س668: هل عندما وردت وصية " لا تزن" (خر 20: 14) لم تذكر عقوبة المخالفة، ثم أستدرك الكهنة هذه الجزئية فأوردوا العقوبة في سفر التثنية " إذا وُجِد رجل مضطجعًا مع امرأة زوجة بعل يقتل الاثنان" (تث 12: 22)؟(1) ثم كيف يوصي الله قائلًا " لا تزن " ثم يقول " وأجمع كل الأمم على أورشليم للمحاربة فتؤخذ المدينة وتُنهب البيوت وتُفضح النساء" (زك 14: 12)؟
ج: 1- لم يكتب الكهنة ولا غيرهم التوراة إنما موسى النبي هو الذي كتب التوراة كما هي بصورتها الحالية، وقد أورد موسى النبي الوصايا العشر في سفر الخروج بصورة مختصرة عبارة عن أوامر ونواهي. أما في سفر التثنية فقد أورد موسى النبي هذه الوصايا (تث 5) ثم تعرض للوصايا والفرائض والأحكام بشيء من التفصيل، وهذا يكمل ذاك، فليست التوراة فقط بل الكتاب المقدَّس كله وحدة واحدة يكمل بعضه البعض الآخر.
2- أوصى الله شعبه ليس بعدم الزنى فقط، بل أوصاه بحياة القداسة الجسدية والفكرية والروحية، قائلًا " إني أنا الرب إلهكم فتتقدَّسون وتكونون قديسين لأني أنا قدوس" (لا 11: 44) ولكن عندما أخطأ الشعب ورفض طاعة الوصية، حتى أنه عبد الأصنام، ضاربًا بعرض الحائط نداءات التوبة من خلال الأنبياء مرارًا وتكرارًا، فحق عليهم العقاب. وتنبأ زكريا النبي عن خراب أورشليم وما سيحل بها من مآسي نتيجة ظلمها للسيد المسيح الذي بلا خطية وحده، كما تنبأ إشعياء النبي عن عقاب أورشليم قائلًا " وتُحطَّم أطفالهم أمام عيونهم وتُنهب بيوتهم وتُفضح نساؤهم" (أش 13: 16) وما حلَّ باليهود من قتل الأطفال وفضح النساء كان بسبب خطاياهم البشعة، فقد جنوا ثمار ما زرعوا، وبسبب آثامهم لم ينقذهم الله، وهذا يشبه ما حلَّ بداود النبي " هكذا قال الرب هأنذا أقيم عليك الشر في بيتك وأخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهنَّ لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس" (2 صم 12: 11) وكان ذلك العقاب بسبب زنى داود الملك بزوجة أوريا الحثي، وقتله لأوريا.
_____
(1) راجع عاطف عبد الغني - أساطير التوراة ص 49.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/668.html
تقصير الرابط:
tak.la/th3apb9