُقدِمها، فالمذبح هو بمثابة مائدة الرب. ولذلك دُعيت القرابين التي تقدم عليه طعام الرب على سبيل المجاز، كما دُعي "خبز الوجوه" أيضًا أنه خبز الله " إذا كان رجل من نسلك في أجيالك فيه عيب فلا يتقدم ليقرّب خبز إلهه" (لا 21: 17) وقال الله عن تقدمات الذهب والفضة التي يقدمها الإنسان " لي الفضة ولي الذهب يقول رب الجنود" (حج 2: 8). وفي سفر المزامير يقول الرب " لي حيوان الوعر والبهائم على الجبال الألوف" (مز 50: 10).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/724.html
تقصير الرابط:
tak.la/y9t4zdn