ج: 1- كما قلنا مرارًا وتكرارًا أنه في (تك 1: 24 - 31) ذكر موسى النبي قصة خلق الإنسان كجزء من قصة الخليقة ككل، وفي الإصحاح الثاني بدأ يشرح ويفصل خلق الإنسان، وفيه أعاد موسى النبي خلق الله للحيوانات... لماذا؟ لأنه كان يقصد أن يخبرنا بقصة تسمية آدم لهذه الحيوانات وتلك الطيور، وأيضًا ليوضح لنا أنه لا يوجد أي كائن من هذه الكائنات كان معادلًا ونظيرًا لأبينا آدم (تك 2: 19، 20) وعندما قال " وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء" (تك 2: 19) جاء فعل " جبل " في الماضي التام، فهو يعني أن الله كان قد جبل، كما جاء في ترجمة كلمة الحياة " وكان الرب الإله قد جبل من التراب كل وحوش البرية وطيور السماء وأحضرها إلى آدم ليرى بأي أسماء يدعوها" (تك 2: 19).
2- يقول أبونا أغسطينوس الأنبا بولا " الذي ظن أن الله (بحسب تك 2: 19) خلق الحيوان بعد الإنسان، قد ظن ذلك لأنه قرأ الإصحاح بدون وعي ولا انتباه، فالوحي هنا يصف بعض التفاصيل عما سبق ذكره في (تك 1: 24، 25) إذ يتكلم عن خلقة آدم وتسميته للحيوانات"(1).
3- لا يتساوى الإنسان مع الحيوان لأن كل منهما نفس حية، إذ أن خلق الإنسان يختلف عن خلق الحيوان... كيف خُلقت الحيوانات..؟ " وقال الله لتخرج الأرض ذوات أنفس حية كجنسها بهائم ودبَّابات ووحوش أرض كأجناسها. فعمل الله وحوش الأرض كأجناسها والبهائم كأجناسها وجميع دبَّابات الأرض كأجناسها" (تك 1: 24، 25) أما الإنسان فلم يُخلق بهذه الطريقة لأنه وإن تساوى مع الحيوانات من جهة الجسد لأنه جُبل من تراب الأرض، إلاَّ أنه حمل نفخة إلهية، فالله " نفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفسًا حية" (تك 2: 7) فآدم لم يصر ذو نفس حيَّة إلاَّ بنفخة الله القدير، إذًا الفارق هنا بين الإنسان والحيوان النفخة الإلهية " لكن في الناس روحًا ونسمة القدير تعقّلهم" (أي 32: 8).
_____
(1) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/345.html
تقصير الرابط:
tak.la/vnz7pv8