ج: 1- أوصى الله قائلًا " وكل قربان من تقادمك بالملح تملحه ولا تُخل تقدمتك من ملح عهد إلهك على جميع قرابينك تقرب ملحًا" (لا 2: 13) وقال الرب لهارون عن جميع رفائع الأقداس (الذبائح) " ميثاق ملح دهريًا" (عد 18: 19) أي عهد وثيق لا يُنقض، وقال السيد المسيح " كل ذبيحة تُملَّح بملح" (مر 9: 49) فالملح يمنع فساد الذبيحة ويحميها من التعفن.
2- كان أكل الخبز والملح يُعد عهدًا أو علامة إخلاص وحفظ الود، وهذا ما عبَّر عنه أبيا ملك يهوذا لبني إسرائيل " أما لكم أن تعرفوا أن الرب إله إسرائيل أعطى الملك على إسرائيل لداود إلى الأبد ولبيته بعهد ملحٍ" (2 أخ 13: 5) وأيضًا عبرَّ عن عهد الملح هذا الذين تزمروا ضد إعادة تعمير أورشليم في رسالتهم للملك أحشويرس فقالوا " والآن بما أننا نأكل ملح دار الملك ولا يليق بنا أن نرى ضرر الملك لذلك أرسلنا فأعلمنا الملك" (عز 4: 14) وقيل أن العرب عندما كانوا يعقدون العهود كانوا يضعون ملحًا على صفحة السيف، ويلعق كل من المتعاهدين منه يسيرًا.
3- يقول الأخ الإكليريكي كيرلس دانيال عازر ميخائيل(1) " كانت كل التقدمات تُملح بملح (مر 9: 49) لأن:
أ - الملح يحفظ الأشياء من الفساد إشارة لحفظ العبادة نقية طاهرة بلا فساد.
ب- الملح الذي يحفظ الذبيحة إشارة لحفظ عهد الوفاء والمحبة بين الإنسان وخالقه، وبين الإنسان وأخيه.
جـ- الملح يجعل الطعام صالحًا ومستساغًا.
د - شبه السيد المسيح المؤمنين بالملح {أنتم ملح الأرض. ولكن إن فسد الملح بماذا يُملَّح. لا يصلح بعد لشئ إلاَّ لأن يطرح خارجًا ويُداس من الناس} (مت 5: 13) وقد قال لنا السيد المسيح {الملح جيد. ولكن إذا صار الملح بلا ملوحةٍ فبماذا تصلحونه. ليكن لكم في أنفسكم ملح وسالموا بعضكم بعضًا} (مر 9: 50) ويقول بولس الرسول {ليكن كلامكم كل حين بنعمةٍ مصلحًا بملحٍ} (كو 4: 6)"(2).
4- الأصل العبري لكلمة " مُحرَّقة " هو " عولاه " أي صعيدة، فإن ذبيحة المحرقة تُحرق على المذبح ويصعد دخانها إلى العلاء، فذبيحة المحرقة صعيدة يسر بها الله، ولذلك ارتبطت المحرقة بفعل " أصعد " كقول الكتاب عن نوح " وأصعد محرقات على المذبح" (تك 8: 20) وقال الرب " هناك تُصعد محرقاتك وهناك تعمل كل ما أنا أوصيك به" (تث 12: 14) ولم يعبّر الوحي عن إصعاد المحرقة بلفظ " شرفاه " أي الإحراق العادي مثل شيء الطوب (تك 11: 3) لكن الوحي أستخدم لفظ " فطير " وهو ما يعبّر عن إيقاد البخور، كما جاء في سفر الخروج " وتصعد مذبحًا لإيقاد البخور" (خر 30: 1)(3).
_____
(1) إكليريكية القديس أثناسيوس بدمنهور.
(2) من أبحاث النقد الكتابي.
(3) راجع الأرشيدياكون نجيب جرجس - تفسير الكتاب المقدَّس - سفر اللاويين ص 14، 17.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/723.html
تقصير الرابط:
tak.la/gddyr8v