ج(1):
أيهما أفضل: أن يخلق الله حواء من الطين ككيان منفصل عن آدم، أم أنه يخلقها من كيان آدم، كقوله: "فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ»" (تك 2: 23).
لماذا يشكك الناقد في معرفة الله الكلية تارة فيقول (وان لم يكن يعرف)، وفي مقدرته النهائية تارة أخرى فيقول (فمن أين أتى باللحم)؟! ألا يعكس هذا أفكار الناقد المضطربة تجاه الله؟!
نظرة الناقِد لله على أنه محدود المعرفة والقدرة تعكس فكرًا مضطربًا، وكأن الناقد يحاسب الله: لماذا فعلت هذا؟ ولماذا لم تفعل هذا..؟!! وكأن الإنسان صار مشيرًا لله!!
واضح أن هذا الفكر يخفي وراءه عقلًا ملحدًا، فالناقد لا يؤمن باليهودية ولا المسيحية ولا الإسلام... لا يؤمن لا بالكتاب المقدس ولا بالقرآن.
وغني عن البيان أن الله خلق الإنسان كاملًا في أجمل وأبهَى صورة ممكنة... الصورة التي سيتخذها لنفسه عند تجسده... ولذلك قال بعد خلقته: قد "رَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا" (تك 1: 31).. وقال القرآن: "لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ" (سورة التين 4).
"مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! وَأَعْمَقَ جِدًّا أَفْكَارَكَ! الرَّجُلُ الْبَلِيدُ لاَ يَعْرِفُ، وَالْجَاهِلُ لاَ يَفْهَمُ هذَا" (مز 92: 5-6).
_____
(1) هذا المقال تم إضافته للكتاب إليكترونيًّا من قبل المؤلف، ردًا على سؤال مُرسَل للموقع، 10 نوفمبر 2021 م.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/349b.html
تقصير الرابط:
tak.la/67k2cvt