ج: 1- سبق الإشارة إلى هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت (راجع مدارس النقد والتشكيك جـ 1 ص 216، 217) ونقول هنا أن يوسف دعى أرض كنعان بأرض العبرانيين لأن الآباء البطاركة الأولين إبراهيم وإسحق ويعقوب عاشوا في تلك الأرض، وكان لهم شأنًا عظيمًا، كقول لعازر الدمشقي عن إبراهيم "الرب قد بارك مولاي جدًا فصار عظيمًا. وأعطاه غنمًا وبقرًا وفضة وذهبًا وعبيدًا وإماء وجمالًا وحميرًا" (تك 24: 35) وقال الكتاب " وزرع إسحق في تلك الأرض فأصاب في تلك السنة مئة ضعف وباركه الرب. فتعاظم الرجل وكان يتزايد في التعاظم حتى صار عظيمًا جدًا" (تك 26: 12، 13) وكان ليعقوب وبنيه مكانة في هذه الأرض " وكان خوف الله على المدن التي حولهم" (تك 35: 5).
2- يقول أحد الآباء الرهبان بدير مارمينا العامر "سكن إبراهيم الخليل وأبناؤه أرض العبرانيين من قبل يوسف بعشرات السنين، وجاء في (تك 14: 13) أن إبراهيم العبراني كان ساكنًا عند بلوطات مَمرا الأموري. لقد سُميت الأرض بأرض العبرانيين بسبب سكن إبراهيم العبراني فيها"(2).
3- يقول الأستاذ توفيق فرج نخلة " قال يوسف لأني قد سُرقت من أرض العبرانيين، فقد كان يعقوب ونسله قد ملكوا مساكنًا وحقولًا في أرض كنعان في حبرون وشكيم وبئر سبع، وسُمي إبراهيم ونسله بالعبرانيين، ودعى إبراهيم بالعبراني (تك 14: 13) لكن يوسف لم يقصد أن أرض كنعان كانت ملكًا للعبرانيين، بل أراد أن يحدد المكان الذي سُرق منه، وهو أرض كنعان التي سكنها العبرانيون منذ أن هاجر إليها إبراهيم (السنن القويم في تفسير العهد القديم) "(3).
4- يقول الدكتور ملاك شوقي إسكاروس " لقد سجل موسى النبي ما قاله يوسف، وكان يوسف يعبر عن الواقع، لأن إبراهيم وقتما عبر نهر الفرات وسكن في أرض كنعان دُعي بإبراهيم العبراني (تك 14: 13) كما دعت زوجة فوطيفار يوسف بالعبد العبراني (تك 39: 17) ودُعي أخوة يوسف بالعبرانيين (تك 43: 32).
وقال يوسف "سُرقت من أرض العبرانيين" ليُعرّف رئيس السقاة المكان الذي أتى منه، ولاسيما أن إبراهيم وقبيلته قد عاشوا في هذه الأرض منذ وقت طويل، وكان يشار إليهم بالبنان لما كان لهم من شأن عظيم" (تك 24: 35) وكان إبراهيم يخوض الحروب مع الملوك الجبابرة ويفوز عليهم بالانتصار، وكان صاحب عهود وتحالفات مع أمراء وملوك البلاد (تك 14: 1 - 24) وتعاظم إسحق جدًا، حتى قال عن نفسه " إنه الآن قد أرحب لنا الرب وأثمرنا في الأرض" (تك 26: 22) وكان إسحق صاحب حلف مع ملك جيرار (تك 26: 26-30) وعاش يعقوب في هذه الأرض وكان خوف الله على المدن التي حولهم (تك 35: 5)"(4).
_____
(1) البهريز جـ 1 س294، ومحمد قاسم - التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 93.
(2) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(3) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(4) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/538.html
تقصير الرابط:
tak.la/hjhym8m