ويقول الدكتور محمد مهران " ويبلغ السفه أشده بكاتب التوراة حين ينسب " بنوة الله " إلى جميع بني إسرائيل قاطبة، وذلك حين يروي سفر الخروج أن الله أمر موسى أن يذهب إلى فرعون ليطلق إسرائيل ابنه البكر بغية أن يعبده في البرية، فإذا ما أمتنع فرعون من إجابة مطلبه فإن الله سيقتل ابن فرعون البكر... ولست أدري كيف قبل المؤمنون بالتوراة هذه الفرية، وهل يتفق ذلك مع الوحدانية التي يزعمونها"(1).
ج: 1- في البداية قال الله عن شعبه إسرائيل ككل أنه ابنه البكر " هكذا يقول الرب إسرائيل ابني البكر. فقلت له أطلق أبني ليعبدني فأبيت أن تطلقه ها أنا أقتل أبنك البكر" (خر 4: 22، 23).
2- بعدما انقسمت المملكة إلى مملكة إسرائيل في الشمال وشملت عشرة أسباط وعاصمتها السامرة ومملكة يهوذا في الجنوب وشملت سبطي يهوذا وبنيامين وعاصمتها أورشليم، كان يرمز لمملكة إسرائيل بأفرايم، وقد تنبأ موسى بتقدم سبط أفرايم " ربوات أفرايم وألوف منسى" (تث 33: 17) وجاء في دائرة المعارف " ومنذ يوم انقسام إسرائيل إلى يوم سقوط المملكة الشمالية، لم ينازع أحد أفرايم السيادة، بل أصبح اسم أفرايم مرادفًا لإسرائيل وأشهر أبناء أفرايم هم يشوع (بن نون) وصموئيل (النبي) ويربعام الأول"(2).
3- عندما قال الله " لأني صرت لإسرائيل أبًا وأفرايم هو بكري" (أر 31: 9) فهو يؤكد أن كل من مملكتي إسرائيل ويهوذا هما شعب واحد يُعتَبر أنه ابن الله البكر، ويقول أبينا الحبيب القمص تادرس يعقوب " يدعو الله نفسه " أب إسرائيل " ليؤكد أن ما سمح به من تأديب خلال السبي إنما هو تأديب أبوي، وأن الله يتطلع إلى شعبه بكره " الابن البكر". لقد دعى أفرايم (إسرائيل) البكر ليس لكي يقدمه على يهوذا، وإنما ليؤكد اعتزازه به كابن بكر... كلاهما "إسرائيل ويهوذا" ابن واحد بكر"(3).
4- أما عن قول الكتاب عن آدم أنه ابن الله، فقد تتبع لوقا الإنجيلي سلسلة أنساب المسيح إلى أن وصل إلى آدم أب البشرية، ثم قال " آدم ابن الله" (لو 3: 38) فهذه بنوة بالخلقة، فالله خلق آدم من العدم، فهو مصدر وجوده ولذلك دعى الإنجيل آدم بأنه ابن الله على أساس أن الله هو الذي خلقه، وأوضح إشعياء النبي هذه الحقيقة حين قال " والآن يا رب أنت أبونا... نحن الطين وأنت جابلنا وكلنا عمل يديك" (أش 64: 8) فنسبة آدم أو إسرائيل أو أفرايم لله لا يعني أن أحدًا منهم صار إلهًا، إنما كل منهم صار ابنًا لله بالخلقة أو التبني، وليس واحدًا منهم من نفس طبيعة الله، حتى عندما قال الله عن البشر الذين صارت إليهم كلمة الله " أنا قلت أنكم آلهة وبنو العلي كلكم" (مز 82: 6) أكمل القول " لكن مثل الناس تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون" (مز 82: 7)(4).
_____
(1) تاريخ الشرق الأدنى القديم - تاريخ اليهود ص 238.
(2) دائرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 345.
(3) تفسير سفر أرميا جـ 2 ص 721.
(4) راجع كتابنا: أسئلة حول حتمية التثليث والتوحيد س19 ص 70-72.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/596.html
تقصير الرابط:
tak.la/y93rkbw