ج: 1- حذر الله الشعب بشدة أن لا يصعدوا على الجبل موصيًا موسى النبي " وتقيم للشعب حدودًا من كل ناحية قائلًا احترزوا من أن تصعدوا إلى الجبل أو تمسوا طرفه. كل من يمس الجبل يُقتل قتلًا" (خر 19: 12) وقد أعاد الله التحذير لموسى ثانية " فقال الرب لموسى أنحدر حذر الشعب لئلا يقتحموا إلى الرب لينظروا فيسقط منهم كثيرون" (خر 19: 21).
أما قول الرب " أما عند صـوت البوق فهم يصعدون إلى الجبل" (خر 19: 13).. فمن هم الذين يصعدون؟ هل الشعب؟ كلاَّ، لأنه أكد لموسى أن الشعب لا يصعد ولا يمس الجبل. فالمقصود إذًا بالذين يصعـدون للجبل هم أشخاص محدَّدين بالاسم، وهذا ما جاء بيانه في الإصحاح الرابع والعشرين، فبعد أن تكلم الرب مع موسى وأعطاه الوصايا والإرشادات (خر 20 - 23) " قال لموسى أصعد إلى الرب أنت وهرون وناداب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل. واسجدوا من بعيد. ويقترب موسى وحده إلى الرب وهم لا يقتربون. وأما الشعب فلا يصعد معه" (خر 24: 1، 2).
2- عندما نزل الله على الجبل صارت رعود وبروق وسحاب ثقيل وصوت بوق شديد جدًا، وكان الجبل كله يدخـن، وصعد دخانه كدخان الآتون وارتجف كل الجبل جدًا، ونتيجة كل هذه الظواهر المرعبة " ارتعد كل الشعب الذين في المحلة" (خر 19: 16) ولم يُستثنى موسى أيضًا من هذا الرعب، فلم يُصرّح الكتاب أن كل الشعب أرتعب ماعدا موسى، فموسى بشر أيضًا، ومن لا يرتعب أمام هذه الظواهر التي صاحبت الحضرة الإلهية على جبل سيناء؟! ولذلك عندما ينقل لنا بولس الرسول مشاعر موسى فهو لم يخطئ. قال معلمنا بولس الرسول لليهود " لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنار وإلى ضباب وظلام وزوبعة. وهتاف بوق... وكان المنظر هكذا مخيفًا حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعد" (عب 12: 18 - 21) وهذا يتوافق تمامًا مع ما كُتب في سفر الخروج (خر 19: 16 - 19).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/656.html
تقصير الرابط:
tak.la/bjjas9z