St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1659- هل هذا أسلوب يتحدث به نبي إلى ربه، وكأن صبره كاد ينفذ، وكأنه ينتهر ربه قائلًا: "إلى متى؟!!" أربع مرات متتالية: "إِلَى مَتَى يا رب تَنْسَانِي كُلَّ النِّسْيَانِ. إِلَى مَتَى تَحْجُبُ وَجْهَكَ عَنِّي. إِلَى مَتَى أَجْعَلُ هُمُومًا فِي نَفْسِي وَحُزْنًا فِي قَلْبِي كُلَّ يَوْمٍ. إِلَى مَتَى يَرْتَفِعُ عَدُوِّي عَلَيَّ" (مز 13: 1-2)؟

 

س 1659 : هل هذا أسلوب يتحدث به نبي إلى ربه، وكأن صبره كاد ينفذ، وكأنه ينتهر ربه قائلًا: " إلى متى؟!! " أربع مرات متتالية: " إِلَى مَتَى يا رب تَنْسَانِي كُلَّ النِّسْيَانِ. إِلَى مَتَى تَحْجُبُ وَجْهَكَ عَنِّي. إِلَى مَتَى أَجْعَلُ هُمُومًا فِي نَفْسِي وَحُزْنًا فِي قَلْبِي كُلَّ يَوْمٍ. إِلَى مَتَى يَرْتَفِعُ عَدُوِّي عَلَيَّ " (مز 13 : 1 - 2)؟

 يقول "د. حسن الباش": " في المزمور (13) يرد: إلى متى يا رب إلى الأبد تنساني. إلى متى تحجب وجهك عني. وهذا أيضًا مناف لطبيعة النبوة والإيمان لأن النبي على صلة دائمة بربه لا ينقطع عنه، ولا الله سبحانه بغافل عن بنيه ومخلوقاته" (143).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج : 1ــ لجأ داود إلى إلهه ملتمسًا معونة من لدنه، فصرخ قائلًا: " إِلَى مَتَى يا رب تَنْسَانِي كُلَّ النِّسْيَانِ. إِلَى مَتَى تَحْجُبُ وَجْهَكَ عَنِّي. إِلَى مَتَى أَجْعَلُ هُمُومًا فِي نَفْسِي وَحُزْنًا فِي قَلْبِي كُلَّ يَوْمٍ. إِلَــى مَتَى يَرْتَفِعُ عَدُوِّي عَلَيَّ" (مز 13 : 1، 2)، وهنا داود لم يقصد قط أن يتحدث إلى ربه بأسلوب غير مهذب، ولا قصد من هذا قط أن ينتهر ربه، عجبًا... ألم يدرك الناقد أن الانتهار يوجه من الأكبر للأصغر، ومن الأعظم للأقل شأنًا، ومـن الرئيس للمرؤوس، ومن القائد للجندي، فكيف ينتهر داود ربه؟!! ألم يدرك الناقد مدى اتضاع داود، حتى أنه نعت نفسه تارة بأنه كلب ميت وبرغوث (1صم 24 : 14) وتارة أخرى بأنه دودة لا إنسان (مز 22 : 6).. وكيف ينتهر داود ربه وفي الآية التالية مباشرة يتوسل لإلهه قائلًا: " انْظُرْ وَاسْتَجِبْ لِي يا رب إِلهِي. أَنِرْ عَيْنَيَّ لِئَلاَّ أَنَامَ نَوْمَ الْمَوْتِ" (مز 13 : 3)، فهو يستعطف الله قائلًا بأن العمر قد بات قصيرًا فأنر عيني قبل أن يولى العمر ويفوت. ثم تأمل في قوله " يا رب إِلهِي" التي تشع منها موجات حب عجيبة من داود لإلهه، حتى أن داود شعر بأن صلواته قد أُستجيبت، فتهلل قائلًا: " يَبْتَهِجُ قَلْبِي بِخَلاَصِكَ. أُغَنِّي لِلرَّبِّ لأَنَّهُ أَحْسَنَ إِلَيَّ" (مـز 13 : 5، 6).

 ولقد جاءت أسئلة داود الأربعة " إِلَى مَتَى؟!" ليست أسئلة استفهامية، ولا أسئلة استنكارية، إنما أسئلة توسلية تعبر عن مدى الكرب الذي حلَّ به، أنها صرخات قلب اكتوى بنار التجربة... صرخات نفس انصهرت في بوتقة الألم... صرخات مدوّية تعبر عن آلام الإنسان البار... صرخات نفس طحنتها الهموم والأحزان وإحنتها، ولم ينفرد داود بهذه الصرخة بـل أن المُرنّم صرخهـا معه: " أَقُولُ ِللهِ صَخْرَتِي لِمَاذَا نَسِيتَنِي. لِمَاذَا أَذْهَبُ حَزِينًا مِنْ مُضَايَقَةِ الْعَدُوِّ" (مز 42 : 9)، وصرخ آساف قائلًا: " حَتَّى مَتَى يَا اَللهُ يُعَيِّرُ الْمُقَاوِمُ وَيُهِينُ الْعَدُوُّ اسْمَكَ إِلَى الْغَايَةِ" (مز 74 : 10)، كما قال آساف: " إِلَى مَتَى يا رب تَغْضَبُ كُلَّ الْغَضَبِ وَتَتَّقِدُ كَالنَّارِ غَيْرَتُكَ" (مز 79 : 5)، وقال إيثان الأزراحي: " حَتَّى مَتَى يا رب تَخْتَبِئُ كُلَّ الاخْتِبَاءِ. حَتَّى مَتَى يَتَّقِدُ كَالنَّارِ غَضَبُكَ" (مز 89 : 46)، وقال أرميا النبي في مراثيه: " لِمَاذَا تَنْسَانَا إِلَى الأَبَدِ وَتَتْرُكُنَا طُولَ الأَيَّامِ" (مرا 5 : 20)، وصرخ حبقوق النبي: " حَتَّى مَتَى يا رب أَدْعُو وَأَنْتَ لاَ تَسْمَعُ. أَصْرُخُ إِلَيْكَ مِنَ الظُّلْمِ وَأَنْتَ لاَ تُخَلِّصُ" (حب 1 : 2)، والله يسمع هذه الصرخات ويتفهمها فيقول: " وَقَالَتْ صِهْيَوْنُ قَدْ تَرَكَنِي الرَّبُّ وَسَيِّدِي نَسِيَنِي. هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا. حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسَيْنَ وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ" (إش 49 : 14، 15).

 

 2ــ تكرار صرخات داود أربع مرات: " إِلَى مَتَى؟! " أمر مؤثر للغاية، وهذا التكرار هو صدى لما جال في ذهن داود تجاه الله، وتجاه نفسه، وتجاه أعدائه، فمن جهة الله، عندما شعر داود أن يـد العون الإلهي قد توقفت صرخ: " إِلَى مَتَى يا رب تَنْسَانِي كُلَّ النِّسْيَانِ. إِلَى مَتَى تَحْجُبُ وَجْهَكَ عَنِّي"، وهو العالِم أن الله عندما استمع لصراخ شعبه وهُم فـي مصر نزل ليخلصهم (خر 3 : 7، 8)، وقد اختبر داود من قِبل مراحم الله الصادقة، فقال: " أَمَّا أَنَا فَبِالْبِرِّ أَنْظُرُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ إِذَا اسْتَيْقَظْتُ بِشَبَهِكَ" (مز 17 : 15).. " وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ. أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ" (مز 27 : 4)، وداود يعرف جيدًا أن الأبرار: " نَظَرُوا إِلَيْهِ وَاسْتَنَارُوا وَوُجُوهُهُمْ لَمْ تَخْجَلْ" (مز 34 : 5).. " لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدْلَ. الْمُسْتَقِيمُ يُبْصِرُ وَجْهَهُ" (مز 11 : 7).

 ومن جهة نفسه: قال داود: " إِلَى مَتَى أَجْعَلُ هُمُومًا فِي نَفْسِي وَحُزْنًا فِي قَلْبِي كُلَّ يَوْمٍ" (مز 13 : 2)، والنص العبري لهذا العدد يعني التعزية وليس الهموم، وقال آساف: " أَذْكُرُ اللهَ فَأَئِنُّ. أُنَاجِي نَفْسِي فَيُغْشَى عَلَى رُوحِي... أَذْكُرُ تَرَنُّمِي فِي اللَّيْلِ. مَعَ قَلْبِي أُنَاجِي، وَرُوحِي تَبْحَثُ" (مز 77 : 3، 6).

 ومن جهة أعدائه: يقول داود: " إِلَى مَتَى يَرْتَفِعُ عَدُوِّي عَلَيَّ" فالعدو يهدد داود ومملكته.

 ويعلق "لزلي مكاو" عن تساؤلات داود قائلًا أنها: " طلب ذو أربعة أوجه: قوله " إلى متى... " هو سؤال يتتابع فيه الرجاء مع اليأس في دائرة مغلقة من الحاضر الداهم (قابل مز 74 : 10، 79 : 5، 89 : 46)، وأوجه الحزن الأربعة هيَ الوحدة لأن الله قد نسيه، والخجل لأن إهمال الله الظاهر يوحي إليه أنه لا يعتد به، واليأس لأنه متروك في مصادر قوته الضئيلة لكي يضبط مؤامرات أعدائه، والظلمة لأن أعداءه لهم اليد العليا وهُم متكبرون، بينما الذي يسعى ليعيش بالاستقامة أمام الرب إذا به مطروح بلا قوة" (144).

 

 3ـ لا ينسى الله ولا يهمل أحدًا، ولكن في وقت اشتداد الضيقة يظن الإنسان أن الله قد نساه وحجب وجهه عنه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. بينما الحقيقة أن الله يشتد قربًا، إن جـاز التعبير، من الإنسان المتألم، كأب حنون يمسك بيد ابنه الصغير، وإن تأخرت المعونة الإلهيَّة قليلًا، فلأجل تزكية إيماننا " لُحَيْظَةً تَرَكْتُكِ وَبِمَرَاحِمَ عَظِيمَةٍ سَأَجْمَعُكِ. بِفَيَضَانِ الْغَضَبِ حَجَبْتُ وَجْهِي عَنْكِ لَحْظَةً وَبِإِحْسَانٍ أَبَدِيٍّ أَرْحَمُكِ، قَالَ وَلِيُّكِ الرَّبُّ" (إش 54 : 7، 8)، وإن تأخرت المعونة الإلهيَّة فأنهـا حتمًا ستأتي: " إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ" (حب 2 : 3).

 ويقول "القمص تادرس يعقوب": " يبدو أن داود قد واجه تجارب لا تنتهي في فترة ما من حياته. وقد جاء هذا المزمور بمثابة تضرع يسكبه أمام الله حتى يعينه ضد أعدائه... يعبر هذا المزمور الصغير عن آلام داود الشخصية، سجلها كصرخة قوية وصريحة تخرج من أعماق نفسه المتألمة ليرتمي في أحضان مخلصه الذي يخرج به من المرارة إلى حياة الفرح والتهليل. وقد جاء هذا المزمور صلاة تضم كل عناصر المرثاة: شكوى، توسل، ثقة، شكر، التي تناسب كل إنسان بار يعاني من متاعب داخلية وخارجية" (145).

ويقول "الراهب القس أوغريس السرياني": " هذه الكلمات هيَ صرخة إنسان مؤمن متألم بتجربته، إلى الله من أجل خلاصه ونجاته من التجربة، لأنه يثق في عناية الله الكاملة... يرتفع عدو الإنسان الذي هو إبليس المجرب على المؤمن في وقت التجربة، عندما يجعل قلبه يلتهب بالشهوات الرديئة، وعقله يجعله يظلم بالأفكار السوداء، وهنا يتشامخ عدو الخير على كل مجرّب بهذه التجارب... لهذا يجب على كل مؤمن أن يبتهل متذللًا أمام الله... إن الله في وقت التجربة، يؤخر عنا معونته الإلهيَّة مدة زمنية معينة لفائدتنا وتنقيتنا... قد يشعر الإنسان في وقت التجربة أن الله غير ناظر إليه لمعونته لبحثه إلى الالتجاء إليه بأشد لجاجة، وهنا تدركه رحمة الله" (146).

 

 4ـ يقول "قداسة المتنيح البابا شنوده الثالث": ما أكثر عتاب داود مع الله..!.. " يا رب لِمَاذَا تَقِفُ بَعِيدًا؟! لِمَاذَا تَخْتَفِي فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ؟!" (مز 10 : 1). ربما لو قلنا هذه العبارة لأحد أصدقائنا من البشر، لا يحتملها..! ولكن الله يقبل هذا الكلام... وعبده داود عنده الجرأة أن يقول: " يا رب لِمَاذَا..؟ ".. أنه إنسان يكلم الله بصراحة ويعاتبه...

 لماذا نبحث عنك في وقت الضيق، فلا نجدك؟! وكأنك تقف بعيدًا، وكأننا لسنا أولادك؟ والله يقبل كل هذا الكلام... على الرغم من أنه يعمل، ولكننا نحن الذين لا نبصر عمله...

إن داود يفتح قلبه لله، ويشرح مشاعره كما هيَ. لا يتصنع كلامًا... إن شَكَر يشكر من عمق قلبه وهو مبتهج. أما إن يكون متضايقًا فأنه يعاتب... وفي كل ذلك لا يغضب الله من صراحته ولا من عتابه. بل أن السيد المسيح له المجد يقول عن مزامير داود: " قَالَ دَاوُدُ بِالرُّوحِ" (مت 22 : 43).

عتاب داود لله يدل على أمرين: محبة الله وسعة صدره من جهة، وجرأة داود وصراحته ودالته من جهة أخرى... هذا العتاب، وهـذه الصراحة، وعبارة " يا رب لِمَاذَا؟ ".. ليس هذا كله موجودًا في مزامير داود فقط، إنما نجد هذا الأسلوب في أسفار أخرى في الكتاب المقدَّس، وعند أنبياء وقديسين كثيرين...

أنظروا إلى إرمياء النبي يعاتب الرب، ويقول له أيضًا: " لِمَاذَا " وذلك في قوله: " أبرُّ أَنْتَ يا رب مِنْ أَنْ أُخَاصِمَكَ. لكِنْ أُكَلِّمُكَ مِنْ جِهَةِ أَحْكَامِكَ: لِمَاذَا تَنْجَحُ طَرِيقُ الأَشْرَارِ. اِطْمَأَنَّ كُلُّ الْغَادِرِينَ غَدْرًا " (إر 12 : 1).. إني أعجب من التراب والرماد، حينما يناقش الله في أحكامه، ويقول له: لماذا؟! ولكن إرمياء النبي يقول هنا للرب: أُكَلِّمُكَ مِنْ جِهَةِ أَحْكَامِكَ: لِمَاذَا؟. أنه شيء يا رب لم أستطع أن أفهمه. شيء غريب أن تترك الأشرار هكذا ينجحون... لماذا يا رب يحدث هذا؟ لماذا ينجح الأشرار؟ أين عدلك؟ أين محبتك للصلاح؟! أعطني حلًا. أعطني تفسيرًا. اشرح لي أحكامك... والرب يقبل هذا العتاب ويشرحه في موضع آخر... (مز 37 : 10، 20).

نفس عبارة لماذا، قالتها عذراء النشيد: إنها تعاتب الرب الذي تحبه بقولها: " أَخْبِرْنِي يَامَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي أَيْنَ تَرْعَى... لِمَاذَا أَنَا أَكُونُ كَمُقَنَّعَةٍ عِنْدَ قُطْعَانِ أَصْحَابِكَ " (نش 1 : 7). والرب لا يتضايق من عتابها...

مثال آخر، مفتوح القلب جدًا في العتاب مع الله، ذلك هو أيوب الصديق. أنه يعاتب الرب في جرأة عجيبة، ويستخدم أيضًا عبارة " لماذا؟ ".. أَأَخْطَأْتُ؟ مَاذَا أَفْعَلُ لَكَ يَا رَقِيبَ النَّاسِ؟ ".. " لِمَاذَا جَعَلْتَنِي عَاثُورًا لِنَفْسِكَ... " (أي 7 : 20، 21).. " لاَ تَسْتَذْنِبْنِي. فَهِّمْنِي لِمَاذَا تُخَاصِمُنِي؟ " (أي 10 : 2).. أتظنون أن الله غضب من هذا العتاب؟ كلا. بل أن الله في آخر السفر، حينما وبخ أصحاب أيوب الثلاثة... قال لهــم: " لَمْ تَقُولُوا فِيَّ الصَّوَابَ كَعَبْدِي أَيُّوبَ" (أي 42 : 7)" (147).

 

 5ـ يقول " نيافة الأنبا بيشوي" مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير القديسة دميانه: " العجيب أن الله نفسه هو الذي أعطانا هذه الكلمات إذ أن كل الكلمات قد كُتبت بقيادة الروح القدس. لكن حتى الكلمات التي تعتبر عتابًا لربنا، هو نفسه الذي يعطيها لنا لكي نعاتبه بها! والأعجب أنه حتى الكلمات التي تعتبر وكأنها إيقاظ لله، إذا توهمنا أنه يغفل عنا أو قد نسينا... فحتى هذه الكلمات، الله نفسه يعطينا إياها لكي يطمئن قلوبنا، ولأنه يريد أن يدخل الإنسان معه في حوار إنما في حدود الأدب الروحي... لا مانع أن يكون هناك حوار على مستوى العتاب أو الأنين أو الصراخ، أو حتى الإيقاظ، كما أيقظوه إذ كـان نائمًا في السفينة قائلين: " أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ" (مر 4 : 38)، لم يقولوها بلهجة التذمر أو الانتهار إنما يقولونها بلهجة العتاب أو الصراخ أو الاستنجاد" (148).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

 (143) الكتاب والتوراة - عندما باع الحاخامات موسى عليه السلام ص 98.

 (144) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 3 ص 96، 97.

(145) سفر المزامير جـ 2 ص 223.

(146) تأملات في سفر المزامير جـ 1 ص 87، 88.

(147) تأملات في مزامير الأجبية - يا رب لماذا؟ ص 9-18.

(148) تأملات في مختارات من مزامير الأجبية جـ 1 ص 29، 30.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1659.html

تقصير الرابط:
tak.la/nctrb43