ج: 1- لا يمكن قبول هذه البركة على أساس حرفي صرف، لكن يمكن قبولها بسهولة على أساس روحي. لقد بارك إسحق يعقوب، فتميز نسل يعقوب بأنه شعب الله المختار، ومنه جاء الأنبياء، وقد أستأمنه الله على النبوات، وقد أقرَّ القرآن هذا... بارك إسحق يعقوب فجاء من نسله مخلص العالم الذي له تتعبد كل شعوب الأرض.
2- يقول القديس أيريناؤس " إن كان أحد لا يتقبل هذه الأمور بكونها تشير إلى الملكوت المعين (المسياني) يسقط في تناقض كما حدث مع اليهود الذين صاروا مرتبكين في الأمر. فإنه ليس فقط لم تخدم الأمم يعقوب في حياته، وإنما حتى بعد نواله البركة هو نفسه ترك بيته وخدم خاله لابان السرياني عشرين عامًا (تك 31: 41) وليس فقط لم يصر سيدًا لأخيه إنما انحنى وسجد أمام عيسو أخيه عند عودته من بين النهرين إلى بيت أبيه مقدمًا له هدايا كثيرة (تك 33: 3) أضف إلى هذا بأي طريقة ورث حنطة وخمرًا كثيرًا هنا، ذاك الذي هاجر إلى مصر بسبب المجاعة التي حلت بالأرض التي سكنها، وسار خاضعًا لفرعون الذي كان يحكم مصر في ذلك الحين"(2).
3- يقول أبونا أغسطينوس الأنبا بولا " المعنى المقصود في البركة التي أعطاها إسحق ليعقوب حين قال (كن سيدًا لأخوتك وليسجد لك بنو أمك) هو أنه يصبح رب العائلة بعد أبيه، ومنه يأتي المسيح"(3).
4- يقول أحد الآباء الرهبان بدير مار مينا العامر " سجود يعقوب لعيسو كان سجود الاحترام والاتضاع وليس سجود العبد للسيد. أما البركة التي نالها يعقوب التي بها يكون سيدًا لأخوته وبنو أمه يسجدون له سجود الخضوع والطاعة فظهرت في مُلك داود النبي وقد كان لفترة طويلة حتى مُلك يهورام بن يهوشافاط، ولم يخضع إسرائيل لآدوم أبدًا، وأيضًا في مُلك السيد المسيح على قلوب البشر، فالسيد المسيح هو إلهًا ملكًا يتعبَّد ويسجد له ملوك ورؤساء الأرض"(4).
5- تقول الدكتورة نبيلة توما " سجد يعقوب لأخيه سجود الاحترام، ولاسترضائه لأنه كان خائفًا لئلا يقتله، فسجد له ليمتص غضبه، ويزيل أي ضغينة من قلبه، فلم يكن سجوده سجود الاستعباد بدليل أنه بعد هذا اللقاء، صرف أخيه في طريقه قائلًا له " سيدي عالم أن الأولاد رخصة والغنم والبقر التي عندي مرضعة... ليجتز سيدي قدام عبده وأنا أستاق على مهل" (تك 33: 13، 14) وتعبيرات " سيدي" و"عبده " من قبيل الاحترام وليس الاستعباد "(5).
6- يقول الأستاذ الدكتور يوسف رياض " بركة إسحق ليعقوب كانت عن المستقبل، وهذا ما تم فعلًا. سجود يعقوب لعيسو عندما تقابلا كانت حالة فردية اقتضتها الظروف... لقد كان عيسو مستهترًا وتنازل عن بكوريته بأكلة عدس، أي أنه احتقر هذه البكورية، أما يعقوب فكان مباركًا من الرب " كما هو مكتوب أحببت يعقوب وأبغضت عيسو" (رو 9: 13) ولأن يعقوب كان مباركًا من الرب على عكس عيسو، لذلك أقرَّ إسحق البركة ليعقوب، لأن الأمر كان قد تقرر من قِبَل الرب "(6).
7- يقول الأستاذ فرج توفيق نخلة " لقد تحققت البركة ليعقوب في نسله الذي تغلب على شعوب وثنية كثيرة، كما إنه تغلب على شعب أدوم نسل عيسو، فقيل عن داود الملك أنه " وضع محافظين في أدوم كلها وكان جميع الأدوميين عبيدًا لداود وكان الرب يخلص داود حيثما توجه" (2 صم 8: 14).. " لأن يوآب وكل إسرائيل أقاموا هناك ستة أشهر حتى أفنوا كل ذكر في أدوم" (1 مل 11: 16) كما تحققت بركة إسحق ليعقوب بظهور السيد المسيح من نسله الذي تباركت به الشعوب، وقبلت الأمم الإيمان باسمه"(7).
_____
(1) البهريز جـ 1 س290.
(2) أورده القمص تادرس يعقوب - تفسير سفر التكوين س 256.
(3) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(4) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(5) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(6) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(7) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/503.html
تقصير الرابط:
tak.la/ryp5q2m