س 1680: هل ما جاء في المزمور (22): "ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ" (مز 22: 16) ترجمة خاطئة، الهدف منها إثبات صلب المسيح، وأن الأصل العبري جاء فيه: "وكلتا يديَّ مثل الأسد"؟
ج: 1- أصل الكلمة في العبري "كآرو" أي ثقبوا، وليس " كآري" أي الأسد، كما جاءت في التنخ tanakh اليهودي (العهد القديم) حيث تُرجمت الآية: "لأنه أحاط بي كلاب. جماعة أشرار أحاطوا بي كأسد يدي ورجلي". بينما جاءت في الترجمة السبعينية، وترجمة أكيلا سنة 125م، وأيضًا ترجمة سيماخوس لليونانية والفولجاتا والسريانية، وعشرات الترجمات الإنجليزية " ثقبوا"، وأيضًا تم اكتشاف مخطوطة للمزمور (22) ضمن مخطوطات وادي قمران ترجع إلى الفترة من (50 - 68م) وأكدت هذه الحقيقة.
2- جاء في موقع "مسيحيو الشرق لأجل المسيح": "ظل نُقَّاد التركيب النصي في حيرة لأن الترجمة اليهودية للنص حرفيًا تقول: "مثل الأسد يديَّ ورجليَّ" وليس: "مثل الأسد حول يديَّ ورجليَّ "، فليس في النص أي حروف وصل أو جر... مما أثار المزيد من الشك أن الكلمة في أول الجملة هيَ فعل وليس اسم.
عند الترجمة الحرفية للنص المازوري... يظهر النص كالآتي: لأنه أحاطت بي كلاب، جماعة أشرار أحاطوا بي كأسد يديَّ ورجليَّ. فيكون: جماعة الأشرار كالأسد أحاطوا بي يديَّ ورجليَّ... لا معنى لهذا الكلام، لأنه لو الكلمة كانت: كأسد، لتطلبت يديَّ أن تُسبَق بحرف جر مثل: أحاطوا بي كأسد بيديَّ ورجليَّ... ولكن هذا الحرف غير موجود في العبرية، لذلك نجد أن الجملة مفتقرة إلى المعنى والتركيب اللغوي الصحيح إن صدقنا على كلمة كأسد.
فلنقرأ الآن إن كانت الترجمة الصحيحة " ثقبوا" فكيف ستكون الجملة..؟ لأنه أحاطت بي كلاب. جماعة أشرار أحاطوا بي ثقبوا يديَّ ورجليَّ... بإمكان أي قارئ بسيط الآن أن يقارن بين الترجمتين الحرفيتين ويقرّر أيهما المفهومة، وأيهما الصحيحة من التركيب اللغوي.
فلا يسعنا سوى أن نعيد قول "J.J.M. Roberts": "أن العدد الموجود في المزامير عند تبديل كلمة ثقبوا بكلمة كأسد، يصبح غير مفهوم، ولا معنى له" J.J.M.Roberts, Vetus Testamentum, Vol 23. P 247))".
3- قال "البابا أثناسيوس الرسولي" في القرن الرابع الميلادي: "بعدما سمعت النبوات الخاصة بموته تسأل: ماذا يُقال عن صلبه..؟ " ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ. أُحْصِي كُلَّ عِظَامِي" (مز 22: 16). هذا عن موت يتحقق برفع الشخص وتعليقه على شجرة، لا يمكن أن يتحقق إلاَّ بالصليب. أيضًا ثقب اليدين والرجلين لا يتم بموت آخر غير الصليب" (238).
ويقول "القديس جيروم": "وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا" (إش 53: 5). ويقول المزمور "ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ"، لكي يشفي جراحاتنا بجرحه. "مَسْحُوقٌ" أي "ضعيف"، "لأَجْلِ آثَامِنَا" (إش 53: 5) لكي يخلصنا من الإهانة باحتماله الإهانة" (239).
4- الذين يقولون أن النص تم تغييره إلى " ثَقَبُوا" ليثبتوا صلب السيد المسيح، هل يظنون أن هذه الآية تمثل الإثبات الوحيد لصلب المسيح؟!! فليراجعوا النبوات العديدة التي تتحدث عن قصة الصلب بأدق التفاصيل، والأمور التي تشير للصليب والمصلوب، ونبوات السيد المسيح عن الصلب قبل وقوعه، والقرائن التاريخية والأثرية والفنية... إلخ. مما تتحدث عن حقيقة الصلب، وتم عرض هذه الأمور باستفاضة في كتابنا: "أسئلة حول الصليب".
_____
(238) أورده القمص تادرس يعقوب - تفسير المزامير جـ 3 ص 363.
(239) المرجع السابق ص 363.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1680.html
تقصير الرابط:
tak.la/vr5nny9