فتعليقًا على قول الرب لموسى " كلم بني إسرائيل أن يرجعوا وينزلوا أمام فم الحيروث بين مجدل والبحر أمام بعل صفون. مقابله تنزلون عند البحر" (خر 14: 2) يقول الأستاذ محمد قاسم " أن مكان " فم الحيروث " غير معلوم حتى الآن، كما أن هناك العديد من الأماكن باسم "مجدل" (والتي معناها البرج أو الحصن) و" بعل صفون " في شمال مصر لذا فإن المكان الصحيح لانغلاق البحر لا يمكن تحديده بطريقة مؤكدة(1)(2).
ج: 1- هناك جدل حول تحديد مكان عبور بني إسرائيل فقال البعض أن العبور تم من الجهة الشمالية لخليج السويس حيث بحيرة المنزلة، عند نقطة لا يزيد اتساعها عن سبعة كيلومترات، وربما أقل من ذلك، وهي المسافة التي يمكن للمترجل أن يقطعها في سويعات قليلة... ويرى Linant de Bellfonds أن خليج السويس هذا كان يمتد في ذلك العهد حتى بحيرة التمساح. ويضيف روبرتسون (1936 م.) أن اتساعه كان أقل مما هو عليه الآن، وعندئذ يصبح أمر العبور مقبولًا(3) وقال البعض أن العبور تم من جهة الجنوب عند الطرف الجنوبي لبحيرة البلاح، أو الطرف الشمالي لبحيرة التمساح، وقال البعض أن العبور تم من جهة البحيرات المرة.
2- تحديد مكان العبور ليس له أهمية لاهوتية مباشرة، ولكن ما يجب إبرازه هو أن العبور قد تم، فهو حقيقة تاريخية، وأن البحر انشق أمام بني إسرائيل فعبروا من الموت للحياة، بينما أرتد البحر على المصريين فغرقوا. إذًا بني إسرائيل لم يعبروا مياه ضحلة، إنما عبروا مياه عميقة حتى صار لهم الماء سورًا عن اليمين وعن اليسار، وعمود السحاب كان يظللهم. لقد "انتصبت المجاري كرابية" (خر 15: 8) ولهذا فإن المصريين قد " غاصوا كالرصاص في مياه غامرة" (خر 15: 10) ويقول قليني نجيب " لما كان مكان العبور تحديدًا لم يتعين بعد عند الباحثين فهم يرفضون أن يكون العبور قد تم عن طريق البحر الأحمر نفسه، وقلة منهم يميلون إلى اعتباره خليج السويس. والأكثرية تميل إلى أنه كان بحيرة من البحيرات، والتي اختلفوا أيضًا في تحديد أيها كانت طريقًا للعبور، هل هي المنزلة أم التمساح أم إحدى البحيرات المرة؟ ولكن الشيء المؤكد أنه أيًّا كان المسطح المائي الذي عبره العابرون فلابد أن يكون من العمق بدرجة تكفي لتحقيق المعجزة"(4).
3- سار نحو مليونين من البشر مع عدد ليس بقليل من المواشي والدواب والأغنام، يضعون أحمالهم على بعض العربات التي تجرها الدواب، وعلى إحدى هذه العربات وضعوا تابوتًا يحمل جسد يوسف الصديق الذي سبق تحنيطه من مئات السنين، ويقول أحد الآباء الرهبان بدير القديس أنبا مقار " تم عمل مسطح منظم وخرائط دقيقة لرحلة بني إسرائيل في البرية في أواخر القرن التاسع عشر تحت إشراف سير هنري جيمس، بواسطة مجموعة من الضباط الإنجليز، وكانت ثمرة عملهم صدور كتاب قيّم بالخرائط والصور والشرح المفصل"(5)(6).
_____
(1) Oxford Bible Ailas op. cit. P. 58.
(2) التناقض بين تواريخ وأحداث التوراة ص 142.
(3) راجع قليني نجيب - فرعون موسى ص 47، 48.
(4) فرعون موسى ص 43، 44.
(5) A Edersheim, Bible History, Old Testament.
(6) شرح سفر الخروج ص 333، 334.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/630.html
تقصير الرابط:
tak.la/v6g7xzk