ويقول الأستاذ محمد قاسم " ويعتقد بنو إسرائيل بأن الله تعالى قد أطلع موسى على " اسم الله الأعظم " المكوَّن من أثنين وأربعين حرفًا. وبه شق البحر وعمل المعجزات، فهو بذلك كان عرافًا مثل السحرة المصريين وإن كان أعظم منهم وأعلم، وأن عيسى قد تعلم هذا الاسم من حيطان بيت المقدس وبه أيضًا عمل المعجزات"(1)(2).
ويقول الأستاذ ناجح المعموري أن عصا موسى السحرية التي فجرت الماء من الصخرة تعتبر امتداد للسحر المصري الذي أتقنه موسى النبي عندما كان في قصر فرعون(3).
ويقول برستيد James Henry Breasted " أن موسى كان يتمسك ببعض الذكريات عن التماثيل الدينية المصرية. فقد كان هو نفسه يحمل عصا سحرية عظيمة، لا شك في أنها كانت صورة ثعبان، تسكن فيها قوة يهوه"(4).
ج: 1- تهذب موسى بكل حكمة المصريين لكنه لم يكن عرَّافًا ولا ساحرًا، ولم يمارس السحر طوال حياته، بل هو الذي دوَّن العبارة الإلهية القوية " لا تدع ساحرة تعيش" (خر 22: 18) فكيف يحكم على السحرة بالإعدام بينما هو يستخدم السحر؟!
2- من أين جاء النُقَّاد بعبارة "اسم الله الأعظم" وأن موسى قد أطلع عليه؟ وهل هذا الاسم العظيم كان مخفيًا عن موسى النبي وكليم الله ورئيس الأنبياء؟! وهل يستخدم اسم الله الأعظم كوسيلة للسحر الشيطاني وكأن الله يُخضع نفسه للشيطان؟! وما معنى أن اسم الله الأعظم مكوَّن من 42 حرفًا؟! هل هذا اسم ذو 42 حرفًا وبالتالي فهو غير معروف لدى أي إنسان؟ أم أنه يمثل عبارة تعبر عن اسم الله الأعظم؟ وما هي هذه العبارة..؟ ألا يراجع هؤلاء النُقَّاد أنفسهم فيما يدَّعون على موسى وعيسى متهمين كل منهما بأنه عراف وساحر..؟! أليس قولهم هذا ضد عقيدتهم التي تبجل كل من موسى وعيسى وتنادي بأن موسى كليم الله وعيسى كلمة الله؟!
3- بينما طرح الأستاذ محمد قاسم اعتقاد العبرانيين بأن موسى عرَّاف، عاد في موضع آخر بكتابه يدافع عن موسى النبي قائلًا " لا يجب أن ننسى أن موسى كان نبيًا ويتلقى الوحي من الله ولم يتخذ قراراته من نفسه. وأن إخضاع الأحداث الدينية للتفسير المادي البحت قد جعل الكثيرون من المؤرخين ينفون ما حدث من معجزات موسى ويعتبرونها من مبالغات القصص الشعبية المتواترة، وهذا لا يجوز"(5).
4- لو حمل موسى عصا سحرية تحوَّلت إلى ثعبان، وهكذا فعل السحرة، فالجميع سواسية، ليس ما يميز عصا موسى عن عصى السحرة، فلماذا تجرأت عصا موسى وابتلعت عصى السحرة جميعًا؟!!
5- قال بولس الرسول عن أصحاب الضلالات " وكما قاوم ينيس ويمبريس موسى كذلك هؤلاء أيضًا يقاومون الحق" (1 تي 3: 8) وفعلًا لم يرد اسم هذين الساحرين في أي سفر بالعهد القديم، ولكن التقليد الشفاهي المتداول من السلف للخلف هو الذي حفظ لنا هذين الأسمين، ولعلهما كانا أشهر ساحرين من سحرة فرعون.
_____
(1) أنظر السمو آل بن يحيى المغربي - إقحام اليهود - الرياض 1986 ص 103، 104، وأيضًا م ص. سيجال -حول تاريخ الأنبياء عند بني إسرائيل- منشورات جامعة بيروت العربية ص 12.
(2) التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 134.
(3) راجع التوراة السياسي السلطة اليهودية ص 211 - 213.
(4) فجر الضمير ص 379.
(5) التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 182.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/608.html
تقصير الرابط:
tak.la/f4r52z5