![]() |
يقول زينون كوسيدوفسكي " ويمكن أن نجد في التوراة أمثلة أخرى من التأثير المصري. لنتذكر المشهد الذي غطى فيه موسى وجهه بحجاب وظهر على رأسه قرن علامة على قدسيته. لقد كان الكهنة المصريون يغطون وجوههم بخمار في لحظة معينة في ممارسة طقوسهم الدينية في المعبد أو عند قيامهم بالتنبؤ. أما الفرق بين بقايا طقس العجل أبيس المصري الذي ترك في نفوس الإسرائيليين آثارًا عميقة كما يدل مشهد العجل الذهبي التوراتي.."(1).
ج: عندما أقام
موسى أربعين يومًا في الحضرة الإلهية لم يأكل ولم
يشرب ولم ينقطع عن التواصل مع الله " وكان لما نزل من جبل
سيناء... لم يعلم أن جلد وجهه يلمع. فخافوا أن يقتربوا إليه"
(خر 34: 30) فإن كان الكهنة المصريون كانوا يغطون وجوههم
بخمار أثناء ممارسة طقوسهم الوثنية أو تنبؤهم، فإن
موسى النبي فعل
العكس، إذ كان يرفع البرقع عندما كان يدخل الخيمة، ويضع البرقع
عند لقائه مع الشعب، وإن كان الكهنة المصريون قد مارسوا هذه
العادة أي تغطية الوجه بالخمار، إلاَّ أن واحدًا منهم لم يفعل هذا
لأن وجهه يلمع. وأيضًا أقتصر البرقع في الحياة العامة على النساء
فقط دون الرجال، والدافع هنا أيضًا مختلف تمامًا،
فموسى كان يقصد
إخفاء لمعان وجهه، أما النسوة المصريات فكن يستخدمن البرقع لإخفاء
وجوهن كنوع من الحشمة. أما عن القرن الذي يظهر على الرأس، وكان
هذا أمرًا عاديًا بالنسبة لكهنة الإله أبيس
، فإن
موسى فلم يظهر
على رأسه قط مثل هذا القرن، وهوذا
الكتاب المقدَّس بطوله وعرضه،
وليخبرنا الكاتب في أي موضع ظهر
لموسى قرن ككهنة أبيس؟
_____
(1) الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 142، 143.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/713.html
تقصير الرابط:
tak.la/y6374mx