ج: 1- يقول الكتاب أن عيسو عندما علم بما فعله يعقوب "صرخ صرخة عظيمة ومُرَّة جدًا" (تك 27: 34) ولا بُد أن هذه الصدمة التي تلقاها عيسو قد غيرت مشاعره تجاه أخيه يعقوب، وقطعت أواصر المحبة والود بينهما، وبينما " قال عيسو في قلبه قربت أيام مناحة أبي. فأقتل يعقوب أخي" (تك 27: 41) فإن جميع من في البيت لاحظ نظرات عيسو التي تخفي وراءها حقدًا دفينًا، وقد يكون أحد الخدام الذين يستريح لهم عيسو قد سأله عن تجهمه وهمه وغمه وغيظه المكبوت، فباح عيسو بما في قلبه، أو لمَّح بما ينوي فعله، فأسرع هذا الخادم المحب وأخبر سيدته رفقة، ولهذا قال الكتاب " فأُخبرت رفقة بكلام عيسو ابنها البكر" (تك 27: 43) فقول الكتاب " أُخبرت... بكلام " أي أن هناك إنسان ما في البيت أو خارجه قد أخبرها بما يضمره عيسو في قلبه، وهي من جانبها بقلب الأم تأكدت من هذه الحقيقة من ملامح وسلوك عيسو الجريح.
2- نحن لا نعترف بعصمة إنسان ما، فكل إنسان معرض للخطأ سواء كان نبيًا أو ابن نبي، غير أننا نلاحظ هنا أن عيسو كان أشرف من قايين، لأن عيسو اشترى خاطر أبيه، فلم يشأ أن يقتل أخيه إلاَّ بعد موت أبيهما، بينما قايين لم يعبأ بمشاعر أبيه وأمه، كما أن عيسو عندما التقى بأخيه بعد عشرين سنة صفح عنه، ويقول الكتاب " فركض عيسو للقائه وعانقه ووقع على عنقه وقبَّله وبكيا" (تك 33: 4).
3- إن كان الأستاذ علاء أبو بكر يستنكر لجوء أبناء الأنبياء للقتل لاسترداد حقوقهم، وينأى بهم عن تصرفات أولاد الشوارع، فهل له أن يفسر لنا ماذا جرى في الغزوات الإسلامية؟!
_____
(1) البهريز جـ 1 س291.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/504.html
تقصير الرابط:
tak.la/h6ja233