ج: 1- قال الله في الوصية الثانية " لا تصنع لك تمثالًا منحوتًا ولا صورة ما... لا تسجد لهن ولا تعبدهنَّ" (خر 20: 4، 5) فواضح أن الله منع صنع التماثيل والصور بهدف العبادة، فالتحريم هنا ليس تحريمًا مطلقًا، ولكنه تحريم مُقيَّد بالعبادة، لقد حرَّم الله عبادة الأصنام والأوثان، لكنه لم يلغِ فن النحت أو التصوير، إنما نهى عن عبادة المنحوتات والصور والتماثيل.
2- كان الغطاء الذي حمل الكاروبين هو غطاء التابوت، وكان المجد الإلهي يظهر بين جناحي الكروبين، وقد دعيت هذه المسافة بالشكينا، وأقرَّ القرآن هذه الحقيقة ودعى الشكينا باسم "سكينة" فعندما اصطفى الله طالوت (شاول الملك) للملك قال بنو إسرائيل نحن أحق بالمُلك منه وأغنى منه، فهو لا يملك سعة من المال، قال نبيهم أن الله اصطفاه وزاده من العلم والجسم، والله يؤتي ملكه من يشاء، وأن أية ملكه أن يأتيكم التابوت وعليه الغطاء " وقال لهم نبيهم أن آية ملكه أن يأتيكم التابوت في سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كُنتم مؤمنين" (البقرة 248).
3- عندما تكلم الله مع الشعب لم يظهر بصورة مجسمة حتى لا يصنع العبرانيون تمثالًا ما ويعبدونه، فقال موسى النبي " فاحتفظوا جدًا لأنفسكم. فأنكم لم تروا صورة ما يوم كلمكم الرب في حوريب من وسط النار. لئلا تفسدوا وتعملوا لأنفسكم تمثالًا منحوتًا... فتعتز وتسجد لها وتعبدها" (تث 4: 15 - 19).
4- عندما أمر الله موسى أن يصنع حيَّة نحاسية ويضعها على راية، وأطاع موسى، فكان كل من لُدغ من الحيَّة المُحرقة وينظر للحيَّة النحاسية كان يعافى على الفور، فلم تكن هذه الحيَّة النحاسية بقصد العبادة، إنما كانت رمزًا لعلامة الصليب التي لا يمكن للإنسان أن يخلص بدونها. وعندما بدأ العبرانيون في عبادتها ودعوها نحشتان سحقها حزقيا الملك (2 مل 18: 14).
5- يقول قداسة البابا شنودة الثالث " أن هذه الوصية لا تعني عدم تزيّن الكنائس بصورة العذراء والملائكة والقديسين. إنما مفتاح هذه الوصية هي عبارة {لا تسجد لهن ولا تعبدهن} فالمقصود هنا عبادة الصور والتماثيل، وخاصة أن هذه الوصية قد قُدمت في وقت انتشرت فيه الوثنية وعبادة الأصنام... الله الذي أمر في سفر الخروج قائلًا {وتصنع كاروبين من ذهب} (خر 25: 18 - 20). وما فعله موسى في خيمة الاجتماع، فعله سليمان الحكيم في الهيكل أيضًا... وزاد سليمان في الصور العديدة التي زين بها بيت الرب {وجميع حيطان البيت من مستديرها رسمها نقشًا بنقر كاروبيم ونخيل وبراعم زهور من داخل ومن خارج} (1 مل 6: 29 - 35).. إن الوصية الثانية تمنع الصور للعبادة، ولا تمنعها للزينة والإكرام"(1).
_____
(1) الوصايا العشر ص 34، 35.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/661.html
تقصير الرابط:
tak.la/bmhfr3v